وقعت مصر والصين مذكرة تفاهم، بين الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، والأكاديمية الصينية لعلوم الفضاء تتضمن العديد من مجالات التعاون، أبرزها إنشاء مركز لتجميع الأقمار الصناعية فى مصر اعتمادا على الخبرات الصينية، على أن يتم خطوات تنفيذ هذا المشروع، وبحث السبل القانونية لذلك.
جاء ذلك فى تصريحات خاصة أدلى بها رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، الدكتور محمد مدحت مختار، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، خلال حفل الاستقبال الذى أقيم بمقر المكتب الإعلامى ببكين اليوم الخميس، لأعضاء الوفد المصرى الذى يزور العاصمة الصينية حاليا، وبحضور أعضاء البعثة الدبلوماسية، ومن بينهم نائب السفير الدكتور إيهاب عبد الحميد، والمستشار الثقافى محمد كامل أبو على.
وقال الدكتور مختار، إن مذكرة التفاهم المشتركة، تضمنت أيضا الاتفاق على تبنى مجهودات الجانب المصرى فى تصميم القمر الصناعى المصرى "إيجيبت سات 2" ومراجعة واعتماد التصميمات المصرية من الجانب الصينى، والمنتظر الانتهاء منها فى يوليو 2014، بالإضافة للمشاركة فى مراحل التجميع والتصنيع والاختبار للقمر الصناعى المصرى، والتى ستتم بالمركز المزمع إنشاءه فى مصر.
وأضاف أنه تم الاتفاق على السماح للجانب المصرى بالمشاركة فيما يسمى "مهمات الأقمار الصناعية الصينية لاختبار التكنولوجيا الحديثة فى الفضاء"، وهى المهمات الفضائية المنوط بها اختبار ما يتم تطويره أو استنباطه من تكنولوجيات حديثة، موضحا أن الجانب الصينى سيقوم بتجربة 4 أجزاء من تكنولوجيا الأقمار الصناعية التى تم استحداثها وتطويرها وتصنيعها بالكامل بجهود مصرية خالصة.
وأشار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد الدكتور محمد مدحت مختار، إلى أن مذكرة التفاهم بين مصر والصين تضمنت أيضا تطوير محطة الاستقبال المصرية للأقمار الصناعية الموجودة بمدينة أسوان، وذلك بالتعاون مع الجانب الصينى.
إضافة للاتفاق على إقامة مشروعات تهدف للتنمية فى مصر عبر استخدام تكنولوجيا المستشعرات الرادارية، وهى الأقمار الصناعية المزودة برادارات لخدمة أهداف التنمية فى مجالات الثروة المعدنية، كون هذه التكنولوجيا معقدة ودقيقة جدا، وتحتاج لدعم فنى ذات خبرة من خلال الاستعانة بخبرات الجانب الصينى فى هذا المجال.
وأوضح مختار أن هناك رغبة من الجانب المصرى وترحيب صينى للمشاركة فى أنشطة تدريب محددة وتخص تكنولوجيا متقدمة بدون تحفظات، مشيرا إلى أن ما يدعو للفخر أن الصين ستستعين بالبحوث المصرية لاختبارها فى مهام إثبات التكنولوجيا بالرحلات الفضائية المستقبلية التى ستقوم بها، وهو ما سيؤكد ويثبت للعالم قدرة مصر على استنباط تكنولوجيا خاصة بها كخطوة أولى لنيل احترام العالم.
وأعرب الدكتور محمد مدحت مختار عن أمله فى أن تكون هناك متابعة من الحكومة والجهات المعنية فى مصر لدعم ورعاية البرنامج الفضائى المصرى، والذى يستحق الاهتمام فى هذه الفترة التى حقق خلالها خطوات كبيرة فى هذا المجال، ليخطو بها نحو المستقبل والدول المتقدمة.
وأشار إلى أن الهيئة القومية للاستشعار عن بعد هى الجهة المنوطة بعلوم الفضاء وتطبيقاتها، وتتضمن برنامج الفضاء المصرى المسئول عن توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية، والاستشعار عن بعض وتطبيق هذه البيانات المستقبلة من الأقمار الصناعية، واستخدامها فى عمليات التنمية فى كافة المجالات.
وقال الدكتور محمد مدحت مختار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، إن الحقيقة القائمة فى العالم كله هو أنه لا يوجد كيان واحد يعمل بمفرده حيث يوجد تكامل بين كافة الدول بمجالات علوم الفضاء والأقمار الصناعية، من خلال اتفاقات كثيرة تم توقيعها بين دول العالم ومن بينها مصر، مشيرا إلى أنه ما يدعو للآسف هو
أن مصر لم تستفيد حتى الآن من هذا التعاون وهذه الاتفاقات.
وأوضح أن زيارة الوفد المصرى للصين حاليا تعد أحد الفرص القليلة الباقية لمصر، لتحقيق خطوة على الطريق الصحيح فى مجال علوم الفضاء، وإيجاد جهة تتكامل وتتعاون مع الجانب المصرى لتنفيذ إستراتجيتنا المنوطة بعدما تخلت دول عديدة منها الهند والدول الأوروبية، وأوقفت التعاون مع مصر فى هذا المجال بسبب عدم جدية الجانب المصرى.
وقال الدكتور مختار، إنه تم التجهيز لزيارة الصين خلال العامين الماضيين، حيث كان هناك نية لعدم القيام بها إلا بعد الاستعداد جديا وتحقيق إنجازات ولو بسيطة لإظهار قدراتنا كمصريين وتقييم أنفسنا بمنتهى الشفافية والأمانة بعيدا عن الجوانب النظرية.
لافتا إلى أن الجانب الصينى بالأكاديمية الصينية لعلوم الفضاء، استقبلنا بشكل جدى وجيد بعدما لمس الجدية فى عملنا، ووضوح مطالبنا وأهدافنا الواقعية القادرين على تحقيقها من خلال تعاون البلدين.
وأضاف أن النقاشات مع المسئولين بالأكاديمية الصينية لعلوم الفضاء تطرقت لقدرات برنامج الفضاء المصرى وإمكانات التعاون المستقبلية، حيث تم تقبل الاحتياجات المصرية فى المرحلة المقبلة القابلة للتنفيذ سواء فى مجال الأقمار الصناعية، أو المحطات الفضائية الأرضية، كما زار الوفد أيضا مراكز صينية أخرى معنية بتطبيقات علوم الفضاء.
ونوه الدكتور محمد مدحت مختار بأن مصر تعمل فى مجال الأقمار الصناعية وعلوم الفضاء بجدية، وتسير على الطريق الصحيح، وقادرة على تطوير تكنولوجيا خاصة بها لتعيد مكانتها التى تستحقها فى هذا الإطار على المستويين الإقليمى والأفريقى، موضحا أن الطموحات المصرية أصبحت الآن لها سقف أعلى بكثير من ذى قبل ويمكن تحقيقها.