اسرائيل عملت سراً مع المانيا لتطوير نظام انذار من الصواريخ النووية طائرة"ماشتز" بدون طيار
– ذكر مصدر في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان اسرائيل عملت سرا مع المانيا
لتطوير نظام الكشف عن الصواريخ النووية. وقالت صحيفة "جيروزالم بوست"
الاسرائيلية ان المشروع اطلق عليه اسم "مشروع بلو بيرد" او الطير الازرق
ويقوم على نمط اجهزة المراقبة الجوية تحت الحمراء للتحقق من الصواريخ ذات
الرؤوس النووية المنطلقة تحت هدفها وسط جمهرة من الصواريخ الخادعة. وتضيف
ان المخططين العسكريين يعملون على اساس انه في حال الضربة النووية فان
الصواريخ المخادعة قد تطلق الى جانب الصواريخ التي تحمل رؤوسا نووية
لارباك دروع الدفاع الصاروخية وتعطيلها. ووفقا لتلك المصادر فان "مشروع
بلو بيرد" مصمم لتحاشي مثل هذه الاوضاع.
وقد نشرت مجلة اخبار القوات الاسرائيلية في 3 تشرين الثاني (نوفمبر)
تفاصيل البرنامج ونقلت على مسؤول بوزارة الدفاع الالمانية ما يؤكد وجود
المشروع. ووفق موقع تلك القوات على الانترنيت فان نظام المراقبة تحت
الحمراء ثبت نجاحه بالتجربة على ظهر طائرة نفاثة تجارية.
ونقلت المجلة الاسرائيلية عن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية قوله ان
"تصعيد ايران للتهديد النووي واحتمال قيام ايران ذات يوم بتجهيز صواريخ
عابرة للقارات برؤوس مخادعة ومناوراتية" دفع اسرائيل للسعي الى الحصول على
الدعم الاميركي لنشر اجهزة المراقبة فوق وسيلة نقل جوي دون طيار. وهذا
يجعلها جزءا عمليا في شبكة الدفاع الصاروخي الاسرائيلي- وهو نظام "أرو" أو
السهم المضاد لنظام الصواريخ الباليستية.
وقال المصدر الاميركي ان "الاسرائيليين يريدون جهاز استكشاف اضافي يعمل
من الجو، وحيث ان "بلو بيرد" كان لغايات التجربة فانهم يريدون استبداله
بنظام للعمليات من فوق وسيلة نقل جوي",
وقالت مديرة برنامج مراقبة الاسلحة والامن الاقليمي في معهد الدراسات
الامنية القومية بجامعة تل ابيب إميلي لاندو، ان مشروع "بلو بيرد" لا يمكن
النظر اليه على ان اسرائيل قبلت بوجود ايران نووية بصورة حتمية.
وقالت "لا اشعر بالمفاجأة في ان اسرائيل تعمل في هذا الاتجاه"، مضيفة
ان "اطلاق مجموعة من الصوايخ على اسرائيل ومسألة الصواريخ المخادعة تحتاج
الى اخذ هذا الجانب في الحسبان".
وقالت ايضا "من حيث تشعب العلوم السياسية والاستراتيجية، فان على
المرء الا يسرع في التوصل الى نتائج او ان يربط بين امور لا علاقة لها
ببعضها. فليس هناك مؤشر هنا على مستوى الثقة بقدرة المجتمع الولي على وقف
برنامج ايران النووي".
ومضت تقول "ان برنامج الدفاع الصاروخي الاسرائيلي هو برنامج لمشروع على
المدى الطويل جدا. وعلى وجه العموم، فان اسرائيل استثمرت كثيرا في نظام
الدفاع الصاروخي، وتخطط لبرامج مستقبلية. وهي مصيبة في التخطيط لكل
الخيارات في اي حالة محددة تتعلق بالتهديد النووي الايراني، ولا يجوز ان
ينظر الى ذلك على انه رسالة بان اسرائيل تعتقد ان الجهود الدبلوماسية او
الضربة العسكرية لن تتمكن من وقف برنامج ايران النووي".
"ولعلي افسر ذلك على انه احد الخيارات (فيما يتعلق بتسلح ايران النووي)
الذي يجب علينا الاستعداد له. وامل ان يتمكن المجتمع الدولي من وقف
البرنامج، الا انه لا بد من اعداد كل الاحتمالات لذلك الامر".
وفي غضون ذلك، اكد مصدر في الصناعات العسكرية الاسرائيلية تقريراً
وزعته في 13 من الشهر الجاري وكالة انباء روسية جاء فيه ان روسيا تدرس
امكانية شراء عربات جوية من دون طيار. وذكرت وكالة "ريا نوفوستي" ان عضواً
في لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي قال ان هذا الخيار موجود على
الطاولة.
ونقلت "جيروزاليم بوست" عن مصدر في الصناعات العسكرية الاسرائيلية قوله
لها الاحد "انني افترض ان العربات الجوية من دون طيار (التي هي قيد الدرس"
ستنتجها شركة "اسرائيل ايروسبيس ادستريز وشركة "ايلبت".
وقال محلل شؤون الشرق الاوسط مائير جافيدنفار انه اذا تمت صفقة البيع
هذه فستمثل نقطة علامة طريق تاريخية في العلاقات الاسرائيلية-الروسية وقد
تعطي اسرائيل ورقة ضغط في ما يتعلق بسياسات روسيا في الشرق الاوسط، خصوصاً
بيع الاسلحة لايران. ومن تالمقرر ان تسلم روسيا الى طهران نظام الدفاع
الجوي المتقدم "اس-300" في المستقبل القريب.
واضاف جافيدنفار: "لا اعتقد ان هذا سيحدث تغييراً مفاجئاً ولكنه سيمثل فرصة لتعزيز مصالح اسرائيل السياسية".
وتابع قائلاً: "اذا نجت صفقة البيع هذه فان من الممكن ان يصبح لاسرائيل
مزيد من الحلفاء داخل الكرملين، وهذا شيء ضوري لاسرائيل لمحاولة اقناع
الروس لتفهم قلق اسرائيل بشأن برنامج ايران النووي، وتعزيز الامل باحتمال
مشاركتهم (الروس) في العقوبات". وقال ان اسرائيل سيصبح لها عندئذ "صوت
اقوى في موسكو".
وقال جافيدنفار ان الموافقة على شراء موسكو هذه العربات "من شأنها
ايضاً ان تشكل اختراقاً كبيراً بالنسبة الى الصناعات الجوية الاسرائيلية.
ان كون روسيا ترغب في الاعتماد على تكنولوجيا اسرائيلية متطورة لمواردها
الدفاعية هو امر كان من الصعب تصوره قبل 25 عاماً. ان هذا سيكون نجاحاً
تسويقياً هائلاً لاسرائيل".