مبروك سعد يكتب: نهر العطاء الخميس، 21 مارس 2013 - 14:46
علم مصر
كلما رأيتها قَبلت يديها وكلما أُتيحت لى الفرصة قَبلت قدميها
وكلما ضاقت بى الدنيا قَبلت رأسها، وطلبت منها الدعاء فهى المخلوقة الوحيدة
التى رضاها من رضا المولى عز وجل، ولمِ لا وقد أوصانا الله تعالى بالإحسان
إليهما وذكرهم بعد القضاء بعبادته وحده، ولمِ لا وقد أوصانا بها نبينا
محمد "ص" ثلاث مرات أفلا يكفينا كل هذا من أجل أن نُقبل يديها وقدميها ليل
ونهار.
إنها أمى التى إن بكت وسالت الدموع من عينيها أحسستُ بأن الدنيا إلى زوال،
وأن القيامة قد اقتربت وإن ضحكت وتبسمت أحسستُ بأنى أعيش فى الجنة، وإن دعت
لى المولى عز وجل أحسستُ بأنى امتلكت الدنيا بكل ما فيها من خيرات وكُفيت
شر ما فيها من مآسى وصعاب.
إنها أمى التى حملتنى بين أحشائها 9 أشهر وسهرت الليالى الطوال حتى يشتد
عضدى ويقوى بنيانى، وهى التى تؤثر على نفسها ما تشتهيه من ملذات الدنيا حتى
أفوز بها وحدى.
إنها أمى نهر العطاء الذى لا يجف وكنز الدعاء الذى لا ينفذ وشريان البركة
الدائم واللازم لدوام العيش الرغد والسعيد، وهى رمز للتحمل والقناعة
والزُهد من أجل إرضائى.
إنها أمى التى إن فكرت فى اقتراب يوم رحيلها أحسستُ بأنى حملت هموما تفوق
ثِقل كل جبال الدنيا وأنى لا أستحق ولا أستطيع العيش بدونها، وكم أدعوا
المولى عز وجل أن يطيل لى فى عمرها، وأن يأخذ من عمرى ويعطيها، وأن يمتعها
بالصحة والعافية دائماً.
إنها الأم التى منذ دخولنا إلى الحياة الدنيا وهى تتمنى لنا الحياة وطول
العمر، ومع ذلك عندما نكبر ونتزوج نتمنى لهم الموت من أجل إرضاء الزوجة، أو
على الأقل من أجل الانفراد بالشقة أو الميراث.
إنها أمك أيها الأخ الكريم والقارىء العزيز فعندما نسمع أو نقرأ عن من
تحالف مع الشيطان وتحركت يداه وضرب أمه وأذاقها ألوانا من العذاب مع أنها
بدعوة منها لله تستطيع أن تُشِل هذه اليد للأبد، وكيف استطاع هذا الابن
العاصى أن يقتل أمه من أجل ميراث أو غضب مؤقت أوزوجة لا تستحق مهما كان
وضعها.
إنها أمى وأمك أيها الأخ الكريم فيا من انقطعت عن زيارة أمك، أو اكتفيت
بالاتصال تليفونياً فهيا قم وانتفض من ثُبات نومك وأفيق من غفلتك وسارع
بالذهاب إليها وارتمى بين أحضانها وقَبِل يديها وقدميها وتوسل إليها، واطلب
منها أن تسامحك وسوف تسامحك لأنها الأم التى لا تستطيع أن ترى مكروهاً فى
فلذة كبدها فالويل كل الويل لكل من أدرك والديه، أو أحدهما ولم يكونا سببا
فى دخوله الجنة، واعلم أنك كما تعوق والديك فسوف يعوقك أبنائك فلا تغتر
بزوجتك ولا بأبنائك ولا بمالك ولا بمنصبك فرضاء أمك عنك هو الخير والنجاة.
وليس معنى كلامى أن نجحد بآبائنا فالأب لا يقل أهمية عن الأم لأنه أحد
أسباب وجودنا فى هذه الحياة، وهو الذى حمل هموم توفير المال والرعاية حتى
تُصبح رجلاً يتباهى بِك، وينتظرك أن تُعينه وتقف بجانبه عند الكِبر وهذا
فرض عليك وليس إحسان منك، وأُحذر نفسى وأُحذركم من عقوبة عقوق الوالدين
التى لن نستطيع أن نتحمل عواقبها وجزائها فى الدنيا والآخرة.
إنها الأم الكبرى التى تحتضننا جميعاً وتحملنا فوق أرضها ونعيش ونأكل من
خيراتها وننعم بالعيش فيها، إنها أمنا مصر التى يجب علينا تقبيل ترابها فى
كل وقت وحين، وأن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من قوة وأن نزود عنها ونحميها
من كل سوء، وأن نسعى جاهدين لإرضائها بالعمل على تقدمها ورقيها وإعلاء
منزِلتها بين باقى الدول "إنها أم الدنيا مصر".
المصدر