اعترفت دراسة رسمية للجيش الأميركي للمرة الأولى أمس بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لم تكن له علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة, مما يدحض مبرر الإدارة الأميركية الأساسي لشن الحرب على العراق.
صحيفة غارديان البريطانية التي أوردت النبأ قالت إن الدراسة التي أعدتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اعتمدت على 600 ألف وثيقة عراقية استحوذ عليها الأميركيون والبريطانيون بعيد إسقاطهم للرئيس العراقي الراحل.
وكتب معدو الدراسة أنهم لم يكتشفوا "أية علاقة مباشرة بين صدام والقاعدة".
وذكرت غارديان أن الرئيس الأميركي جورج وبوش ومعاونيه بذلوا كل ما في وسعهم لإثبات وجود مثل تلك العلاقة سعيا منهم لتبرير شن الحرب على العراق.
وحرصا منه على تفادي الإحراج الذي ستمثله التغطية الصحفية لهذه الدراسة الجديدة حاول البنتاغون طمر هذه الدراسة والحيلولة دون نشرها.
وذكرت شبكة (أيه بي سي) التلفزيونية أن وزارة الدفاع الأميركية ألغت إيجازا صحفيا كان من المقرر أن تعطي فيه نبذة عن نتائج الدراسة كما ألغت خطة لنشر ما توصلت إليه هذه الدراسة بموقعها على الإنترنت.
ونسبت القناة لمسؤولين عسكريين قولهم إن نسخا غير سرية من هذه الدراسة ستبعث إلى الأشخاص المهتمين بهذه القضية عبر البريد الإلكتروني.
وذكر مسؤول آخر بالبنتاغون للقناة أن تقارير صحفية أولية حول هذا الموضوع جعلته "بالغ الحساسية من الناحية السياسية".
غارديان قالت إنه حتى في عام 2002 كان محللو المخابرات العسكرية الأميركية قد فندوا ادعاء إدارة بوش بأن الحكومة العراقية قد دربت أعضاء من تنظيم القاعدة على كيفية استعمال الأسلحة الكيميائية.
وكان بوش نفسه قد قال عام 2004: "السبب الذي يجعلني أصرّ على أنه كانت هناك علاقة بين عراق صدام والقاعدة هو أنه كانت هناك علاقة بين العراق والقاعدة".
وقد أظهرت المذكرات التي اطلع عليها باحثو الجيش الأميركي أنه كان هناك بالفعل دعم مادي "للانتحاريين بغزة والضفة الغربية", كما عثر على تفاصيل عن كيفية تطوير الألغام المستخدمة في السيارات المفخخة وكيفية صناعة الأحزمة الناسفة.
الصحيفة قالت إن الاعتراف بعدم وجود أي علاقة مباشرة بين صدام والقاعدة يمكن أن يجعل من هذه الدراسة قضية حساسة بالنسبة للإدارة الأميركية في وقت تحاول فيه الترويج لما ترى أنه مؤشرات على تحسن الوضع الأمني بالعراق.
المصدر