حل الممثل السوري الكبير ياسر العظمة في منتدى الشروق أمس، حيث
تناول جملة من المواضيع ذات العلاقة بواقع وآفاق الدراما السورية، كما تحدث
نجم سلسلة "مرايا" عن اكتساح المسلسلات التركية للشاشات والبيوت العربية،
وعن مشكل الرقابة وغيره من المشاكل التي تعيق النهوص بالدراما والسينما
والمسرح في الوطن العربي. ضيف الشروق الكبير يزور الجزائر بدعوة من "مؤسسة الشروق للإعلام"،
ويحضر لإطلاق عمل فني عبر شاشة "الشروق تي في" يعرض خلال رمضان القادم .
. أحضر مفاجأة على "الشروق تي في" خلال رمضان القادم كشف نجم الكوميديا السورية الفنان ياسر العظمة عن مشروع فني ضخم
جديد سيجمعه مع "مؤسسة الشروق للإعلام" في القريب العاجل، مؤكدا أن العمل
سيعرض شهر رمضان القادم. وأوضح ياسر العظمة الذي يزور الجزائر لأول مرة
بدعوة رسمية من مؤسسة "الشروق"، "نحن الآن نتباحث امكانية انجاز مشروع فني
مع مؤسسة "الشروق"، وبكثير من الإيجابية والمثابرة، وأوجه الشكر الكبير
لمدير المؤسسة الأستاذ علي فضيل الذي أبدى تحمسا كبيرا لإنتاج العمل، ويبدو
ان هذا المشروع سيتم في القريب العاجل ".
وأوضح بطل سلسلة "مرايا" قائلا: "لا نملك الوقت الكثير لإنتاج
أعمال بحلقات طويلة، ولكن سنتمكن من انجاز حلقات بشكل لوحات فنية كوميدية
قصيرة، ممتعة وهادفة، ومعروف عني أنني أعشق الكوميديا الجادة أو السوداء
كما يسميها البعض".
وذكر ياسر العظمة انه لن يتحدث باللهجة الجزائرية، لأنه يجهلها،
وقال في هذا السياق: "سأتحدث اللهجة السورية، لأنه لا يمكنني أن اتعلم
اللهجة الجزائرية في يومين، كما سأتكلم اللغة العربية في بعض اللوحات التي
سيشاركني فيها فنانون جزائريون".
ومن جهة اخرى، تأسف ياسر العظمة لعدم تمكنه من الإطلاع على المشهد
الفني في الجزائر قائلا: "يؤسفني أنني لم اطلع على الفن الجزائري، وهذا
يعود لتقصير من القائمين على الدراما في الجزائر لعدم تسويقهم لانتاجاتهم،
كما لم يتسن لي الإطلاع عليه من خلال المحطات الفضائية الأخرى".
وبارك ياسر العظمة مشاركة العديد من نجوم الشاشة التلفزيونية
السورية في أعمال عربية، وبشكل خاص في الدراما المصرية قائلا: "المهم في
مضمون العمل، وطالما أننا السوريون والجزائريون عرب فلا شيء يمنع من خلق
فرص للعمل والتعاون مع بعضنا البعض".
.شخصيات وأحداث "باب الحارة" خيالية ولا تمت للتاريخ بصلةانتقد الفنان السوري ياسر العظمة الغرق في الدراما البيئية على
حساب الواقع، واعتبر "باب الحارة" وغيرها من الأعمال مجرد حكايا للتسلية لا
أكثر "الدراما البيئية حكايا للمقاهي والتسلية، مضامينها ليست مطابقة
للواقع، وليس فيها أي دقة تاريخية. "باب الحارة" لا يعدو كونه فنتازيا
مسلية، شخصياتها وأحداثها غير موجودة لا في الماضي ولا في الحاضر".
ورافع نجم "مرايا" للدراما الواقعية التي تنقل تفاصيل حية عن حياة
الناس وأحوالهم، وتكون لسان حال مشاكلهم "لا يمكن أن ننكر أهمية المسلسلات
التاريخية، لأنها الأساس في بناء الحاضر والمستقبل، ومن المهم أن يعرف
الناس ماضيهم وتاريخهم، ولكن على ألا يكون عملا تاريخيا تجاريا مليئا
بالمغالطات. أنا شخصيا أميل إلى المسلسلات الاجتماعية الواقعية التي تكتب
من عمق المجتمع وأسعى لتقديمها بالكوميديا الهادفة".
كما اعتبر العظمة "الشللية" الموجودة في الوسط الفني بسوريا حالة
صحية جدا، لأنها لطالما خدمت الدراما كما وكيفا "الوسط الفني مثله مثل
الأسرة، أي أن أشخاصا قد يهاجرون وآخرين قد يغادرون ويظهر أفراد جدد، وعليه
فإنه لا ضرر من أن يحرص منتج ما أو مخرج أو كاتب على أن يلم شمل من يتفق
معهم مهنيا، ويحس انه يقدم مردودا أجود بالعمل معهم حتى لو تكرر ذلك عدة
مرات. والجمهور يلعب دورا مهما في تشجيع الشللية التي تثمر أعمالا في
المستوى. وأكيد هناك شللية تجارية، ولو انه لا يوجد مقياس فعلي أو محدد
للتجارية، لأن الجمهور مستويات وأذواق".
. المسلسلات التركية لا تمثل لا عاداتنا ولا تقاليدنانفى الفنان ياسر العظمة أن تكون الدراما التركية منافسة شرسة
للدراما السورية، لأن الدراما السورية هي دراما، وتسير بخطى واسعة، معتبرا
أن الدراما التركية مجرد قصص من نسج الخيال، بعيدة عن الفرد العربي
وانشغالاته وتطلعاته.
وقال ياسر العظمة في هذا السياق: "الدراما التركية جميلة مع تحفظي
على مضمونها، وموضوعاتها التي لا علاقة لها مع عاداتنا وتقاليدنا، ومن هذا
المنطلق لا يمكن لها أن تكون منافسة للدراما السورية التي تجتهد في طرح
القضايا الجادة، والتي تعالج القضايا من نبض الشارع، عكس هذه الأخيرة التي
تستمد موضوعاتها من الخيال، كما انها حمستنا على الإنتاج والتألق اكثر".
وأضاف المتحدث في سياق متصل: "رواج الدراما التركية عملية تجارية
محضة، ولا أعتقد أنها ستستمر طويلا، ولكن يجب ان نعي خطورتها، ونكثر من
انتاج الأعمال التي تمثل هويتنا، والخوف أن يتحول هذا الغزو التجاري إلى
غزو ثقافي"، مشددا على ضرورة إنتاج أعمال في المستوى لمواجهة هذا الغزو.
وفي سياق متصل، ذكر المتحدث أن الرواج الذي تلقاه الدراما التركية
في العالم العربي يعود إلى دبلجتها باللهجة السورية وأداء الممثلين ليس
إلا، واستبعد ياسر العظمة امكانية استمرار الإقبال عليها بالشكل الذي تشهده
في الوقت الراهن في العالم العربي، قائلا: "مواضيعها كلها متشابهة، هي مثل
فقاعات الصابون وسينتهي بها الأمر إلى ما آلت اليه الأعمال المكسيكية".
. نجومية وأجور الدراما سبب تدهور المسرح في سوريا"باب الحارة" مجرد تسلية مقاهي لا علاقة له بالتاريخاعترف الفنان ياسر العظمة بأن التلفزيون كان السبب الفعلي في
تدهور المسرح في سوريا. وأكد، على هامش فوروم "الشروق"، أن العائد المادي
المرتفع من المشاركة في الدراما هو ما دفع الممثلين إلى العزوف عن المشاركة
في المشهد المسرحي: "للأسف كان في سوريا مهرجان مسرحي تحتضنه العاصمة دمشق
وكان مستوى العروض عاليا وراقيا جدا ولكن التلفزيون أثر على الفن الرابع
لأنه أسرع وأكثر ربحا. فالممثل في التلفزيون بإمكانه أن يصبح مشهورا ومعروفا وأجره مرتفعا".
كما عرج في معرض حديثه عن نفس الموضوع على واقع عدم اهتمام الناس بالثقافة والمطالعة مثل السابق.
.لا أمانع التمثيل في مسلسلات جزائريةاستغرب ياسر العظمة من التحامل الإعلامي على مشاركة الفنانين
السوريين في الأعمال المصرية واعتبر الخطوة "صحية" ومهمة لتبادل الخبرات
وتوسيع دائرة الانتشار: "لا ضير، ولم لا أشارك في أعمال جزائرية أو تونسية
باللهجة السورية، ما المانع في أن ننهل ولو أني أتحفظ على الأعمال التي
يقحم فيها فنان من كل دولة تحت شعار "الأعمال العربية" لأنها شغلة تجارية".
وأكد العظمة أن "مرايا" لطالما كانت منصة انطلق منها نجوم كبار في
بداياتهم الفنية "لم أندم يوما على إعطائي الفرصة لعدد من نجوم ونجمات
اليوم ممن شاركوا في مرايا في بداياتهم وأكيد أنهم نجحوا بمجهوداتهم ولا
يعود الفضل إلي في شهرتهم وانتشارهم لأنني أعطيتهم الفرصة فقط وهم من
اجتهدوا وطوروا مواهبهم ووسعوا من علاقاتهم الفنية".
هذا وبارك العظمة الجيل الجديد من الممثلين في سوريا: "الحمد لله
فيه جيل فني جديد مميز، صحيح، هو مستعجل نوعا ما للشهرة، ولكنه يسير على
خطى ثابتة. وللأسف هناك أزمة نصوص تحول دون محافظته على نفس الوتيرة
والمستوى.
. المناخ في العالم العربي لا يشجع على الإنتاج السينمائيأرجع الفنان ياسر العظمة أسباب غيابه عن الأعمال السينمائية إلى
المناخ العام في سوريا والعالم العربي الذي لا يشجع على الإنتاج السينمائي.
وقال ضيف منتدى "الشروق": "حال السينما في سوريا من حالها في بقية
أنحاء العالم العربي، الجو العام لا يشجع على المضي في هذا النوع من
الأعمال وهذا سبب ابتعادي عنها"، قبل أن يضيف بالقول: "شاركت في فيلم وحيد
وكان بعنوان "الرجل الأخير" وكان ذلك منذ أربعين سنة"، مشيرا إلى أن العديد
من الشركات السينمائية وحتى المخرجين السينمائيين اضطروا إلى الهروب إلى
التلفزيون من أجل الاستمرار في الحقل الفني، ليس من حقنا أن نفتخر بما لا
نملك، للأسف العديد من المهرجانات تقام للاحتفال بالسينما والمسرح ونحن لا
نملك لا سينما ولا مسرحا".
. الدولة لا توجّه الفنان ولكن الخوف يسكن الناس دون مبررورد ضيف منتدى "الشروق" حول سؤال يتعلق بانتقاد الرئيس السوري
الراحل حافظ الأسد، للرقابة التي مورست على بعض الحلقات من سلسلته
الكوميدية الاجتماعية الساخرة الشهيرة "مرايا" قائلا: "أي دولة لا بد أن
تبدو لدى الناس والمجتمعات الأخرى بأنها تتوفر على قدر من الحرية
والديمقراطية، ومن هذا المنطق قال حافظ الأسد، ما قاله وهو حر يقول ما
يشاء، الحقيقة أن الدولة لا توجّه الفنان أن يكتب أو يعمل في اتجاه معين،
ولكن الخوف يسكن في قلوب الناس دون داعٍ ولا مبرر، وعلى الفنان أن يقول
كلمة الحق بكل ثقة وجرأة ونبل لأن الحق سيظهر طال الأمد أو قصر"، لا رقابة على الفكر إلا رقابة الضمير، لا يجب أن نأتي بهذا المعنى ونغير معناه الواسع ونوظفه في غير محله".
وأضاف ياسر العظمة: "الفنان لا يجب أن يمشي في اتجاه أو قطر معين،
ولكن عليه أن يكون عربي التفكير، لا تهمه سلطة ما ولا نفوذ ما فقط يهمه أن
يكون منسجما مع أقواله وأفعاله فقط، أما السلطة فلها معاييرها ومقاييسها
ولا يهم إن سمحت أم لم تسمح لك".
. أردت أن أعبّر عن نفسي وأقول كل ما أريد من خلال "مرايا"تحدث نجم الكوميديا السورية، ياسر العظمة، عن سلسلته الشهيرة
(مرايا) قائلا: "منذ ثلاثين سنة أو أكثر اتجهت للعمل على مشروعي الكوميدي
الاجتماعي الساخر، ووجدت أنه يملك هوامش وأفاقا واسعة حتى أقول ما أريد".
وأوضح في سياق متصل ردا على الذين ينتقدونه باحتكار بطولة العمل
وكتابته على مدار سنوات: "أردت أن أقدّم نفسي وأن أقول رأيي، ووجدت أنه
بإمكاني ذلك من خلال هذا المشروع الذي حقق طموحاتي كفنان، خاصة وأنني متمكن
في الكتابة والآداء معا ولم أرتكب ذنبا".
وأضاف الفنان: "أردت أن تكون الشخصيات التي أتقمصها وسيلة تخاطب
قلوب الناس، ووجدت أنني أستطيع تجسيد مختلف الأدوار، ولذلك فأنا أكتب لنفسي
وإذا كنت متمكنا في الكتابة والتمثيل وغيرها فلماذا لا أستثمر في
إمكاناتي، وأعتقد أنني لا أدّعي ما لا أملك، وزيادة على ذلك فأنا لا أشترك
في مسلسلات كثيرة وهذا مسلسلي وأعرب من خلاله مع مجموعة من أصدقائي على
أفكاري".
. سأطل عليكم بعمل جديد خلال رمضانذكر الفنان ياسر العظمة، أنه بصدد التحضير لعمل جديد على شاكلة
"مرايا" للظهور مع بداية الموسم الرمضاني القادم. وأشار العظمة أن العمل
الذي سيظهر من خلاله في الموسم الرمضاني القادم، سيتطرق إلى الوضع الذي
يعيشه العالم العربي قائلا: "لا يجدر بنا إهمال ما تعيشه المنطقة من أحداث
وأنه سيكون على شاكلة سلسلة مرايا". كما تحدث عن الإنتاج الدرامي السوري
لهذه السنة قائلا: "حسب معلوماتي توجد بعض الأعمال التي تصور حتى وإن قلّ
هذا الإنتاج".
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/161790.html
فنان بمنزلة اديب وشاعر
اعتبره الافضل