كشفت أحدث دراسة عن سيناء أعدها الباحث ابراهيم عناني عضو اتحاد المؤرخين العرب الي أن بين أكثر أسرار حرب أكتوبر التي لم يكشف النقاب عنها أن سلاح المهندسين كان هو السلاح الوحيد الذي تتلقي غرفة عملياته صورة بالكربون من بلاغات الجيوش الميدانية إلي غرفة العمليات الرئيسية في المركز رقم '10' في نفس اللحظة لأن المهام الحقيقية لسلاح المهندسين كانت مرتبطة بسير العمليات ولا تحتمل التأخير ولو لدقيقة واحدة و قدرات سلاح المهندسين صنعت معجزة العبور بأقل قدر من الخسائر البشرية وفي أسرع وقت ممكن لحرمان العدو من الاستفراد بطلائع العبور الأولي من قوات المشاة قبل أن تلحق بها الدبابات والأسلحة الثقيلة فور الانتهاء من إنشاء كباري العبور
وعندما كانت عقارب الساعة تشير إلي الرابعة وخمس وأربعين دقيقة عصر يوم 6 أكتوبر كانت تشكيلات 75 فصيلة من المهندسين العسكريين قد عبرت القناة تحت غطاء نيران المدفعية المصرية لتبدأ علي الفور ضخ المياه لفتح 75 ممراً علي طول الساتر الرملي الممتد علي الشاطئ الشرقي للقناة ولم تكن قد مضت سوي 25 دقيقة فقط حتي جاءت البشري الأولي بأن المهندسين العسكريين قد نجحوا في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق في فتح وتمهيد أول ممر في الجيش الثاني وهو الممر رقم 42 شفي نطاق الفرقة 18 مشاة بقطاع القنطرة، وبعد ذلك جاءت البشري الثانية في نطاق الفرقة 16 مشاة جنوب الإسماعيلية بإعلان نجاح مهمة فتح الممر رقم 2 في تمام الساعة الخامسة و35 دقيقة 0
وطبقاً للسيناريو المعد سلفاً في خطة العمليات فإنه بعد أن أكملت فصائل سلاح المهندسين فتح الممرات تباعاً بدأت ارتال وحدات الكباري تتقدم من الخطوط الخلفية للجبهة علي الطرق المخفاة المحددة لها، وراحت مئات من العربات المحملة بمهمات الكباري واللنشات تتحرك علي عشرات الطرق في مجموعات وبفواصل زمنية محسوبة بدقة، وبعد ذلك بدأت مهمة اسقاط البراطيم ونزول اللنشات في مياه القناة من أجل تجميع المعديات والكباري ولم تفلح كل محاولات العدو لتعطيل عمل المهندسين العسكريين المصريين رغم القصف المستمر بحجم من النيران عن طريق المدفعية والطيران وتحققت المعجزة الأولي في الساعة الثامنة والنصف مساء يوم 6 أكتوبر باكتمال إنشاء أول كوبري للعبور في قطاع الفرقة الثانية مشاة بمنطقة الإسماعيلية ليتوالي بعد ذلك نصب الكباري تباعاً وهو ما مكن قواتنا، وخصوصاً في قطاع الجيش الثاني من إنجاز عبور ما يزيد علي 240 دبابة وجميع الأسلحة المضادة للدبابات وجزء كبير من وحدات المدفعية والدفاع الجوي عند رأسي كوبري الفرقة الثانية مشاة قبل أن ينبلج نور فجر السابع من أكتوبر ثم تعزز ذلك بعبور مماثل للمدرعات والمدفعية والدفاع الجوي للفرقة 16 مشاة في الساعات الأولي من صباح 7 أكتوبر، ومع أن الأمر اختلف بعض الشئ في قطاع الجيش الثالث نتيجة تعثر عملية فتح الممرات في الساتر الرملي الذي كانت رماله توجد بها نسبة عالية من الطفلة التي جعلت عملية تجريف المياه شاقة وحولت أرضية الممرات إلي وحل تجاوز عمقه في بعض المناطق ما يزيد عــلي المتر فضلاً عن تغيير منسوب المياه بسبب المد والجزر وتغير سرعة التيار واتجاهه فإن التأخير لم يدم طويلاً واستطاع مهندسو الجيش الثالث إنشاء مجموعة الكباري صباح يوم 7 أكتوبر بعد تضحيات غالية نتيجة تركيز العدو لهجماته الجوية ونيران مدفعيته علي الكباري في هذا القطاع.
المصدر
http://www.elaosboa.com/show.asp?id=4725&vnum=elaosboa&page=Provinces