أثار قرار جنوب أفريقيا إرسال "بعثة تحقيق" خاصة لفحص أسباب الجمود السياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قلق إسرائيل التي أكدت خشيتها من تقرير يخلص إلى أن إسرائيل تسلك نهجا عنصريا.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعتبر جنوب أفريقيا إحدى الدول الأكثر انتقادا لإسرائيل، مضيفة أن المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية يفترضون أن الهدف الحقيقي للبعثة هو "إصدار تقرير يعطي شرعية للادعاء بأن إسرائيل تنتهج نظام فصل عنصري".
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي أنه "إذا كانت الدولة التي انتصرت على الفصل العنصري ستقرر -في تقرير خاص- أن إسرائيل تدير سياسة كهذه تجاه السكان الفلسطينيين، فإن الأمر سيسوّغ هذا الادعاء في الساحة الدولية".
وأضافت أن مصدرا آخر له علاقة بالزيارة اعتبر أن "اللجنة تأتي مع أجندة محددة مسبقا، يمكن القول إن تقريرها مكتوب منذ الآن". مشيرة إلى تقديرات بأن أعضاء البعثة سيكرسون معظم وقتهم لزيارة السلطة الفلسطينية، ولقاءات مع منظمات يسارية إسرائيلية، "وبهذه الطريقة سيكون أعضاؤها عرضوا -بشكل شبه حصري- الرواية الفلسطينية للنزاع".
"
في سياق العنصرية المتزايدة بحق العرب، انتقدت صحيفة هآرتس عدم تحرك أحد من القادة الإسرائيليين للاعتذار للمعتدى عليهم من الفلسطينيين الذي أخذ يكثر في المدة الأخيرة
"
وأشارت معاريف إلى محاولات لتأجيل الزيارة "بدعوى أنه في الفصح تغلق الوزارات الحكومية"، موضحة أن الزيارة سبق أن أجّلت مرة واحدة بعد أن طلب الجنوب أفريقيون الوصول في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أي في ذروة حملة الانتخابات الإسرائيلية.
وفي سياق العنصرية المتزايدة بحق العرب، انتقدت صحيفة هآرتس عدم تحرك أحد من القادة الإسرائيليين للاعتذار للمعتدى عليهم من الفلسطينيين الذي أخذ يكثر في المدة الأخيرة.
وبعد استعراضها لسلسة اعتداءات على العرب، قالت إن وزير الأمن الداخلي إسحق أهارونوفيتش والقائد العام للشرطة يوحنان دنينو فقط نددا بالاعتداءات، معتبرة قلة المنددين ظاهرة تثير الرعب أكثر من الاعتداءات نفسها.
وخلصت الصحيفة إلى أن عملا إنسانيا بسيطا -وهو زيارة المعتدى عليهم، وتمني السلامة لهم، والتعبير عن الأسف، وإرسال رسالة حادة واضحة نحو آلات التصوير والسماعات- يمكن أن تُعدل المعطيات بهذا الشأن، "لكن لا أحد هب لذلك, لا رئيس الدولة ولا رئيس الوزراء، ولا وزير التربية ولا وزير القضاء، ولا رؤساء الأحزاب، ولا رؤساء البلديات".
مراجعة نرويجية
وفي سياق منفصل، قالت صحيفة إسرائيل اليوم إن البرلمان النرويجي أنشأ لجنة تحقيق في المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية، موضحة أنه فرض على اللجنة أن تفحص أسئلة مثل هل يتم الاستمرار في المساعدة المالية للسلطة الفلسطينية؟ وإذا كان ذلك، فكم يحول من المال؟
وقالت الصحيفة إن النرويج تراجع نفسها فيما يتعلق بالمساعدة المالية التي تقدمها إلى السلطة الفلسطينية، والمقدرة بنحو 50 مليون دولار سنويا، مشيرة إلى تقريرين تلفزيونيين، أحدهما حول وسائل الإعلام الفلسطينية التي "عرض فيها جميع أمواج كراهية إسرائيل والشعب اليهودي، واتضح فيها أن السلطة تولي بروتوكولات حكماء صهيون قدرا عاليا من الثقة".
أما التقرير الثاني، فتتبع أموال المساعدة النرويجية، وأظهر أنها تصل -بين من تصل إليهم- إلى من سمتهم "عائلات القتلة الفلسطينيين الكبار المسجونين في إسرائيل، أو للنفقة على إذاعة برامج الكراهية والتحريض".
ووفق الصحيفة، فإن تقدير المطلعين على الأمور في أوسلو هو أن "تحويل المال قد يستمر لكن لمشروعات محددة جيدا، وليست محطتها النهائية تمويل الإرهاب مثلا"، معتبرا ذلك تغييرا في "المزاج العام النرويجي يتعلق بتقديم المساعدة المالية للفلسطينيين على الأقل".
المصدر:الجزيرة
http://www.aljazeera.net/Home/GetPage/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/a1c3b54b-9471-46ea-acd9-a2812416160f