حوار :عصام الدين راضي
أثارت زيارة الرئيس الإيراني الي القاهرة خلال الأيام الماضية, الكثير من الأسئلة منها: ما الذي تريده إيران من القاهرة!. وهل هي صادقة في وعودها الاقتصادية التي تحدثت عنها بدعم الاقتصاد المصري؟,
وهي الدولة التي تعاني حصارا اقتصاديا منذ سنوات ويعاني أهلها الفقر والبطالة وبحاجة لمن يقدم إليها المساندة. واذا كانت طهران صادقة في حديثها عن التقارب بين السنة والشيعة, فلماذا الإصرار علي الهجوم علي مؤسسة الأزهر بشكل متواصل؟ واذا كانت لديها نية في إزالة حالة الاحتقان مع دول الخليج فلماذا تدعم الشيعة بهذه الدول؟ ولماذا يتعارض الواقع الذي يعيشه أهل إقليم الأحواز العربي مع تصريحاتها عن حقوق الأقليات؟ وكيف تدعي إيران ترحيبها بثورات الربيع العربي وهي تقوم في الوقت نفسه بقمع الثورة السورية من خلال دعمها المتواصل للرئيس السوري بشار الأسد؟ وما المغزي من الرسالة التي بعث بها17 عالما إيرانيا الي الرئيس محمد مرسي, ان تطبيق ولاية الفقيه علي أرض مصر يضمن خروجا من الأزمات التي تعاني منها البلاد. هناك أسئلة كثيرة تحتاج إجابات واقعية وليست دبلوماسية حتي يعرف الجميع أين يريد أن يضع قدمه, يضع تفسيرات لها صباح الموسوي المنسق العام لمؤتمر نصرة الشعب الأحوازي العربي. والي نص الحوار:
خلال الأيام الماضية بعث17عالما إيرانيا برسالة الي الدكتور محمد مرسي بضرورة تطبيق ولاية الفقيه في مصر, وأن في هذا نهضة حقيقية للاقتصاد المصري وتزامن هذا بعد زيارة الرئيس الإيراني الي القاهرة للمشاركة في القمة الإسلامية.. هل هناك مغزي سياسي من وراء هذه الرسالة؟
من المؤكد هناك مغزي سياسي وهو الدعاية الداخلية للنظام الإيراني الذي يحاول دائما أن يظهر لشعبه أنه يصدر الأفكار الي الآخرين وأن ثورات الربيع العربي جاءت نتيجة الثورة الإيرانية, وأن النظام الإيراني الملهم للثورات العربية, أيضا هناك هدف خفي من وراء هذه الرسالة التي بعث بها العلماء الإيرانيون وعلي رأسها ايجاد حالة من عدم الثقة بين مصر والمجتمع الدولي, والتأثير بشكل سلبي علي العلاقات المصرية الخليجية, ودائما تنظر إيران الي العرب علي أنهم أقل منها والتاريخ يشهد بهذا, فهي تحاول دائما أن تظهر نفسها في موقع القيادة وأن الجميع يأخذ تعليماته منها.
برغم حضور الرئيس الإيراني الي القاهرة لحضور قمة رسمية وهي القمة الإسلامية, إلا أنه حاول أن يخرجها عن هذا الإطار من خلال زيارته الي الأزهر ومسجد سيدنا الحسين, هل هناك من رسالة أراد إرسالها بشكل مباشر؟
الرئيس الإيراني حاول أن يجعل زيارته شعبية من خلال التلويح للمواطنين في أثناء زيارة ضريح سيدنا الحسين, وهي رسالة مقصودة, بأنه من الممكن اختراق الأزهر, وأن هذه المؤسسة العريقة راضية عن المنهج الإيراني في تعامله مع السنة وهذا علي خلاف الحقيقة, فإيران تريد زرع الفتنة بين الأزهر والتيارات السلفية.
كيف ينظر الإعلام الإيراني لمؤسسة الأزهر وهل يتناول ما يدعو للتقارب بين الشيعة والسنة؟
هناك حملات إعلامية متواصلة في الإعلام الإيراني ضد الأزهر ويقدمه علي أنه يتحالف مع التيار السلفي لوقف المد الشيعي, وزيارة الرئيس الإيراني الي الأزهر كانت محاولة منه أن يبعث برسائل أنه قادر علي الحد من دور الأزهر في الوقوف ضد المد الشيعي, وهذه المؤسسة العريقة كانت واعية لما يفكر فيه النظام الإيراني, وهو ما أظهره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خلال لقائه بنجاد وكان صفعة للجانب الإيراني, والهجوم الإيراني علي الأزهر الشريف لا يتوقف علي الإعلام فقط, فهناك هجوم متواصل عليه من جانب المواقع الإلكترونية الشيعية التابعة للحوزة الدينية الإيرانية التي تعتبره العقبة الأهم في طريق نشر المذهب الشيعي.
الرئيس الإيراني والمسئولون الإيرانيون لا يتركون فرصة إلا يتحدثون عن ضرورة التقارب بين السنة والشيعة فهل هناك ما يشير الي صدق نياتهم من خلال تعامل النظام من أهل السنة الإيرانيين؟
هم كاذبون في هذه الادعاءات, فلا يوجد ما يشير الي صدق نياتهم بدليل اضطهاد أهل السنة في إيران, الذي يتجاوز عددهم32 مليون لم ينالوا من حقوقهم أي شئ, ويعانون التمييز العنصري والديني والطائفي, والدستور الإيراني يرسخ هذا المبدأ ويحرم أي سني من تقلد أي منصب قيادي داخل مؤسسات الدولة, وهناك إصرار من الشيعة الإيرانيين علي معاملة أهل السنة كمواطنين من الدرجة الثانية, وليس من حقهم الاعتراض أو التذمر من هذه المعاملة, كما أنه ليس من حقهم إدارة مدارسهم التي تدار من خلال الشيعة للسيطرة عليها وعدم خروج المذهب السني الي النور, وعندما نتحدث عن القضاء والجيش والوزارات لا يوجد أي مسئول سني وأيضا البرلمان الإيراني ومجلس تشخيص مصلحة النظام يغيب عنهما العناصر السنية, كما أن المناطق الخاصة بأهل السنة لا تقدم إليها أي خدمات ومحرومة من التنمية والإعمار مثل مناطق العرب الأحواز, كما أن النظام الإيراني يفرض علينا قائمة بأسماء فارسية لاطلاقها علي المواليد وفي حالة الرفض من جانبنا علي هذه الأسماء, يرفضون تسجيل المواليد ويطلقون أيضا أسماء فارسية علي المدن والشوارع القريبة العربية من أجل طمس الهوية, ونحذر الشعب المصري من الانخداع بالشعارات الإيرانية البراقة والتقارب المصري الإيراني سيؤثر علي العلاقات المصرية بدول الخليج التي عانت كثيرا من إيران وتعرفها علي حقيقتها.
عرب الأحواز
إقليم الأحواز محتل علي يد إيران منذ88 عاما وتم قمع أكثر من ثورة من أجل التحرر.. فهل تختلف معاناة أهل الاقليم تبعا لسياسة الرئيس ومجلس تشخيص النظام والمرشد الأعلي للثورة الإسلامية أم أن هناك سياسة عدائية منذ احتلاله؟
النظام الإيراني يعتبر أن الفكر السني خطرا عليه, ولهذا معاناة أهل الاقليم مستمرة منذ احتلاله وحتي الآن وان كانت أخف وطأة قبل قيام الثورة الإيرانية, أما النظام الحالي فهو يعادي كل ما هو عربي ولا تقتصر المعاناة علي أهل السنة من أبناء الأحواز فقط, بل ان الشيعة الأحواز يعانون أيضا, فالعربي الشيعي لا يسب الصحابة والخلفاء ويعتبرهم قدوة بينما الشيعي الإيراني تقوم عقيدته علي سب الصحابة والتقرب الي الله باهانتهم.
كيف تعامل أبناء اقليم الأحواز مع زيارة الرئيس الإيراني الي القاهرة؟
أهل الأحواز كانوا سعداء بموقف الأزهر وتصريحات شيخه, التي طالب فيها باحترام أبناء الاقليم وضرورة الحصول علي حقوقهم الضائعة, وتصريحات شيخ الأزهر أزعجت الرئيس الإيراني والعرب الأحواز كانوا سعداء بموقف الشعب المصري الرافض لزيارة نجاد ورفع الأحذية في وجهه.
المصالح المشتركة
السياسة لغة مصالح وكل دولة تحاول تحقيق مصالحها الاستراتيجية من خلال علاقاتها مع العالم الخارجي, فهل من الممكن بناء قاعدة مصالح مشتركة بين مصر وإيران؟
إيران تريد اختراق مصر وعزلها عن محيطها الإسلامي وتقليص دورها الإقليمي, فالدولة الفارسية تعتبر مصر عقبة كبري لابد من تحجيمها, وجميع الدول التي تعاملت مع إيران أصابها الضرر وما حدث في العراق ليس بعيدا عن أحد, وما يحدث في سوريا حاليا خير شاهد, وإيران تريد أن تحترق مصر من الداخل.
إيران تتحدث عن مليارات لدعم الاقتصاد المصري وخبراء يقدمون المساعدة واستثمارات تتدفق مع عودة العلاقات بشكل كامل.. هل إيران لديها ما تقدمه الي مصر؟
لا يوجد لديها ما تقدمه, فالمواطن الإيراني يعاني الفقر والحرمان والمخدرات منتشرة بين الشباب, كما أن العملة الإيرانية تعد من أضعف العملات علي مستوي العالم والدولار يساوي35 ألف ريال إيراني, والمواطن الإيراني يشكو من الحصار وارتفاع الأسعار وتراجع الموارد وعدم توافر المواد الغذائية, والبترول الذي تمتلكه إيران لا يتم تصديره بسبب العقوبات المفروضة عليها, وتقوم بشراء الوقود من الخارج, ومصر ليست بحاجة الي خبرة إيران, فهي التي تصدر الخبرات لجميع دول العالم العربي والجميع يعرف قدرها ومكانتها.
من خلال معرفتك بالمجتمع الإيراني.. هل يؤيد ما تقوم به القيادة السياسية من نشر المذهب الشيعي خارج إيران أم أن ما يعنيه استقرار الأوضاع الداخلية ومستوي المعيشة؟
كل ما تريده إيران إضعاف الدول العربية من خلال دعمها للتيارات الشيعية في هذه الدول, وتحريك المشاعر العاطفية للشيعة في البحرين وإثارة القلق, والتشيع يعتبر المشروع القومي لإيران واستراتيجية مخطط لها منذ فترة طويلة ولن تتنازل عنه, فهو المشروع الذي تقوم عليه سياساتها الخارجية, وهذا يتم من خلال المرشد الأعلي للثورة والأجهزة الأمنية.
المصدر
http://www.ahram.org.eg/News/752/83/135313/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1/%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%82-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%8A-%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%8A%E2%80%8F%E2%80%8F%D8%A5.aspx
السؤال المهم ----- هل نستطيع ان نصل الى نقطة التقاء فى علاقتنا مع ايران دون اى تاثير علينا و فى نفس الوقت الذى يحقق
مصالحنا و ( مصالحنا فقط دون اى التفات ) الى تخوفات اخرين ايا كانوا و رعبهم من شئ اسمه ايران وربط مصالحهم مع مصر بمدى التقارب الايرانى
فى اعتقادى الشخصى : ان السياسة الخارجية المصرية غير محررة فى فكرها و اّرائها الاّن لانها لو تحررت سنمسك العصا من المنتصف
و نستطيع تحريك ايران قربا منا او بعدا حسب ما نريد و خصوصا لاستغلال تعطشهم لقوة اخرى كبيرة و مؤثرة فى المنطقة مثل مصر
و فى نفس الوقت تاثيرنا با ستغلال نقطة شعب الاحواز المظلوم و اشياء اخرى كثيرة لا تغيب عن عاقل