عايزنها تبقى خضرا.. بير ومياه وكهربا لأول مرة فى صحراء العالمين.. حلم زراعة الصحرا ما بقاش مستحيل الثلاثاء، 19 مارس 2013 - 15:06
مشروع الخلايا الشمسية
كتبت إيناس الشيخ
على مرمى البصر امتدت بانسيابية بلونها الذهبى لا يقطعها سوى
تعرجات الرمال المتداخلة استجابة لنسمات هواء ما بين الحين والآخر، بين
تلال الرمال ظهرت لافتة زرقاء صغيرة معلنة عن منطقة "المغرة" بصحراء
العلمين الممتدة دون مظاهر حياة تذكر، حول اللافتة اختاروا بقعتهم بعد شهور
من القياسات التى عكفوا على الانتهاء منها قبل بداية عمليات الحفر التى
انتهت بلافتة أخرى تعلن عن أول بئر بالصحراء الغربية، لم يتوقف الأمر عند
حفر البئر الأول بالمنطقة واستخراج المياه من مسافة تجاوزت الـ55 مترا تحت
الأرض لرى المنطقة المعدمة التى تولدت بها الكهرباء للمرة الأولى بواسطة
الخلايا الشمسية التى حملها شباب جمعية "مصر الطاقة الخضراء"، لإدخال
الحياة على صحراء العالمين وتحويلها إلى مساحة خضراء "بالمياه والكهربا".
"هنا مشروع المغرة" هو عنوان المشروع الذى توسط حواجز ضخمة كتبوا عليها
"منطقة عمل"، المشروع بدأ بحفر البئر بعد أن أثبتت الدراسات وجود المياه
تحت عمق 55 مترا، وهى المياه التى استكمل بها شباب الجمعية المشروع بتوليد
الكهرباء بواسطة الخلايا الشمسية التى نجحت فى استخراج 30 كيلو كهرباء كانت
كفيلة بتشغيل ماتور عملية توصيل المياه من أسفل دون الحاجة لاستخدام
السولار، ليستمر البئر فى ضخ المياه بصورة يومية حولت المنطقة الصحراوية
المعدمة إلى أرض صالحة للزراعة.
"هدفنا نخضر صحرا مصر" هكذا بدأ "محمد سعيد" مدير لجنة العلاقات العامة
بجمعية مصر الطاقة الخضراء الذى تحدث عن المشروع الذى ظهرت نتائجه على أرض
الواقع بمنتصف الصحراء الغربية، ويقول "محمد": المشروع بدأ بفكرة حفر البئر
لاستخراج المياه، ثم استخدام الخلايا الشمسية فى تشغيل الماتور الخاص
باستمرار المياه بشكل يومى، وهو ما نجحنا فى تنفيذ بأقل تكلفة، باستخدام
الطاقة البديلة التى نجحت فى استخراج 850 متر مكعب من المياه يومياً،
وبفكرة بسيطة أصبح بإمكاننا زراعة الصحراء.
"الفكرة دى ما بقتش حلم.. ولو اتنفذت فى كل حته هتغير شكل مصر"، يوصف
"محمد" فكرة زراعة الصحراء التى لم تعد مستحيلة بعد النجاح فى استخراج
المياه وتوليد الكهرباء فى منطقة منعزلة بصحراء العالمين، التى بدأت بخطوة
جريئة بعد دراسة طويلة انتهت بالوصول لمشهد بئر يتوسط منطقة صحراوية تناثرت
من حوله خلايا الطاقة الشمسية، وخرج منه صوت الماتور مصحوباً بصوت جريان
المياه الصالحة للرى، وهو المشهد الذى بدا مستحيلاً قبل عدة أسابيع فقط.
"محتاجين دعم، ومحتاجين نوصل المشروع لمصر كلها" ينهى "محمد" حديثه لليوم
السابع بأمل واضح فى تغيير شكل مصر فى خلال سنوات يحلم خلالها بتنفيذ
المشروع الذى بدأت ثماره الأولى فى التساقط على رمال صحراء العالمين فى
انتظار من يلتفت إلى أول خطوة حقيقية فى حلم "عايزنها تبقى خضرا".
المصدر