فى سلطنة عمان.. اختلفت الجنسيات والسؤال واحد "مصر عاملة إيه؟" الإثنين، 25 مارس 2013 - 22:35
أحدى المعالم السياحية فى سلطنة عمان
سلطنة عمان ـ السيد خضرى – محمد سعد
4 ساعات قطعتها الطائرة من مطار القاهرة حتى مطار مسقط الدولى..
الساعة تشير إلى منتصف الليل وقف "سالم العامرى"، مرافقنا خلال رحلتنا
للسلطنة، بوجهه البشوش حاملاً هدوءً وطيبة العمانيين مرحباً بسلامة الوصول
مبادرا بالسؤال "مصر عاملة إيه؟"، سؤال العامرى، متكرر فى جميع أرجاء
العاصمة، فلا تقابل مسئولا أو مواطنا فى سلطنة عمان أو حتى وافدا عليها إلا
ويبادرك مستفسراً عن مصر وأهلها متنقلاً معك فى أنحاء الجمهورية، متسائلا
عن التحرير وبورسعيد والاتحادية.. هم يعيشون معنا لحظات الفزع ويتبادلون
القلق مثلنا لكنهم دوما يثقون أن مصر قادرة على تجاوز ما تمر به من محن.
"رنا الريامى" وشقيقتها رشا.. بلهجتها العمانية، وهواهما المصرى، "مصر
عاملة إيه؟"، رنا وأسرتها يربطهما بمصر منزل بالقاهرة، رغبتهما فى زيارة
مصر خلال الآونة الأخيرة بددتها مشاهد الاحتجاجات التى صدرها الإعلام،
تقول، "الإعلام صور لنا مصر كلها احتجاجات واضطرابات.. إحنا عارفين مصر، هى
غير اللى بنشوفه أكيد".
على خليج عمان، حيث مقر قصر الحكم فى المدينة الهادئة مسقط، تزينه المسطحات
الخضراء وتحيطه الجبال.. هنا مزار سياحى.. تتجاور فيه الحداثة مع تاريخ
سلطنة عمان العريق، فقصر الحكم يتجاور وقلعة الجلالى التى تعود إلى معارك
العمانيين ضد البرتغال، لتصبح المنطقة بما تضم من آثار وقصر مزارا ومعلما
مهما من معالم العاصمة، ليكتمل المشهد فور خروجك من محيط القصر، حيث بوابة
مسقط وهى البوابة التى لا يزور رئيس أو ملك أو أمير السلطنة إلا ويمر من
خلالها.
هنا سلطنة عمان.. وكما يرتبط قصر الحكم بالماضى، يحرص المواطن العمانى على
تراثه وموروثاته الثقافية حتى أصبح الخنجر المحنى رمز البحارة المسلم خلال
القرون الوسطى جزء من ثيابه الرسمية، ذات الارتباط تلاحظه عندما تنتقل من
مرسى السلطان قابوس لتحميل البضائع على بحر عمان إلى سوق مطرح، حيث تختلط
رائحة البخور واللبان بأصناف الخنجر العمانى، هناك يتوافد الباحثون عن
التراث والشغوفين بالأسواق الشعبية التى تميزها الممرات الضيقة المتعرجة
والأسقف الخشبية، فى صورة أخرى من خان الخليلى فى منطقة الحسين بالقاهرة،
فى "مطرح" تحتار بين أصناف البخور والعود والعطور العربية الأصيلة، وهى
التجارة الرائجة ذائعة الصيت هناك، والتى لا تتوقف وفود السائحين من زيارة
المنطقة التى أصبحت معلما شعبيا مهما للمكان.
الحياة فى عمان تبدأ مبكرا مع إشراقه الصباح فى السابعة صباحا، ويحرص
العمانى على راحة القيلولة، خاصة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، ليستأنف عمله
فى الرابعة أو الخامسة عصراًَ، وفضلاً عن مظاهر النظافة العامة التى تتصف
بها العاصمة، فالانضباط والالتزام بقوانين المرور أصبح سمة أساسية لسائقى
السلطنة، فحزام المرور شرط الركوب للسائق ومن يجاوره، وإلا فغرامة فورية
تقدر بـ50 ريالا عمانياً، أى ما يعادل 850 جنيهاً مصرياً عقوبة عدم ربط
الحزام، وهناك غرامة أخرى لمن يستغل سيارات الإسعاف للمرور خلفها إلا لذوى
الصلة بالمريض.
اهتمام السلطنة بالذوق المعمارى والراحة البصرية يجعلك تلحظ تبادل المنشآت
والمبانى للونين الأبيض والبيج فى نسق حضارى رائع، فضلاً عن الاهتمام
بالفنون، حيث توجد دار الأوبرا السلطانية، والتى تعد أول دار أوبرا فى
منطقة الخليج العربى والجزيرة العربية، والتى أمر السلطان قابوس ببنائها
عام 2001 وافتتحها فى أكتوبر 2011 لتصبح مركزاً للفنون على اختلافها
وللملتقيات الثقافية والفنية.
تأثر السلطنة بموجات الربيع العربى يظهر جلياً من خلال اللجنة الوطنية
للشباب، والتى تسعى من خلالها الدولة لاستيعاب طاقات شباب السلطنة وإشراكهم
فى صنع القرار، تلمس ذلك من انتشار نشاط اللجنة فى أوساط التجمعات
الشبابية وجمعها العديد من الإحصائيات والبيانات من خلال استطلاعات الرأى،
والتى يمكن من خلال تحديد اتجاهات الشباب العمانى ورؤاهم المستقبلية.
قبل مغادرة السلطنة انتقلنا إلى ولاية نزوى، والتى تبعد قرابة 3 ساعات عن
العاصمة، هناك تبهرك قلعة نزوى أقدم قلاع السلطنة، والتى تشتهر بشكلها
الدائرى ومتاهاتها وممراتها وفتحات المدافع التى كانت تستخدم للدفاع عن
القلعة، وصولا إلى الجبل الأخضر الواقع على ارتفاع 3000 متر ويشتهر الجبل
فى موسم الربيع بأشجار الفاكهة والزهور واللوز والجوز، لتصبح عمان مدينة
زرعت الجبال بالورود.
المصدر