عبد الجواد توفيق
مضوا في صمت دون صخب اجادوا بأرواحهم في سبيل وطنهم لم ينتظروا الثناء من أحد أو أكاليل الزهور. منهم من مات غريبا علي أرض غير التي عاش عليها لكنه في سبيل عزة أمته اقتحم المنايا ملبيا نداء الشرف
مدافعا وحاميا عن وطنه فمنحهم شعبهم كل آيات المجد والفخار هؤلاء هم الشهداء الذين ملاحم البطولة وكتبت مصر بدمائهم صفحات الانتصار ومصر تحتفل في9 مارس من كل عام في ذكري استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة علي خط النار وبين جنوده وضباطه في السطور التالية أوراق من دفتر النصر.
> أحمد حمدي مقاتل حتي آخر نفس:
في مذكراته يقول اللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر1973( تكبد رجال المهندسين نسبة عالية من الخسائر في أثناء فتح الممرات في الساتر الترابي وإنشاء الكباري, إلا أنهم ضربوا المثل في الإصرار علي تنفيذ المهام والتضحية بالنفس في سبيل الواجب... واستشهد منهم أحد قادة المهندسين البارزين هو العميد أحمد حمدي الذي أطلق اسمه علي نفق قناة السويس بعد الحرب(نفق الشهيد أحمد حمدي) لقد أحزنني خبر استشهاده, لأني عرفته عن قرب في أثناء معارك القناة بعد حرب يونيو67 عندما كنت أعمل رئيسا لأركان جبهة القناة, وكان هادئا في طباعه وعلي درجة عالية من الكفاءة في عمله الهندسي, ولديه الاصرار التام علي إنجاز مهامه مهما احتاج ذلك من جهد او وقت لا اتذكر, في أثناء الخدمة معا, أني رأيته في مقر قيادة الجبهة إلا نادرا, فقد كنت أراه دائما عائدا في الساعات المتأخرة من الليل من الخطوط الأمامية بعد أن يكون قد أشرف علي تنفيذ عمل هندسي تقوم به القوات او الوحدات الهندسية.
ويقول المؤرخ العسكري المصري جمال حماد في كتابه المعارك الحربية علي الجبهة المصرية( وقد أصيبت معظم الكباري, وأعيد إصلاحها أكثر من خمس مرات, وقد ضرب العميد أحمد حمدي نائب مدير سلاح المهندسين وقائد احد ألوية الكباري المثل الأعلي في التضحية والفداء إذ استشهد بينما كان يشارك أفراد احد الكباري في عملية إصلاحه.
> إبراهيم عبد التواب.. لن نفرط في الأرض حتي آخر طلقة
كفنوني بعلم مصر, وسلموا أبنتي(مني) المصحف والمسبحة كانت هذه وصية الشهيد العقيد إبراهيم عبد التواب التي القاها علي جنوده فوق أرض موقعة(كبريت) في التاسع من أكتوبر.1973
ولد العقيد إبراهيم عبد التواب بمحافظة أسيوط في العاشر من مايو1937 التحق إبراهيم بالمدرسة الثانوية بالمنيا التحق بعدها بالكلية الحربية حتي تخرج عام1956 كان الشهيد رحمه الله مثالا في الأخلاق والشهامة والتسامح والتواضع الشديد, فكان يقرأ القرآن كثيرا ويواظب علي مواعيد الصلاة, حتي أشتهر بين جنوده بلقب الشيخ تدرج البطل إبراهيم عبدالتواب عقب تخرجه في مناصب القيادة المختلفة حتي تولي رئاسة أركان إحدي مجموعات الصاعقة, ثم أصبح قائدا لإحدي كتائب القوات الخاصة في حرب أكتوبر وكانت مهمة الكتيبة خلال الحرب هي اقتحام البحيرات المرة الصغري تحت تغطية من نيران المدفعية والقصف الجوي للطائرات المصرية, ثم التحرك شرقا علي طريق( الطاسة) ثم طريق(الممرات) لتهاجم وتستولي علي المدخل الغربي لممر( متلا) وفي الموعد المحدد ومع صيحات الله أكبر اقتحمت الكتيبه البحيرات المرة الصغري بنجاح تام وفي فترة زمنية صغيرة للغاية حتي وصلت إلي البر الشرقي للبحيرات وبدأت السيطرة علي ممر( متلا), ورغم العقبات التي واجهت كتيبة البطل وشراسة العدو المصاب بالذهول, لكن الرغبة في استعادة كرامة الوطن كانت اقوي لتهرب أمامها مدرعات العدو, أستمرت مهمة البطل إبراهيم عبد التواب ورجاله حتي كبدوا العدو خسائر هائلة في الأرواح والمعدات وفي التاسع من أكتوبر صدرت الأوامر بمهاجمة النقطة الحصينة شرق كبريت والاستيلاء عليها.
في ساعة630 يوم التاسع من أكتوبر1973 تحركت كتيبة البطل إبراهيم عبد التواب نحو نقطة( كبريت) الحصينة, حيث أعتمدت خطة الشهيد علي استغلال نيران المدفعية والدبابات لاقتحام النقطة الحصينة من اتجاهي الشرق والجنوب بقوة سرية مشاة, في نفس الوقت الذي تقوم باقي وحدات الكتيبة بعملية عزل وحصار من جميع الجهات لمنع تدخل احتياطي العدو الإسرائيلي فقد كان تخلي العدو عن هذا الموقع شيئا صعبا للغاية إن لم يكن مستحيلا, لذا فقد بدأت قوات العدو في محاولات مستميتة ومتكررة لاستعادة السيطرة علي الموقع, ولقد أستمر الحصار مدة134 يوما, نسجت خلالها ملحمة نادرة غير مسبوقة من الصمود والتماسك بين أفراد الكتيبة المصرية بقيادة الشهيد البطل منذ اليوم الأول للحصار جلس عبد التواب وحوله رجاله ـ ضباطا وجنودا ـ يوضح موقف الكتيبة والإجراءات الواجب أتباعها, وتعاهد الرجال أنه لا تفريط في الموقع حتي آخر طلقة وآخر نفس يتردد في الصدور ورغم حالة الإعياء التي بدأت تظهر آثارها واضحة علي البطل الشهيد, بسبب قلة الطعام, والمجهود الرهيب الذي يبذله, فقد حرص العقيد إبراهيم عبد التواب علي أن يصلي برجاله كل الفرائض في مواعيدها, كان يخطب أيام الجمع يبث الحماس والأمل في نفوس رجاله, ويبشرهم بنصر الله القريب أو الفوز بالشهادة.
في الرابع عشر من يناير1974 وبينما كان البطل يواجه إحدي غارات العدو سقطت دانة غادرة إلي جواره فأستشهد البطل بين جنوده
المصدر
http://www.ahram.org.eg/News/752/89/135309/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%8A%D9%84/%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%E2%80%8F%E2%80%8F-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%81%D8%AA%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1.aspx