سيناريوهات اسرائيلية لتوجيه ضربة لايران وسورية واستغلال الفوضى لاجتياح غزة
قالت مصادر اسرائيلية رسمية امس الاثنين ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية
تسيبي ليفني اجتمعت في تل ابيب الى المسؤول الامريكي عن العقوبات المفروضة
على ايران بسبب برنامجها النووي، كما اجتمع المسؤول الامريكي الى كبار
المسؤولين في جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية)، والمسؤول هو ستيوارت
ليفي، نائب وزير المال الامريكي والمسؤول عن محاربة الارهاب العالمي
وتجفيف موارده، بالاضافة الى مسؤوليته عن الدول التي تنتج الاسلحة غير
التقليدية ومحاربتها بكل الوسائل.
واشارت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الى ان ستيوارت وصل الى المنطقة لكي ينسق
مع الاسرائيليين تشديد العقوبات المفروضة على ايران، والهدف الثاني من
الزيارة هو الاشارة للعالم بأن اسرائيل لا تقف وحدها في مواجهة ايران.
وخلال اللقاءات التي عقدها مع كبار مسؤولي الموساد الاسرائيلي قام
المسؤولون بعرض التداعيات الاقتصادية للبرنامج النووي الايراني، وخلال
اجتماعه مع ليفني طالبته بتشديد العقوبات الاقتصادية على ايرانن وقال لها
ردا على ذلك ان الادارة الامريكية تعمل لاقناع الصين وروسيا للموافقة على
فرض عقوبات جديدة على ايران.
في غضون ذلك، صرح رئيس الطاقم الامني والسياسي في وزارة الحرب الاسرائيلية
عاموس غلعاد صرح بأن اسرائيل لن تسمح لايران بالحصول على اسلحة نووية.
وقال غلعاد في مقابلة مع صحيفة 'جيروزاليم بوست' في عددها الصادر، امس، ان
الدولة العبرية تساند حتى الان المساعي الدبلوماسية والاقتصادية لاجهاض
المحاولات الايرانية في هذا الصدد، ولكن اسرائيل تنتابها شكوك في ان هذه
المساعي سوف تكلل بالنجاح وانها تبقي كل الخيارات مفتوحة.
وحول سؤال عن الصعوبات في اللجوء الى العمل العسكري، وبصفة خاصة ان ايران
قامت ببناء منشآتها على نحو يمكنها من الصمود امام تكرار الهجوم الذي شنه
السلاح الجوي الاسرائيلي عام 1981 واسفر عن تدمير المفاعل النووي العراقي
في اوسيراك، قال غلعاد ان المنتقدين داخل اسرائيل استبعدوا منذ 27 عاما
مضت امكانية القيام بغارة اوسيراك.
وقال انه ليس هناك اي ميل في المؤسسة الامنية الاسرائيلية لقبول ايران
المسلحة نوويا، مضيفا ان امتلاك النظام الايراني لهذه الاسلحة سوف يشكل
تهديدا لوجود اسرائيل، على حد تعبيره. من ناحية اخرى، قالت صحيفة 'معاريف'
الاسرائيلية ان الدولة العبرية قررت ان ايران النووية هي خط احمر، ولا
يمكن لاسرائيل ان تسلم بتحول الجمهورية الاسلامية الايرانية الى دولة
نووية.
ولفتت الصحيفة الى ان القرار اتخذ بعد مداولات استراتيجية بين الاجهزة
الامنية، شارك فيها صناع القرار وقادة المستويات الامنية والاختصاصية
العليا في الدولة العبرية، وساقت الصحيفة قائلة، نقلا عن مصادر سياسية
رفيعة في تل ابيب، ان التحضيرات للخيار الاسرائيلي العسكري الموجه لهذه
الطريقة او تلك لاعتراض المشروع النووي الايراني، في ذروتها.
واشارت 'معاريف' الى تصريحات رئيس حكومة تصريف الاعمال ايهود اولمرت في
جلسات مغلقة انه في الجيش الاسرائيلي اليوم قيادتان هامتان فقط: قيادة
الجبهة الداخلية وقيادة سلاح الجو.
وزادت الصحيفة قائلة ان الدولة العبرية تحاول يائسة الحصول على موافقة
امريكية على الهجمة ضد ايران ولكنها لا تنجح في ذلك، بل بالعكس، الطريق
الاقصر للتحليق الى ايران يمر عبر العراق، حيث يسيطر الامريكيون، لهذا
الغرض، تابعت المصادر، سنضطر للحصول على تصريح بالتحليق وشفرات سرية، في
الوضع الحالي لن نحصل على مرادنا، اسرائيل تطلب وسائل هجومية من الولايات
المتحدة وبدلا من ذلك تحصل على عروض لرادارات دفاعية.
واكدت الصحيفة على ان اسرائيل تستعد في الوقت الحالي للخيار العسكري ضد
ايران، وبحسب المصادر الامنية التي تحدثت للصحيفة فهناك اهمية عليا لتحييد
سورية وانتزاعها من دائرة الرهبة قبيل الاشتعال المحتمل، السوريون ايضا
يدركون ذلك، اولمرت يقول في الجلسات المغلقة ان الاسد شخص ذكي وفطن وهو
يعرف بالضبط ما الذي يريد ان يكونه وما لا يريده، ومع ذلك، اشارت المصادر
ذاتها، ما زال السوريون يتأرجحون بين العالمين.
السيناريوهات التي يتحدثون عنها في جهاز الامن تتحدث عن اطلاق مئات
الصواريخ السورية على اسرائيل في المرحلة الاولى الى ان ينجح سلاح الجو في
ابادة اغلبية قواعد الصواريخ والسيطرة على المجال الجوي.
وكشفت الصحيفة النقاب عن انه وفقا لاحد السيناريوهات فان الجيش الاسرائيلي
ان قامت اسرائيل بمهاجمة ايران مع الافتراض ان السوريين لن يتدخلوا،
الايرانيون لديهم عشرات صواريخ شهاب القادرة على الاصابة، واغلبية هذه
الصواريخ ستعترض في الجو ولكن المشكلة ستأتي من الشمال ومن الجنوب، حزب
الله سيطلق كل ما لديه وهو كثير، وحماس مثله، وبالتالي وفق المصادر نفسها
فان حيفا واسدود ستتلقيان ضربات قاسية وتل ابيب كذلك، وقالت الصحيفة ايضا
انه وفقا لاحد السيناريوهات ستستغل اسرائيل الفوضى الدموية الحاصلة حتى
تجتاح غزة وتفعل اخيرا ما سيضطر احدٌ ما الى فعله هناك، وهذا ايضا سيكلفها
مئات القتلى.