بداية أحب أوجه الشكر لكل أعضاء هذا المنتدى الرائع الذي جذبني إليه بمواضيعه الرائعة و معلوماته التي لا تحصى.. و ياريت تسمحولي أشارك معكم بهذا الموضوع المتواضع
لما كان التدريب باستخدام الرصاص الحي مستحيلاً، كان لزامـا على المعنيين بهذا المجال استحداث طريقة لبيان مدى كفاءة الجنود و قدرتهم على القتال، و من هنا كانت فكرة هذا النظام الذي يحاكي أرض المعركة من دون تعريض الجنود لأي مخاطر.
نظام الإشتباك بالليزر MILES استخدم لأول مرة بواسطة الجيش الأمريكي US Army و هو الآن يستخدم على نطاق واسع في كثير من الجيوش حول العالم لأغراض التدريب و يستخدم فيه آشعة الليزر، و الطلقات غير الحية (الفشنك)blank Ammo لمحاكاة المعركة الحقيقية.
عمل النظام:
يتكون النظام من مكونين أساسيين هما:
1- باعث ليزر: يثبت على مقدمـة السلاح، و يمكنه إرسال ومضات ليزر في نفس اتجاه فوهة السلاح، هذا الباعث يمكن اعداده ليكون مدى شعاع الليزر المنبعث منه مساويا للمدى الفعال الحقيقي للسلاح المثبت عليه الباعث.
مع ملاحظة أن شعاع الليزر ليس شعاعا مستمرًا و إنمـا هو عبارة عن ومضات (موجات) تخرج لحظيا عندمـا يطلق الجندي النـار و كما ذكر سابقا فإن الطلقات المستخدمة لا تكون حقيقية.
2- مستقبلات الليزر: يحمل الجنود المشاركين في التدريب على أجسادهم – فوق الملابس- مستقبلات ليزر ، هذه المستقبلات يمكنها أن تتحري أو تكتشف ما إذا كان الجندي قد تعرض لشعاع ليزر خرج من الباعث الموجود على فوهة سلاح زمليه – الذي يمثل الخصم- ، حتى أن المستقبل يستطيع معرفة حجم الإصابة التي تعرض لها الجندي و من ثم يمكن تقرير هل يمكن إنقاذه ليكمل المعركية، أم أنه مات – وهميـا-، و من ثم عليه الانتظار حتى تنتهي المعركة المحاكـاة.
يوجد إصدارات متنوعة من نظام Miles ، و على الرغم من أن قدرات كل نظام تختلف عن نظيره. إلا أن جميع الأنظمـة الحديثة تشترك في القدرة على توفير المعلومات عن الرامي، و السلاح المستخدم، و عن الذخيرة المستخدمـة كل هذه المعلومات يحملها شعاع الليزر، و عندمـا يصل الشعاع إلى الهدف يعمد النظام إلى تحويل المعلومـات إلى رقم عشوائي و يكون النظام مبرمجـا بقائمة لاحتمالات الإصابة، و من ثم يتم مقارنة الرقم المتولد بناءً على المعلومات التي يحملها شعاع الليزر بالأرقام الموجودة في قاعدة البيانات المبرمجة سابقا لتحديد المخرجات و معرفة نتيجة الضربة و هل هي كفيلة بقتل الشخص أم لا.. فمثلا الشعاع الخارج من باعث مثبت على بندقية M-16 إذا استقبل بواسطـة المجسات الموجودة على عربة مدرعة فإن النظام حتمـا –بعد مقارنة المعلومات الموجودة بالشعاع بالارقام الموجودة في قاعدة البيانات- سيقرر أنها إصابة بسيطة لا يمكنها التأثير على العربة، ورغم ذلك فهي تظل قاتلة إذا ما تم استقبالها بواسطة المجسات الموجودة على رأس الرامي الظاهر من العربة.
و تكون المركبات كناقلات الجند، و الدبابات محاطة بحزام من المجسات أو مستقبلات الليزر، أما الأفراد فيرتدون سترات مزودة بمجسات، و كذلك تكون الخوذ مجهزة بمجسات أيضا..
الإصدارات الأولى:
في عام 1980، تم إنتاج النظام للجيش الأميركي، و كانت الإصدارات الأولي مكونة من نفس المكونات الأساسية التي ذكرناها سابقـًـا.
في الإصدارات الأولي كان النظام يعتمد على أنه عندمـا يطلق فرد النار على الآخر فإن باعث الليزر يطلق شعاعا على الخصم و عندمـا تستشعر المجسات الموجودة على جسد الجندي في الجانب الآخر هذا الشعاع فإن النظام الموجود على جسد هذا الجندي يصدر صوتـًا منبها Beeping Noise ليعرف هذا الشخص أنه تعرض لأصابة قاتلة، وأن عليه الكف عن المقاومـة و لكن النظام لم يكن يمنع هذا الشخص الذي تعرض للاصابة من مواصلة الضرب و الاشتباك و كانت هذه مشكلة من مشاكل النظام، و كان الجنود يحتالون على النظام بعد تعرضهم للإصابة بأن يقوموا بإطفاء المستقبلات الموجودة على أجسادهم و إعادة تشغيلها و بذلك يعيدون النظام لنقطة البداية، و يواصلون الاشتباك. بالإضافة إلى عدم احتفاظ النظـام بمعلومـات عن الإشتباكـات فكان من المستحيل تحديد من قتل من في المعركة، كمـا كان النظام في بداياته يعوق الجنود و يشعرهم – أحيانـًا - بآلام في الرقبة عند استخدامه.
الإصدارات الحديثة:
ما ظهر بعد عام 1986 من إصدارات كان يستخدم صوتا مرتفعًا عندمـا يتعرض الجندي لإصابة قاتلة و عندهـا كان يتحتم على الجندي حتى يوقف هذا الصوت أن يقوم بنزع مفتاح أصفر من باعث الليزر المثبت على سلاحه و يحتفظ به في صندوق صغير في سترته.
بنزع هذا المفتاح يفقد السلاح القدرة على تسجيل الضربات التي يوجهها هذا الجندي – المقتول – للخصم، بالتالي أصبح غير فعال.
في بعض الإصدارات فإن الجندي الذي يتعرض لإصابة قاتلة يتوجب عليه أن يستلقى على ظهره لكي يكتم الأصوات العالية المنبعثة من جهازه معترفا بذلك أنه قد مات، و بذلك يعرف زملاؤه و يعرف الجانب الآخر أنه قد أصبح غير فعال.
مابين عامي 1991 – 1992 تم إصدار النظام Miles 2 و في عام 1992 تم تزويد النظام بإضافات جديدة، فاعتمد النظام على نظام تحديد المواقع GPS و الرسائل اللاسلكية و بالتالي إمكانية محاكاة قتل الجنود، و تدمير المركبات عن بعد
و بذلك أصبح للنظام إمكانية محاكـاة الهجوم النووي، أو الكيماوي، أو القصف المدفعي، متخطيا بذلك حاجز المعارك الفردية.
في يوليو 2010 كان أحدث نظام هو Miles XXI من شركة لوكهيد مارتن
و في عام 2011 كان أحدث نظام هو Miles IWS
المستخدمـون:
الولايات المتحدة الأمريكية – جمهورية مصر العربية – أستراليا – بريطانيا – البرازيل – بلغاريا – أستونيا – كندا – كولومبيا – كرواتيا – التشيك – جورجيا – ألمانيا – فنلندا – المجر – الكيان الصهيوني – لاتفيا – لتوانيا – النرويج – بولندا – هولندا - سنغافورة – سلوفينيا – السويد – تركيا – أوكرانيا – رومانيا – كوريا الجنوبية – أيرلندا
دول أخرى تستخدم أنظمـة مشابهة:
الهند .. تستخدم نظامـا مشابها لنظـام Miles لكن ليس من نفس المصنع.
النرويج
تايلاند .. تستخدم نظامـا مشابها.. و هناك إصدار للمدنيين أصبح يستخدم كلعبة.