* ولّى زمن اعتماد القوى المتخاصمة على ساعات الظلام لتغطي أنشطتها، أو لتغتنم الفرصة من أجل قسط من الراحة. أما اليوم فينبغي على قادة الجيوش أن يفترضوا أن عدوهم قادر على مراقبة وحداتهم التي تقع ضمن مدى معدات الرؤية الليلية، وأن نجاحهم في المعركة يتطلب مثل هذه الأجهزة المساعدة لجميع المقاتلين. وتتطور باستمرار تكنولوجيا المعدات المساعدة على الرؤية في الليل، وما كان مقبولاً الأمس لم يعد كافياً اليوم تشكل الرؤية في الظلام السمة الاساسية في العمليات العسكرية المتطورة.
ان الدمج الصحيح بين تكنولوجيا تكثيف الصورة (image intensification I2) والتصوير الحراري (Thermal imaging - TI) هو تحد مستمر للذين تقع على عاتقهم مهمة تجهيز المقاتلين الراجلين بالقدرة على القتال الليلي. ويصبح التحدي كبيرا جدا عند التأكد من ان كل جندي او عنصر في مشاة البحرية في الوحدة يملك القدرة على القتال بفعالية ابان الليل مستخدما المناظير الليلية وتلك المثبتة على البنادق والاجهزة اليدوية المماثلة المحمولة يدويا.
تتمتع حلول الرؤية الليلية بالاهمية ذاتها بالنسبة الى العمليات المتباينة التي ينتظر ان تقوم بها الجيوش اليوم والتي تتراوح بين حفظ السلام والقتال المرتفع الوتيرة وبالتالي يصبح توزيع عتاد الرؤية الليلية لكل عنصر من الوحدة المعيار المعتمد.
أولاً لمحة تاريخية وأسباب النشأة :
___________________________
في الاربعينيات من القرن المنصرم أصبحت الرماية في الظلام قابلة للتطبيق مع بروز نظام «Sniperscope»، وهو منظار تسديد كهروبصري للسلاح يتضمّن مصباحاً موجّهاً يبث الأشعة ما دون الحمراء، ومستشعراً كاشفاً لهذه الأشعة، ما يجعل الأهداف الموجودة ضمن مدى الإنارة مرئية لمن يستخدم السلاح. ولكن كان العدو المزوّد كاشفاً مستشعراً بالأشعة ما دون الحمراء ويعمل ضمن موجة إضاءة صحيحة، قادراً على رؤية أي شيء، حتى مستخدم المصباح، ضمن المنطقة المسلّط عليها الضوء. لذا، وضعت الأسس لتطوير الأجهزة السلبية أي غير المتطلبة إنارة، وإنما المستعينة بكمية طفيفة من الإضاءة المتوافرة كضوء القمر أو النجوم أو مصادر النور الاصطناعية.
بشكل عام، هناك نظامان للرؤية الليلية : نظام مكثف الصورة ونظام مستشعرات الأشعة ما دون الحمراء أو التصوير الحراري. الأول يعمل بتضخيم الضوء المتوافر ليلاً كالقمر والنجوم، والذي ينعكس على المشهد الذي ينظر اليه ويحوّله الى صور مضاءة باللون الأخضر. وبالمقابل، يقوم النظام الآخر بكشف الحرارة الطبيعية المنبثقة عن الأجسام المختلفة في المنظر المرئي وتحويل بصمتها الى صور آنية تتناسب والأشكال الحرارية للأجسام .
* من المعروف أن عملية الرؤية تتم بواسطة انعكاس أشعة الضوء المرئي من الجسم الذي ننظر إليه على أعيننا والتي بدورها تكون صورة للجسم على شبكية العين وتنتقل معلومات الصورة من خلال الألياف البصرية إلى الدماغ ليترجم صورة الجسم. ومن هنا فإن عملية الرؤية تعتمد اساساً على اشعة الضوء المرئي سواء كان مصدره اشعة الشمس أو مصابيح الإضاءة الكهربية. ولهذا السبب فإن في الظلام لايمكن للعين رؤية الاشياء لعدم توفر الضوء المرئي المنعكس من الجسم إلى العين.
السؤال الآن كيف يمكن تحسين مدى الرؤية في الظلام؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نلقى بعض الضوء على الطيف الكهرومغناطيسي الذي يحيطنا، وإن مانراه من ألوان هو جزء بسيط من الطيف الكهرومغناطيسي كما هو واضح في الشكل.
لكل منطقة على الطيف الكهرومغناطيسي طاقة محددة تعتمد على الطول الموجي: حيث أن الطول الموجي الأقصر له طاقة أكبر. وبالتالي يكون اللون الازرق ذو الطول الموجي الأقصر في الطيف المرئي له طاقة اكبر من اللون الأحمر لأن له طول موجي أكبر. ويأتي طيف الاشعة تحت الحمراء قبل اللون الأحمر وهذا يعني أن طاقتها أقل.
الاشعة تحت الحمراء تقسم إلى ثلاثة مناطق كما تقسم الاشعة المرئية إلى سبعة ألوان مختلفة (ألوان الطيف المعروفة) وهذه المناطق الثلاثة لطيف الاشعة تحت الحمراء هي:
المنطقة القريبة من الاشعة تحت الحمراء Near-infrared وهي أقرب مايمكن من الطيف المرئي والتي يبلغ مداها من 0.7 مايكرون إلى 1.3 مايكرون.
المنطقة الوسطى Mid-infrared وهي المنطقة من الطيف الكهرومغناطيسي في المدى 1.3 مايكرون إلى 3 مايكرون. وهذه الاشعة المستخدمة في أجهزة التحكم عن بعد الرموتكنترول.
الاشعة الحرارية Thermal-infrared وهي التي تحتل أكبر مدى من الطيف الكهرومغناطيسي من 3 مايكرون إلى 30 مايكرون.
منقول من صفحة :
القوات الخاصة المصرية-رجال فوق العادة