كشف خبراء اميركيون, امس, ان كميات اليورانيوم المنخفض التخصيب
التي أنتجتها إيران حتى الآن تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة, بيد انهم
اوضحوا عليها اتخاذ خطوات إضافية لكي تتمكن من تحقيق ذلك.
وفي عددها
الصادر امس, نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الخبراء, الذين ينكبون على
دراسة التقرير الأخير الذي أعده مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية,
قولهم ان الأرقام التي وردت في التقرير حول كمية اليورانيوم المنخفض
التخصيب الذي أنتجته إيران حتى الآن كافية, مع بعض التنقية, لإنتاج قنبلة
نووية واحدة, في اشارة الى التقرير الذي اتهم طهران بعدم الالتزام بقرارات
مجلس الأمن الدولي بوقف تخصيب اليورانيوم, ولفت إلى انها حققت تقدماً على
هذا الصعيد وأنتجت 630 كيلوغراماً من اليورانيوم المنخفض التخصيب.
واكد
الكثير من الخبراء ان هذه الكمية تكفي لإنتاج قنبلة, غير انهم أشاروا إلى
ان على إيران أن تتخذ خطوات إضافية لكي تتمكن من تحقيق ذلك, موضحين انه لن
يكون على طهران فقط أن تنتهك اتفاقاتها الدولية وتطرد المفتشين, بل سيكون
عليها أيضاً أن تخضع الوقود المنتج لعملية تنقية وتضعه في تصميم على شكل
رأس صاروخي وهي تقنية لم تتوصل إليها إيران بعد.
وقال الخبير في
الفيزياء النووية ريتشارد غاروين, الذي ساعد في إنتاج القنبلة
الهيدروجينية وقدم المشورة لواشنطن لعقود طويلة, "ان الإيرانيين يملكون ما
يكفي من المواد لإنتاج قنبلة, هم يعلمون كيف يقومون بالتخصيب ولكن هل
يعرفون كيفية تصميم قنبلة? هذا موضوع آخر".
ولفت الخبراء الى ان
الإيرانيين قاموا بتخصيب اليورانيوم المنتج إلى مستويات منخفضة يحتاجونها
لتشغيل مفاعل نووي, ولكن من أجل تنقية اليورانيوم أكثر إلى مستويات عالية
ضرورية لتزويد رأس حربي نووي, عليهم أن يعيدوا تركيب أجهزة الطرد المركزي
ويقوموا بعمليات معالجة إضافية لأشهر عدة.
وكان تقرير الوكالة, الذي
نشر اول من امس, أشار إلى ان المفاعل النووي الإيراني الرئيسي في نطنز
يغذي باليورانيوم 3800 جهاز طرد مركزي, وهو الرقم نفسه الذي ورد في
التقرير ما قبل الأخير, غير ان حجم اليورانيوم الذي أنتجته إيران, بحسب
التقرير الجديد, زاد ب¯150 كيلوغراماً تقريباً ليبلغ المجموع 630
كيلوغراماً, ما يؤكد ان إيران حققت تقدماً ملموساً في إنتاج المواد
اللازمة لإنتاج وقود نووي.
واثر صدور التقرير, اتهم البيت الابيض ايران
برفض التفاوض مع الولايات المتحدة والتعاون مع المجتمع الدولي عبر مواصلة
انشطتها النووية الحساسة, وقال المتحدث باسمه غوردن جوندرو ان "رفض
الحكومة الايرانية تلبية (طلبات) الوكالة الدولية للطاقة الذرية والامم
المتحدة امر محزن ومخيب للآمال", واضاف ان "الباب مفتوح اذا علقت ايران
انشطة التخصيب, ولكن يبدو انها لا تريد القيام بهذه الخطوة".
من
جانبها, اعتبرت اسرائيل ان تقرير الوكالة الدولية يثبت ان طهران تخفي
تطلعات لامتلاك قنبلة ذرية, وذكرت وزارة الخارجية في بيان ان "ايران تواصل
خداعها وحيلها ومراوغتها", معتبرة ان "التقرير يبرز الجوانب العسكرية في
نشاطات ايران النووية", ودعت "المجتمع والمنظمات الدولية الى زيادة الضغط
على النظام الايراني للتخلي عن برنامجه لامتلاك اسلحة نووية".
وفي
تصريحات خلال عودته من أبوظبي بعد مباحثات اجراها مع الرئيس الاماراتي
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان, اول من امس, حذر الرئيس المصري حسني مبارك
من توجيه ضربة أميركية لايران, معتبرا انه في حال حدوثها ستكون لها
تداعيات خطيرة على أمن المنطقة.
وفي لندن, اعتبر الرئيس الإسرائيلي
شيمون بيريس أن إيران تشكل خطرا عالميا, وتسعى للسيطرة على الشرق الاوسط,
بيد انه حذر من أن مهاجمة إسرائيل بمفردها لإيران ستكون "خطأ كبيرا".