وصف مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المعروفة باسم »سي. آي. إيه«
مايكل هايدن يوم الخميس الماضي بأن اليمن موقع جذاب لتجنيد أفراد
لـ»القاعدة« وتدريبهم.. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام مجلس الأطلسي في
واشنطن، وأشار أيضاً إلى أن اليمن بلد آخر يثير القلق ومكان تدعم فيه
"القاعدة" قدرتها، مستدلاً على ذلك بعدد العمليات التي قامت بها "القاعدة"
في اليمن خلال عام واحد..
وقد
رأى مراقبون أن تشديد اللهجة الأمريكية تجاه اليمن فيما يخص "القاعدة"
يأتي على خلفية تخفيف الحكم الصادر بحق جبر البنا الذي خففته المكمة
الإستئنافية من عشر سنوات سجن إلى خمس سنوات فقط، وهو الأمر الذي أغضب
الولايات المتحدة خصوصاً وأنها تطالب بتسليمه لها كونه يحمل الجنسية
الأمريكية أيضاً..
ورغم
هذه التصريحات الشديدة تجاه اليمن وتواجد "القاعدة" إلاَّ أن ذلك لا ينفي
ارتياح الإدارة الأمريكية من دور اليمن في مكافحة الإرهاب والتعاون الذي
يبديه تجاه ذلك، بالإضافة إلى ذلك فإن تصريحات المعهد الديمقراطي بفرعه
أكد على أن تجربة اليمن الديمقراطية فريدة في المنطقة ويجب المحافظة
عليها، وهذا يعني أن الأمريكان يضغطون من ناحية ويقربون من الناحية
الأخرى، وهو الأمر الذي ربما يربك المعارضة والسلطة في آن واحد..
وفي
كل الأحوال فإنه من المعلوم أن الولايات المتحدة أولاً وأخيراً تحرص على
مصالحها قبل أي شيء آخر، وأن كل طرح آخر سواء فيما يتعلق بالديمقراطية أو
حقوق الإنسان هو في الدرجة الثانية وهو الأمر الذي يجب أن تدركه المعارضة
إذا كانت تعتمد أولاً وأخيراً على الضغط الخارجي، ولهذا فعليها أن تجعل
الضغط الخارجي عاملاً مساعداً لا عاملاً أساسياً وتتجه نحو الداخل سواء
إلى الشارع لاستقطابه أو نحو الحاكم للوصول بالحوار إلى طريق وسط يلبي ما
يمكن من التوافق بين جميع الأطراف.