موضوع يستحق القراءة والتمعن .... فلا يمكن إنكار إنجازات "الأبطال
المجهولين" ... ولا يمكن إنكار التاريخ وفضلهم علي مصر والوطن العربي
من ضمن ما تم توجيهة لجهازنا المصرى فى الماضى كانت قضية إنحراف جهاز
المخابرات و هى باختصار شديد أنة بعد هزيمة 1967 (النكسة) شكل الرئيس جمال
عبد الناصر لجنة خاصة للتحقيق في عمل أجهزة المخابرات وعرفت هذه القضية
بقضية (انحراف جهاز المخابرات العامة).بدأ التحقيق فى اغسطس 1967 وتناول
سوء استخدام النساء و التبديد فى الأموال السريه للجهاز، و قد تم التحقيق
مع الكثير من الفنانات و14 ضابط من الجهاز و خلافه.
وأسفرت التحقيقات التى قادها محمد نسيم قلب الأسد في النهاية عن إدانة صلاح نصر وسجنه إضافة إلى كل من:
- حسين عليش نائب رئيس الجهاز
- ثلاثة ضباط مخابرات
- ثلاثة افراد من خارج الجهاز
- أربعة ضباط فقط مما يعني أن الموضوع لم يكن سياسة عامة.
وينصح بأن يقرأ الموضوع التالي ، "محضر محاكمة صفوت الشريف" حتي تتضح الأمور بالنسبة لهذا الموضوع
د. يحي الشاعر
اقتباس:
ان كل المطلعين على خط سير جهاز المخابرات المصري يدركون كم تعرض هذا
الجهاز للانتقادات و الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة لدرجة أن بعض
الصحفيين و الناقدين طالبوا بازالة الجهاز من الوجود الأمني !!
فلماذا كل هذا العداء مع ان جهازنا المصرى
يأتى على رأس أجهزة المخابرات الأخرى فلم هوجم دون غيره ؟؟؟
و ما الأسباب التي دعت النقاد لمهاجمته ؟!! من وجهة نظري .. أعتقد أن ما
يتعرض له جهاز المخابرات المصري من حملات تشويه يرجع بالأساس لعدم أحساس
العامة بالدور الحيوي الذي يقوم به رجال المخابرات ..
إن الهالة الأعلامية التي تحيط بإجهزة المخابرات عل سبيل المثال الـ cia
واحدة من الأسباب العديدة التى ترسخ لدى العامة إحساسا بإهمية هذه الأجهزة
تماما مثل الشرطة وخفر السواحل ..
طبعا هذا لا يعني أنني أطالب بإستضافة رجال المخابرات في برامج إعلامية للتحدث عن إنجازات وبطولات صنعوها ..
أنما أرصد سببا لإحساس البعض بعدم جدوى وجود جهاز في مثل أهمية المخابرات لكي نتفهم أكثر ..
و الجميع الان يخلط الوضع ما بين القديم والحديث ولعل اجهزة المخابرات تظل
لسنوات طويلة تتحمل مسألوية القرارات المصيرية فى تاريخ الامم سواء كان
هذا بالايجاب او السلب.
من ضمن ما تم توجيهة لجهازنا المصرى فى الماضى كانت قضية إنحراف جهاز
المخابرات و هى باختصار شديد أنة بعد هزيمة 1967 (النكسة) شكل الرئيس جمال
عبد الناصر لجنة خاصة للتحقيق في عمل أجهزة المخابرات وعرفت هذه القضية
بقضية (انحراف جهاز المخابرات العامة).بدأ التحقيق فى اغسطس 1967 وتناول
سوء استخدام النساء و التبديد فى الأموال السريه للجهاز، و قد تم التحقيق
مع الكثير من الفنانات و14 ضابط من الجهاز و خلافه.
وأسفرت التحقيقات التى قادها نسيم قلب الأسد في النهاية عن إدانة صلاح نصر وسجنه إضافة إلى كل من:
- حسين عليش نائب رئيس الجهاز
- ثلاثة ضباط مخابرات
- ثلاثة افراد من خارج الجهاز
- أربعة ضباط فقط مما يعني أن الموضوع لم يكن سياسة عامة.
اقتباس:
و يجب ان نشير ايضا الى أن جهاز المخابرات نفسه هو الذي أبلغ رئيس
الجمهورية بوجود هذه المخالفات مما يدلل على نقاء هذا الجهاز و حرصة على
مصلحة البلاد.
اسمحوا لى ايها السادة ان ارد على كل من يشكك فى جهاز المخابرات المصرى
فهذا هو الهدف الاساسى من المقال لعل الصورة تضح و يفهم الناس بعض من
القشور البسيطة عن طبيعة عمل هؤلاء الابطال و عن ما تم تقديمة لمصر فى
الماضى و عن التضحيات التى يتم بذلها فى الحاضر.
لقد نسى المسيئون الى هذا الجهاز انة هو الحهاز الذى هو الذي قام بأروع
عمليات الجاسوسية ضد اسرائيل بل انه استطاع أن يهزم الـ c.i.a في
الستينيات وكشف عمليات تجسس له بالقاهرة.. هذا الجهاز امتلأ تاريخه
بالصفحات المضيئة اهمها هو القاء القبض على اثنين من أمهر عملاء الـ c.i.a
هما «جون زايفر» عام 1993 وكان يعمل مع «يواكيم فيكتور» رئيس شبكة التجسس
لحساب المخابرات المركزية الأميركية، القضية الاخرى كانت قضية «بورس
تايلور»
و هذه العمليات الناجحة ضد مخابرات أميركا هي التي جعلت صلاح نصر بعد
خروجه من السجن يؤكد أن هذه الحملة من تدبير المخابرات الأميركية وانها
تنتقم منه لعملائها الذين ألقى القبض عليهم.
جهاز المخابرات المصرية في الستينيات نجح أيضا في حماية مصر من اعداء
اخرين بخلاف أميركا فقد تم القبض على مصطفى اغا رئيس الحزب الشيوعي العربي
والذي كان يعد لانقلاب على الحكم لصالح جمهورية الصين الشعبية وكانت هذه
القضية هي الوحيدة التي اصطدمت فيها المخابرات المصرية مع الشيوعيين
وهي ايضا كانت مثار خلاف شديد بين صلاح نصر وعبدالحكيم عامر القائد الأعلى
للقوات المسلحة حينما ألقى القبض على مصطفى داود أحد ضباط الجيش الضالعين
في التنظيم دون استئذان المشير الأمر الذي أغضبه لكنهما تصالحا فيما بعد
ليظل الارتباط بينهما قائما حتى اخر لحظة من حياة عامر والعملية التي بدأت
في 13 مايو 1957 حين تم تعيينه رئيسا لجهاز المخابرات في مصر فبدأ منذ ذلك
التاريخ بناء الجهاز وفق خطة علمية منظمة، كان بناؤه يحتاج تكاليف باهظة
من المال والخبرة والأخطر توفير كفاءات بشرية مدربة تدريبا عاليا وكانت
التدريبات هي أولى المشكلات التي واجهها الجهاز الوليد واستطاع صلاح نصر
باتصالاته المباشرة مع رؤساء أجهزة المخابرات في بعض دول العالم أن يقدموا
عونا كبيرا.. تحفظ صلاح نصر الوحيد كان الخوف من ارسال البعثات الى الخارج
باعداد ضخمة حتى لا تستطيع أي من أجهزة المخابرات في العالم اختراق الجهاز
مع نشأته أو زرع بعض عملائها به. فاكتفى صلاح نصر بارسال عناصر من كبار
الشخصيات داخل الجهاز باعداد قليلة لتلقى الخبرات والعودة لنقلها بدورهم
الى العاملين في الجهاز
واستطاع الجهاز بمجهوده الخاص أن يبحث عن المعدات الفنية التي مكنته من
تحقيق أهدافه وقام صلاح نصر بالتغلب على مشكلة التمويل حين قام بانشاء
شركة للنقل برأسمال 300 ألف جنيه مصري تحول أرباحها لجهاز المخابرات، وحين
اخبر صلاح نصر جمال عبدالناصر بأمر هذه الشركة طلب منه زيادة رأسمالها
واتفق معه على أن يدفع من حساب الرئاسة 100 ألف جنيه مساهمة في رأس المال
أن يدفع عبدالحكيم عامر مبلغا اخر من الجيش وتقسم أرباح الشركة على الجهات
الثلاث.
اهتم صلاح نصر بعد ذلك بتحديد أنشطته ومهامه الرئيسية خاصة وان المخابرات
الحربية تتبع القائد الأعلى للقوات المسلحة والمباحث العامة لها دورها
الآخر في الأمن الداخلي. اذن كانت مهمة المخابرات الوحيدة جمع المعلومات
وتحليلها وتقديمها لصانع القرار.
اسرائيل كانت الهم الاكبر لهذا الجهاز منذ تأسيسه فصلاح نصر منذ اللحظة
الأولى له في المخابرات جمع كل ماكتب عن اسرائيل والموساد وقرأه حيث قامت
المخابرات في هذه الفترة بأهم عملياتها ضد اسرائيل تلك العمليات التي
أصبحت فيما بعد تدرس في معهد المخابرات الدولية من أشهر تلك العمليات
وأهمها عملية «لوتز» الذي قبض عليه عام 1965
وكان من أهم عملاء اسرائيل لدرجة انها فاوضت بعد 1967 على استبداله ببعض
الاسرى.. «لوتز» كان مكلفا بإرسال طرود ناسفة للعلماء الألمان في القاهرة
لارهابهم.. فأرسل بالفعل طردا مفخخا للعالم بيلز عام 1962 وانفجر في وجه
سكرتيرته.. كان «لوتز» ايضا مكلفا بجمع معلومات سياسية واقتصادية وعسكرية
عن مصر تحت ستار عمله كمدرب للخيول استطاع الدخول لسلاح الفرسان في
الجيش.. ومن ناحيته استطاع جهاز المخابرات الوصول لبيت «لوتز»
واكتشف جهاز الارسال الذي كان مخفيا في ميزان الحمام الذي وجد في دولاب
الملابس الخاص بـ «لوتز» ليتم اكتشاف أكبر عملاء اسرائيل في القاهرة ومن
العمليات التي كشفها جهاز المخابرات المصرية في عهد عبدالناصر عملية موريس
جود الجاسوس الهولندي المحترف والذي كلف بعمل اختراق داخل القوات المسلحة
المصرية، كذلك عملية جروبي حيث قامت المخابرات الاسرائيلية باستقطاب أحد
موظفي جروبي الذي كان مسئولا عن حفلات عبدالناصر وكلف بأن يدس السم
لعبدالناصر وضيوفه الأمر الذي كشفه جهاز مخابرات عبدالناصر.. وتم احباط
الخطة.
محاولات اغتيال
جهاز المخابرات المصري اكتشف ايضا في اواخر الخمسينيات خطة اسرائيلية
لاغتيال كمال الدين حسين وعبداللطيف بغدادي في اثناء خلافاتهما مع
عبدالناصر. ممايعطي ايحاء بإدانة عبدالناصر في هذه العمليات. ويبدو أن
اسرائيل علمت بوصول معلومات عن خطة الاغتيالات هذه لجهاز المخابرات المصري
فعدلت عن تنفيذها.
التهمة الأخطر التي ألقيت على مخابرات عبدالناصر كانت ان الجهاز كان
مخترقا بواسطة المخابرات المركزية الأميركية ورغم انه لم تثبت واقعة واحدة
لزرع عميل للمخابرات الأميركية في المخابرات المصرية الا ان البعض لم
يتوان في ترديد هذه التهمة معتمدين على ماردده كوبلاند أحد أنشط عملاء الـ
c.i.a من أن المخابرات المركزية الأميركية تغلغت في مصر تحت ستار محاربة
الشيوعية..
المعلومة الصحيحة في هذا السياق هي انشاء قسم محاربة الشيوعية الدولية
بجهاز المخابرات المصري اثناء قيام زكريا محيى الدين بالاشراف عليه ولأن
هذا القسم كانت مهمته الاساسية هي محاربة الشيوعية الدولية فقد ارتبط
بعلاقات مع المخابرات الأميركية التي رصدت أموالا من ميزانيتها تم بناء
برج الجزيرة بها وبعد تولي صلاح نصر رئاسة الجهاز طلب منه عبدالناصر الغاء
القسم لأنه ليس الا عبئا للمخابرات الأميركية على مصر وعلى عبدالناصر
شخصيا. شئ اخر ارتبط بالمخابرات الأميركية وان كان ارتباطا شكليا وهو ان
صلاح نصر بنى تنظيم جهاز المخابرات وفقا للنظام الأميركي والذي يسمى مجتمع
المخابرات وهو مستخدم في أميركا ويضم المخابرات المركزية الأميركية
والمباحث الفيدرالية ومخابرات الدفاع ومخابرات الجيش والطيران والبحرية
ولجنة الطاقة الذرية.
من ناحية أخرى كان جهاز المخابرات المصرية في عهد عبدالناصر من أفضل أجهزة
المخابرات كفاءة في العالم فقد تنبأت تقاريره منذ وقت مبكر جدا بانسحاب
بريطانيا من اليمن حتى قبل ان تعلن بريطانيا عن نواياها هذه وكسب الجهاز
أيضا نقاط هامة في صراع مصر مع اعدائها الاساسيين اسرائيل والولايات
المتحدة الأميركية والاسهام في معركة التحرير الكبرى فجهاز المخابرات
المصري هو الذي أخذ على عاتقه ارسال شحنات الأسلحة للمجاهدين في الجزائر
وكذلك تدريبهم على استعمال هذه الأسلحة رغم خطورة هذه المهمة التي كانت
تضع هذا الجهاز في مواجهة دولة بحجم فرنسا.
جهاز المخابرات المصري أيضا هو الذي قام بكشف لغز الطرود المتفجرة والتي
كانت ترد من ألمانيا لأحد مصانعنا الحربية واستطاعت اسرائيل من خلال
عملائها بألمانيا ارسال الطرود الناسفة.. نفس الأمر في عملية ارسال خطابات
متفجرة لمكتب بريد المعادي.
المعركة لم تكن بهذه السهولة التي يفكر بها مروجو تهم التجسس على
التليفونات والعلاقات مع الفنانات فصلاح نصر نفسه يعترف أن التقدم
التكنولوجي الذي تتخذه أجهزة المخابرات حاليا يقلل كثيرا من قيمة وأهمية
موضوع مراقبة التليفونات هذا، خاصة وان كل معارك المخابرات الآن هي معارك
على استخدام الأحدث تكنولوجيا.
الشئ الطريف ان جهاز المخابرات المصرية كان له دور اقتصادي لا يذكره أحد
من اعدائه أو حتى من انصاره، ففي احدى المرات كانت مصر تستورد القمح من
سوريا وكان القمح السوري لينا لا يصلح لصناعة الخبز في مصر وكان محل شكوى
العديد من المصريين وعلم جهاز المخابرات بهذه الأزمة وعلم ان شحنة قمح
استرالي في طريقها لايطاليا واستطاع باتصالاته مع دول العالم ان يبادل
الصفقتين ليصل القمح السوري اللين الأصلح لصناعة المكرونة لايطاليا ويصل
لنا القمح الاسترالي!
اذن لماذا انتشرت الصورة السلبية عن جهاز المخابرات؟!
صلاح نصر يرى انه من الصعب حينما نتحدث عن اعمال المخابرات الا نمس أمن
الدولة لذا فالمخابرات يسودها دائما غموض وابهام ضروري لاداء مهامها..
صلاح نصر أيضا لا ينفي استخدام النساء والجنس كأساليب معتمدة لجمع
المعلومات، فمنذ نجح لويس الرابع عشر ملك فرنسا في اقناع شارل الثاني ملك
انجلترا في الانسحاب من الحلف الثلاثي والانضمام لحملة الاراضي الواطئة عن
طريق عشيقته.. وهذا أسلوب تأخذ به كل أجهزة المخابرات في العالم حتى ان
اسرائيل بها ما يسمى بيت الملذات وهو جهاز يعتمد على تصوير المستهدفين في
أوضاع مخلة وتجنيدهم عن طريق ابتزازاهم بهذه الصور وغالبا مايكون
المستهدفون في بيت الملذات من العرب والمصريين.
كان هذا بعض ملامح مما يتعرض لة هذا الجهاز الموقر من اتهامات باطلة ممن
يريدوا لنا ان نفقد الثققة فى انفسنا.و لكنى ارد على الجميع قائلا ان
هؤلاء الرجال يعملون فى صمت و يعرضون حياتهم للخطر طوال اليوم و هم بعيدون
كل البعد عن الاضواء التى يتمتع بها نجوم الغناء والتمثيل و لاعبى كرة
القدم بل ان الكثير يعملوا بدون مقابل لانة اذا كانت التضحية غالية فمن
الصعب ان تطلب مال لان الحياة لا يمكن تقديرها بالمال. اقول لكل من يقرأ
هذا المقال لا اطلب منك تعاطفا او اشادة بهؤلاء الابطال فقط اطلب من
الجميع الدعاء لهم لكى يوفقهم الله فى الدفاع عن امن مصر و امننا.....
ادعو لهم من القلوب .. ادعوا الله ان يحفظ أفضل شبابنا من يعملون فى صمت و
لا ينتظرون مقابل و سوف يأتى اليوم الذى يشعر فية كل من وجهه نقد او اتهام
باطل بالندم على ما قاله وفعله و أستلم قول الله تعالى
(فصبر جميل والله المستعان على ما يصفون)
صدق الله العظيم.