ورحلت مندي عاشقة مصر
خالد مبارك
في صمت وعن عمر لم يتجاوز الخامسة والخمسين ربيعا رحلت عن دنيانا عاشقة مصر والبيئة والتراث الطبيعي المصري وعناصر التنوع الأحيائي خاصة الطيور المصرية مندي بهاء الدين, واسمها الحقيقي روز زينزوايك التي ولدت بولاية انديانا الأمريكية عام1958
عشقت مصر حتي النخاع وتمنت أن تصبح مصرية فشدت الرحال إليها عام1988 وهي
ابنة الثلاثين ربيعا, ومنذ اليوم الأول لها علي أرض مصر جندت نفسها لخدمة
البيئة المصرية ودافعت عن عناصر تنوعها البيولوجي النباتي والحيواني خاصة
الطيور, فنالت عن جدارة واستحقاق لقب عاشقة مصر وتراثها الطبيعي, ومن عجائب
الأقدار أنها لم تتعرف علي زوجها الخبير البيئي المصري الشاب الدكتور شريف
بهاء الدين بالولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يدرس هناك بل تعرفت عليه
في مصر, وبعد زواجهما زفهما الكاتب الكبير الأستاذ أنيس منصور بعمود صحفي
تحت عنوان عصفوران في قفص عاكسا اهتمامهما بالطيور حيث كان اهتمامهما
المشترك رصد وتسجيل الطيور المصرية والعالمية, وتحقق حلم مندي في الحصول
علي الجنسية المصرية عام1995 وأطلقت علي طفلتيها اسمي ليلي وياسمين, وبدأت
مندي رحلة طويلة من الكفاح من أجل البيئة والتنوع البيولوجي المصري بما
يحتضنه من نباتات وحيوانات وطيور خاصة النادرمنها وما يتهدده خطر الإنقراض,
وإليها يرجع فضل تأسيس مركز التوعية والتعليم البيئي بحديقة الحيوان
بالجيزة في نفس عام حضورها إلي مصر(1988)
ولا ينسي المهتمون والمسئولون عن البيئة المصرية وقفتها الشجاعة ضد عمليات
ذبح الأشجار بحديقة الحيوان في بداية التسعينات عندما ربطت نفسها في إحدي
الأشجار حتي تحول دون قطعها وخرجت الصحف تتحدث عن الأمريكية التي تحصنت
بشجرة الحديقة للتصدي لقطعها, ثم انتقلت إلي جهاز شئون البيئة لتعمل مع
خبير البيئة والتنمية المصري الشهير الدكتور طارق جنينة في دعم جميع
مشروعات البيئة المصرية من خلال المركز الفني لدعم البيئة الذي أسهمت في
تأسيسه, والذي كان له أعظم الأثر في تسهيل الحصول علي التمويل الخارجي
لجميع المشروعات البيئية المصرية آنذاك, وكان لافتا للنظر إبان ثورة25
يناير تلك السيدة الأجنبية التي كانت تواظب علي التواجد في طليعة الثوار
مفاخرة بجنسيتها المصرية ومناضلة في سبيل نجاح ثورة أبناء الكنانة, وانتصرت
مع كل المصريين, وأخذت مكانها في جميع طوابير إبداء الراي تجسيدا
للديمقراطية ولإحساسها بأهمية صوتها, وكانت ترفع إصبعها الذي يزينه الحبر
الفوسفوري مؤكدة آداءها لواجبها الوطني, ومن عجائب الأقدارأن تكون آخر
المنتديات التي تشارك فيها مؤتمر مكتبة الإسكندرية يوم الثالث عشر من مارس
الماضي دعما للسياحة المصرية من خلال فعاليات العلامة البيئية للفنادق
المصرية مساهمة في روشتة للجذب السياحي ولم تمر سوي خمسة أيام فقط ليطير
الطائر الجميل محلقا في جنة الخلد
المصدر