كانت أحد المعايير الضرورية التي من المفترض توافرها في طائرات الأستطلاع هي التمكن من الصعود إلى إرتفاع 40.000 قدم , و هذا المعيار وضع بناءا على معرفة أعلى كشف ممكن لأجهزة الرادر السوفيتية أن ذاك .
وكان الأعتقاد السائد بعد الحرب العالمية الثانية أن من يستطيع التحليق فوق هذا الأرتفاع سيبقى بعيدا عن الكشف بواسطة أقوى الرادارات الموجودة وقتها , ولكن لوضع هذا الأعتقاد محل التطبيق العملي تم صنع الطائرة العملاقة RB-36D واللتي تعمل بواسطة ست محركات بيستون و أربع محركات نفاثة صغيرة , وكان جسم الخارجي للطائرة بالكامل من الألمونيوم ساعدها على الأرتفاع إلى 50.000 قدم و كذلك السماح بي وضع 14 ألة تصوير متقدمة .
وبعد ذلك صنعت طائرة أخرى أخف وزنا من شقيقتها الكبرى RB-36-III وبلغت إرتفاع 58.000 قدم .
وفي عام 1951 كان مدى الطائرة RB-36D 9.300 ميل حوالي 12.000 ك/م , بدأت الطائرة مباشرة عملياتها في أقصى حدود السوفييت في القطب الشمالي وكانو قلقين جدا من إكتشاف السوفييت لطائرتهم و في نفس من وجود أي طائرات سوفيتية قد تلحق الضرر بطائرات RB-36D , و من خلال عمليات الأستطلاع اللتي كانت تجريها تلك الطائرات توصلو إلى أن السوفييت يقومون بعمل تجاربهم السرية للغاية على الأسلحة النووية .
ولكن يبدو أن السوفييت إلتقطو هذه الطائرة على بعض رادارتهم المتطورة اللتي لم يعلم عنها العم سام , ولكن السوفييت كانو يمتلكون مقاتلة وحيدة قادرة على إعتراض تلك الطائرة الأستطلاعية وهي Mig - 15 وهي مصممة في الأساس لتكون مقاتلة مقاتلة نهارية فقط لأنها لا تمتلك رادار و غير مؤهلة على الصمودفي الأجواء الغير معتدلة , وهكذا كان السوفييت يفتقرون إلى مقاتلة كل الأوقات حتى أنتجت ال Yak - 25.
وكان للطائرة الأستطلاعية RB-36D إستخداما أخر حاملة لطائرات إستطلاع أصغر وأسرع مثل الطائرة RF-84F واللتي سميت لاحقا بالطفيليات نسبة إلى التطفل على الطائرة الأم إلى مسافة معينة ثم تنطلق وحدها بعد ذلك .
و في سنة 1952 تم تحويل الطائرة RB-36D إلى GRB-36D وذلك في إطار مشروع FICON (Fighter Conveyer) و بهذا أصبحت الطائرة مجرد حاملة لطائرات إخرى فتم نزع الكاميرات كاملة منها ومدفعية الذيل و كامل الأجهزة الحربية الأخرى أما بالنسبة للطائرة الأستطلاعية الصغيرة RF-84F فتم تزويدها بي 5 كاميرات و مدفع رشاش عيار 0.5 .
ولا يوجد في ملفات الحرب الباردة ما يشير إلى إستخدام حاملة الطائرات في أي عملية إستطلاع , ومع ذلك يكفي القول بأن عملية إلحاق الطائرة الصغيرة بالطائرة الأستطلاعية العملاقة GRB-36D جعلت من مفهوم التزود بالوقود جوا حقيقيا بعد أن كانت تلك العملية خطيرة إن لم تكن مستحيلة .
[