وبطبيعة الحال تم إرسال هذه السرية ومنحها دزينة من قنابل أر- بي-جي 40، وقالوا لقائدها غداً ستكون هناك دبابات كثيرة على الأرجح أعطت القيادة العسكرية الأوامر وغادرت المكان. وبحسب التوقعات التكتيكية لم يبقى للجنود السوفييت في هذه السرية العيش سوى أقل من يوم واحد فقط.
قام قائد السرية بتفقد المكان وأعطى أمراً على الفور مفاده التالي: "من العار علينا أن يأتينا ضيوفاً من ألمانيا لزيارتنا ونحن نستقبلهم والطريق غير معبدة"، وهنا اعتقد جنود السرية أن قائدهم إما أصبح مجنوناً أو ربما يهذي من الخوف. لكن القائد تابع قائلاً: "على الجميع تفريغ أكياسهم العسكرية جانباً وابتاعي". سارت السرية إلى أقرب تلة تحوي كثيراً من النفايات التي تم جلبها من مصنع المنطقة لإنتاج المعادن، وهذا المصنع تم تفكيك معداته مسبقاً ونقله إلى منطقة نيجني تاغيل، وهنا أجبر القائد جنوده بتعبئة أكياسهم بالنفايات المعدنية ونقلها إلى الطريق.
تم وضع هذه النفايات المعدنية بشكل عشوائي على طول الطريق، وأمر القائد وهو يتمتم أن يضع الجنود حطام المعادن بشكل أكبر في المناطق المرتفعة قليلاً من الطريق وهو يقول هذا ضروري من أجل ألا ينزلق الضيوف وهم يسيرون إلينا. نقل الجنود هذا الخبث المعدني لفترة طويلة جداً تمزقت خلالها جميع الأكياس والحقائب، لكنهم تمكنوا من تغطية مسافة كيلو مترين من الطريق تقريباً. وبطبيعة الحال فإن الجنود كانوا غاضبين ومتعبين ومرهقين لأنه بقي أمامهم حفر الأنفاق وهذا سيدوم حتى منتصف الليل. وعند الصباح أرسل المراقبون الذين تمركزا على تلة النفايات المعدنية إشارة بأنهم أصبحوا يشاهدون دبابات العدو تسير نحوهم.
وهنا أصبح الجنود يمسكون بقنابلهم وهم يعرفون بأن نهاية الحياة قد اقتربت. وبدأت دبابات النازيين بالاقتراب شيئاً فشيئاً من الطريق المعبدة بالنفايات المعدنية بشكل جيد. لكن سرعان ما رأى الجنود كيف أن الدبابة الثالثة فقدت جنزيرها وتعطلت عن الحركة، وبعد دقيقة واحدة فقط تعطلت جنازير جميع الدبابات وعددهم ثمانية، وقبل أن يدرك الألمان الفخ السوفيتي تعطلت أيضاً دبابة الإنقاذ التي تم جرها للمكان من أجل سحب الدبابات الأخرى أما المشاة الألمان فكانوا على دراية من أنهم لا يمكنهم التقدم أمام الدبابات لأن ذلك سيشكل خطراً عليهم.
أما قائد السرية السوفيتية الذي نفذ التعليمات بشكل نظري وهي عدم السماح بتمرير دبابات العدو، أرسل رسولاً للبحث عن قوات صديقة وإبلاغ القيادة بأن المهمة قد نفذت وتم توقيف الدبابات دون إصابات. وعاد الرسول أدراجه بأنباء جيدة قائلاً: "يمكننا الانسحاب ليلاً وهنا خط دفاعي خلفي سوف يحمي ظهورنا في حال تعرضنا لهجوم ألماني".
بطبيعة الحال فإن سر عملية قائد السرية يكمن في علمه الذي حصل عليه في الحياة المدنية عندما أنهى اختصاصاً تقنياً بمعالجة المعادن، ولعلمه أن النفايات من النيكل- وهي خبث من إنتاج سبائك الفولاذ- هو تشكل فظيع لا يقل أهمية عن أكسيد الألمنيوم، ولا يمكن لأي جنزير من جنازير الدبابات أن يتحمل مثل هذه القمامة المعدنية التي تعطب الآلية بشكل كامل.
http://arabic.ruvr.ru/2013_12_12/125830030/