ليس هناك إحصاء دقيق لعدد مقاتلي
حزب العمال الكردستاني
داخل تركيا وفي شمال العراق, بيد أن تقديرات خبراء ومتخصصين في
الشؤون العسكرية تشير إلى أن العدد لا يتعدى بضعة آلاف.
ووفقا لمجموعة الأزمات الدولية, فإن عدد مقاتلي الحزب في تركيا وشمال
العراق يتراوح بين ثلاثة آلاف وستة آلاف. وتشير بعض التقديرات إلى أن نحو ألفي
مقاتل إلى ثلاثة آلاف موجودون داخل تركيا في حين يتمركز البقية في شمال العراق.
بل إن تقديرات أخرى أشارت إلى أن عددهم كان
يتراوح عام 1997 بين عشرة و15 ألفا قبل أن يتناقص هذا العدد إلى ستة آلاف على أقصى
تقدير عام 2002 خاصة بعد فرار كثيرين إلى شمال العراق عقب اعتقال زعيم الحزب
عبد
الله أوجلان في كينيا.
من جهتها, أوردت منظمة "أوموت" التركية
التي يقع مقرها بإسطنبول شهادة خبير بشؤون الإرهاب أمام البرلمان التركي ذكر فيها
أن عدد مقاتلي حزب العمال بالعشرية الماضية كان في حدود ستة آلاف فرد. وقال الخبير
ذاته إن محافظات ديار بكر وفان وهاكاري في جنوب شرقي تركيا أكبر ممول للحزب
بالرجال.
ويجند حزب العمال الكردستاني جل مقاتليه من المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب
شرقي تركيا, لكنه يجند أيضا عناصر كردية مقيمة في أوروبا من خلال شبكات متخصصة وفقا
لتقرير أعده جهاز الشرطة الأوروبي (يوروبول).
منذ بدأ يشن عمليات مسلحة عام 1984, كان الحزب ينشط في مناطق ريفية بجنوب شرقي
تركيا, وهي المنطقة التي تعتبر حاضنته الطبيعية بما أن جل أكراد تركيا -الذين
يشكلون نحو 15% من السكان- يقيمون فيها.
وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي بدأ مقاتلو الكردستاني يشنون عمليات
داخل المدن حيث يستهدفون الجيش والشرطة بالإضافة إلى مسلحين موالين للحكومة.
وتعتبر محافظات جنوب شرقي تركيا على غرار ديار بكر ملاذات لمقاتلي حزب
العمال الذين أقاموا أيضا ملاذات لهم في جبال قنديل بشمال العراق.
وكانت قواعد الحزب بجبال قنديل عرضة لغارات جوية تركية متكررة استمرت
حتى مطلع 2013, وألحقت خسائر بمقاتلي الحزب, وحدّت من قدرتهم على التسلل بسهولة
للأراضي التركية.
وكانت السلطات التركية فرضت عام 1987 الطوارئ في ست محافظات بجنوب شرق
البلاد, ثم صوت البرلمان عام 1997 على رفعها عن ثلاث من تلك المحافظات, وهي بنغول
وبتمان وبتليس.
ويعتقد أن لمقاتلي حزب العمال ملاذات أخرى بمناطق وعرة داخل الأراضي
الإيرانية بالمثلث الحدودي التركي العراقي الإيراني, في حين أن سوريا وقعت عام
2000, أي بعد شهور من اعتقال أوجلان, اتفاقية مع تركيا تعهدت بمقتضاها بعدم دعم
الحزب.
يقاتل أفراد حزب العمال الكردستاني تحت لواء "قوات الدفاع الشعبي"، وهو الجناح
العسكري للحزب. وتخضع هذه القوات لقيادة موحدة, وهي موزعة على مجموعات. ومنذ اعتقال
أوجلان عام 1999, يتولى مراد كارايلان عمليا القيادة العسكرية للحزب.
وتقول تقارير إن تنافسا حادا بين قيادات عسكرية بارزة بالتنظيم ظهرت عقب
اعتقال أوجلان الذي ظل مع ذلك القائد الفعلي حيث لم يخالفه القادة العسكريون حين
دعا المقاتلين إلى الانسحاب من تركيا إلى القواعد الخلفية في شمال العراق.
يختلف الانتشار العسكري لمقاتلي حزب العمال داخل تركيا من منطقة إلى أخرى وفق
أهميتها الإستراتيجية, ومن فصل إلى آخر, ووفقا للظروف.
وعلى سبيل المثال تنتشر أحيانا مجموعات صغيرة لا يتجاوز عدد أفرادها 12,
في حين يرتفع العدد إلى ثلاثمائة في منطقة أخرى في جنوب شرقي تركيا.
وتقع جل معسكرات ومراكز التدريب التابعة لحزب العمال في جبال قنديل
بكردستان العراق, وتتعرض تلك المواقع للاستهداف من الطيران التركي.
وفي ما يخص الترسانة العسكرية, فإن مقاتلي الحزب مجهزون ببنادق معظمها
روسي الصنع, وكذلك قذائف صاروخية.
واعتمد الحزب كذلك خلال سنوات الصراع الطويلة على الألغام المضادة
للأفراد لاستهداف القوات التركية والمسلحين المتعاونين معها في قرى وبلدات جنوب
شرقي البلاد.
والمرأة تشارك بقوة في العمل العسكري داخل حزب العمال, وقد
انضم عدد كبير منهن إلى المقاتلين في تسعينيات القرن الماضي. ووفقا لبعض التقارير,
فإن تسعا منهن نفذن عمليات "انتحارية" بينما أحبطت القوات التركية ثماني محاولات
لتنفيذ عمليات مماثلة.
المصدر
http://www.aljazeera.net/news/pages/7570c2ed-d852-4b15-920f-fc50aaa5aee1