خبير إسرائيلي: أشرف مروان تقاضى مليون دولار مقابل تعاونه مع الموساد لمدة 8 سنوات
ذكر يوسي ميلمان الخبير بشئون الاستخبارات الإسرائيلية، إن أشرف مروان،
صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، والذي توفى في ظروف غامضة
بلندن العام الماضي حصل على مبلغ مليون دولار من إسرائيل إبان فترة عمله
مع "الموساد"، وهو مبلغ مرتفع مقارنة بالعملاء الذين جندتهم إسرائيل.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية أمس الأول، صنف ميلمان، مروان ضمن
الفئة الأولى من "العملاء" الذين تمنحهم إسرائيل مبالغ مالية ضخمة نظير
إمدادها بمعلومات في غاية الأهمية بالنسبة لها.
وأضاف أن "تجنيد العملاء يتكلف مبالغ باهظة، وهذا الأمر يختلف من جاسوس
لآخر، ويتعلق بنوعية المعلومات التي يقوم بإمدادها لتل أبيب بها، بالإضافة
إلى مركز هذا الجاسوس وحجم الخطر الذي يحدق به".
فحسب قوله، يحصل العملاء الذي يقوم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي
(الشاباك) بتجنيدهم في الأراضي الفلسطينية على مبالغ تصل إلى مئات الآلاف
الشيقلات - عملة إسرائيل- وذلك للمعلومة الواحد أو العملية الواحدة.
وأشار إلى أن "هناك عملاء وجواسيس يجندهم الموساد مقابل مبالغ تصل لآلاف
الدولارات فيما فوق، ومثالا على ذلك الدكتور أشرف مروان جاسوس "الموساد"،
والذي حذر تل أبيب من حرب يوم الغفران ـ أكتوبر1973 ـ حيث تقاضى حوالي
مليون دولار خلال الثماني سنوات التي عمل فيها لصالح إسرائيل".
وكان الرئيس حسني مبارك نفى بنفسه الشائعة التي يرددها الإسرائيليون، وقال
في أعقاب وفاته إنه قام بأعمال وطنية جليلة لم يحن الوقت بعد للكشف عنها
وإنه لم يتجسس لصالح أي أحد ضد مصر، وأضاف إن ما نشر عنه وإبلاغه إسرائيل
بموعد حرب أكتوبر 1973 لا أساس له من الصحة.
وحول ضخامة الميزانية التي ترصدها إسرائيل لأجهزتها الاستخبارية، أشار
الخبير الإسرائيلي إلى أن "عددا من المباني تم إضافتها إلى مبنى الموساد
خلال العام الماضي، وعلى الرغم من صعوبة تحديد ميزانية هذه المباني، إلا
أنه يمكننا الافتراض أنها تصل إلى مئات الملايين من الشيقلات".
وأضاف أن "جهاز الموساد كان قد أقام أيضا مبنيين كبيرين خلال السنوات الماضية أيضا تصل تكلفتهم للملايين".
وأوضح ميلمان أن هذا الأمر "يؤكد أهمية المنظومة الاستخباراتية في إسرائيل
بفروعها الثلاثة ومكانتها العالية والهامة بالنسبة لرئيس الحكومة ووزير
الدفاع والهيئة الوزارية الإسرائيلية والذين قاموا خلال الأعوام الماضية
بزيادة الميزانيات الاستخبارية بنسبة كبيرة".
وقال إن إقامة مبان حديثة تابعة لجهاز الاستخبارات خلال السنوات الأخيرة
يأتي بعد أن شهدت فترة التسعينات اقتطاعات من الميزانية الأمنية بعد توقيع
اتفاقيتي السلام مع كل من مصر والأردن.
وذكر أن "المنظومة الاستخبارية بتل أبيب تسير على مذهب "المعلومات لا تقدر
بثمن"، نظرا لأن الأمر يتعلق بأمن الدولة العبرية؛ لذلك فلا يهم دفع أي
ثمن من أجل تلقي معلومات قد تتعلق بتحذير من حرب قادمة أو إحباط عملية
إرهابية أو زيادة قوة الردع الإسرائيلي، والتي قد تتضمن القيام بعمليات
تصفية كما حدث مع عماد مغنية، الذي أشارت عناصر أجنبية إلى تورط الموساد
في اغتياله".
واستطرد ميلمان في الحديث عن تفاصيل الميزانية الأمنية الإسرائيلية، موضحا
أنها تعتمد على ثلاثة ركائز على رأسها ميزانية جارية لدفع المرتبات، حيث
أن 50 % من ميزانية "الموساد" و"الشاباك" يتم إنفاقها على المرتبات،
وميزانية مخصصة للتنمية والبناء والإمدادت اللوجستية، فضلا عن ميزانية
مخصصة لتطوير الوسائل التكنولوجية.
غير أن الأمر كما يقول لا يتعلق بدفع أموال مقابل معلومات، لافتا إلى أن
"إسرائيل لا تدفع مبالغ باهظة من أجل المعلومات فقط؛ فهناك إنفاقات ليست
بالقليلة يتم صرفها على رحلات وجولات الطيران التي يقوم بها الجاسوس
ليلتقي بمجنديه الإسرائيليين، بالإضافة إلى مصروفاته في الفنادق وبيوت
الضيافة، علاوة على طرق التضليل والتغطية".
وكشف الخبير الإسرائيلي، أن المنظومة الاستخبارتية الإسرائيلية قامت
بإنفاق أموال باهظة على عمليات أجريت حول العالم بعد وصول معلومات عن رون
أراد الطيار الإسرائيلي الذي اختفى في لبنان في الثمانينات.