"على".. مدرب الخيل.. صانع الملايين الأحد، 24 مارس 2013 - 18:26
مدرب الخيل - على
كتب حسن مجدى
من داخل ملابسه المهلهلة ارتفعت يديه لتشير إلى الكرباج الطويل،
إشارات سرية لم يفهمها سوى هو والحصان، الذى تعلقت عيونه عليه متجاهلة
صيحات الجماهير، كل إشارة تساوى حركة محسوبة يقيمها الحكام بدقة بالغة.
أنهى عرضه وذهب للجلوس فى مكان منزوى، راقب ظهور النتيجة والتصفيق الذى
انهال على الفرس"مركز أول"، وكأس، وشيك بـ20 ألف جنيه، والحصان سعره أصبح
يتعدى المليون حصيلة خرج بها الحصان وصاحبه، واتجه مرة أخرى ليصنع فرسا
جديدا، ويبحث عن فتات الطعام.
على صاحب الأربعة وعشرين عاما هو أحد معلمى الخيل، المتناثرين بين زوايا
نزلة السمان، مهمتهم ببساطة هى صنع الملايين غير أنه لا يصلهم منها شىء،
قبل أن يتسلموا المهر الصغير ثمنه يساوى بعض الآلاف، لا يختلف كثيرا عن أى
حصان تراه يجر عربات "الكارو" حتى لو كان الفرس عربى أصيل، فبدون أمثال
"على" لن يساوى شيئا، ثم يسلمونه وهو يساوى الملايين مكتفيين ببعض المئات
من الجنيهات لا تكفى لقمة العيش.
بدأ على رحلته حين كان عمره عشرة أعوام، عشقه للخيل دفعه خارج نطاق قريته
الصغيرة فى الفيوم نحو نزلة السمان، بدأ كعامل صغير فى أحد الإسطبلات،
ليخوض مغامرة فى دنيا الخيول، ويجالس من سبقوه ويتعلم منهم أصول التدريب،
عاش مع الخيول أكثر مما عاش مع البشر حتى أصبح جزءا من عالمهم، يفهم
نظراتهم، ويفسر تحركاتهم، وهم يبادلونه هذا التفاهم بإيماءتهم، واستجاباتهم
الفورية لأوامره، والتى تضعهم بمهارة فى المراكز الأولى فى مسابقات الخيول
المتعددة.
صانع الملايين يبدأ رحلته مع الحصان باختيار الفن الذى سيعلمه له وفقا
لطبيعة الحصان، ويختار ما بين الأدب، والجمال، ونط الحواجز، ويشرح "على"
وهو يقف أمام أحد تلاميذه يتبادل معه الإشارات "فى الأدب بنعلم الحصان
الرقص، وأنه يقعد ذى الأسد، وفى المسابقات أنه يدور فى مربع صغير محدد
ميخرجش منه، أما الجمال فبنعلم الحصان إزاى يعرض جماله فى المشية، والحركة
وكل حاجة بتكون ليها حسابات دقيقة من أول الديل اللى لازم يكون مرفوع ولحد
حركة الأذن اللى لازم تكون لقدام، مرورا بباقى الجسم، أما نط الحواجز
بيعتمد على اللياقة البدنية للحصان".
المحافظة على حقوق الحيوان هى أهم ما تعلمه "على" خلال رحلته الصغيرة، يقول
"أهم حاجة أنك تحافظ على الروح اللى فى إيدك وتخليه يحبك أولا عشان ربنا
وعشان تخليه يفوز، ولكنه من وسط هذا كان يتمنى أن يوجد فى هذه البلد من
يهتمون بحقوق الإنسان أيضا، كل معلوماته عن السياسة الآن تتلخص فى حصان
النهضة الذى يشير إليه عن بعد، ويقول "صاحب المزرعة لما اشتراه ولقاه ما
لوش أى فايدة سماه كدة، بس إحنا نفسنا نشوف نهضة بجد، وكل واحد بيفهم فى
حاجة يشتغل فيها عشان اللى حاله ذى حالنا يتعدل"
المصدر
مش عارف اقول ايه ------ غير ربنا يبارك فيك يا اخى و كل شباب مصر اللى زيك
وقادر ربنا يفرجها علينا من كرمه الواسع و نبقى احسن من كده و الناس المسؤولين يهتموا شوية