مع اختتام وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل زيارته الرسمية إلى الشرق الأوسط، أتاح
هذا الأخير لصناعة الدفاع الأميركية لتحقيق عقود غير مسبوقة لتصدير القدرات
العسكرية إلى إسرائيل ودول أخرى في منطقة الخليج العربي.
فقد تم خلال هذه الزيارة توقيع عقود تاريخية لشراء
الأسلحة مع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وغيرها من
الدول، فيما يُعدّ تكملة لاتفاقات تم توقيعها مؤخراً بين قطاع صناعة الدفاع
الأميركي وهذه الدول وغيرها في منطقة الشرق الأدنى والخليج.
على المستوى الإسرائيلي، أتاحت الزيارة إنجاز
الاتفاقات حول شراء عدد يتم تحديده لاحقاً من طائرات V-22 Osprey من بيل بوينغ
(Bell Boeing) ، بالإضافة إلى تجهيزات عسكرية أخرى. مع الإشارة إلى أنّ طائرة
أوسبري (Osprey) هذه هي الطائرة الأولى من هذا النوع التي يتم بيعها إلى عميل غير
أميركي.
أمّا الإمارات العربية المتحدة، فقد حققت تقدّماً
خلال زيارة هيغل بشراء 25 طائرة إف-16 بلوك 60 صقر الصحراء (F-16 Block 60 Falcon
Desert) من إنتاج شركة لوكهيد مارتن.
كما وافقت الولايات المتحدة الأميركية من جهتها على
مد الدولتين بأسلحة بعيدة المدى، وذلك ضمن عملية شراء الإمارات العربية المتحدة
لمقاتلات F-16 واتفاق آخر حديث مع السعودية لبيعها طائرات F-15 (نورده
تبعاعاً)،.
من شأن عقود البيع هذه أن تعزز موقع الولايات المتحدة
الأميركية كمصدّر أول للمعدات العسكرية على المستوى العالمي.
وقد كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية
المتحدة وسلطنة عُمان بين الدول التي اشترت مؤخراً أسلحة أميركية أخرى بمستويات
قياسية. مع الإشارة إلى أنّ عمليات شراء المعدات العسكرية المتزايدة لهذه الدول
وغيرها من دول المنطقة قد تمت على كافة مستويات المهام العسكرية البرية والبحرية
والجوية، بما فيها مهام الدفاع الصاروخي.
في المقابل، شكّل أداء نظام الدفاع الإسرائيلي، القبة
الحديدية، ضد القذائف الصاروخية والهاون والمدفعية، الذي اعترض الصواريخ التي تم
إطلاقها من قطاع غزّة في أواخر العام 2012، تطويراً بالغ الأهمية في العام 2012،
بالنسبة للدول واللاعبين غير الدوليين حول العالم على مختلف إيديولوجياتهم.
يشار في هذا الإطار إلى أنّ شركة رايثيون قد تعاونت
مع شركة رفاييل لأنظمة الدفاع المتقدمة Rafael Advanced Systems الإسرائيلية لتطوير
تكنولوجيا القبة الحديدية ونظمها.
وقد دعمت هذه الأحداث في أواخر العام 2012 الاهتمام
الكبير بشكل ملح بالنظم المماثلة والدفاع الصاروخي الإقليمي في منطقة الشرق الأدنى
والخليج.
فقد وافقت الإمارات ضمن أحد هذه البرامج، على شراء
نظام الدفاع الصاروخي على ارتفاع عالٍ ثاد (THAAD). وقد أفاد جون غيز، المتحدث باسم
البرنامج لدى شركة لوكهيد مارتن إنّ شركته "ملتزمة تماماً مع الحكومة الأميركية
بتوفير صواريخ ثاد للإمارات العربية المتحدة بموجب برنامج المبيعات العسكرية للدول
الأجنبية."
وفي الوقت نفسه، تم تسجيل زيادة على مستوى نشاط تحديث
بطاريات صواريخ باتريوت وبيع منصات إطلاق جديدة في هذه المناطق.
ويتمحور أحد هذه الجهود كذلك حول تحديث نظام رادار
صواريخ باترويت الخاص بالكويت. وقد صرّحت روبا بايد، مديرة الاتصالات والإعلانات في
فرع نظم الدفاع المدمجة لدى رايثيون لموقع الأمن والدفاع العربي (SDA) أنّ شركتها
تتوقع أيضاً توقيع عقد لبيع منصات إطلاق صواريخ إضافية لتلك الدولة خلال العام
الحالي.
يشار إلى أنّ رايثيون تعمل أيضاً على تحديث منصات
إطلاق صواريخ باتريوت لدى المملكة العربية السعودية. بالإضافة إلى ذلك، أشارت بايد
إلى أنّ "الإمارات العربية المتحدة قد اشترت منصات إطلاق صواريخ من خط الإنتاج
الجديد."
وتستغل الشركات الأميركية أيضاً برنامج المبيعات
العسكرية للدول الأجنبية لتأسيس علاقات عمل طويلة الأمد مع شركائها في الخارج. وقد
استطاعت تحقيق ذلك في كانون الأول/ ديسمبر 2011، حيث أعلن مدير شركة بوينغ (Boeing)
ورئيس مجلس إدارتها ومديرها التنفيذي جيم ماكنيرني أنّ شركته ستلبي طلب المملكة
العربية السعودية شراء 84 طائرة F-15 وتحديث 70 طائرة أخرى، كمحور برنامج تحديث
أسطول F-15 التابع للقوات الجوية الملكية السعودية."
وأشار ماكنيرني إلى أنّ "بوينغ ترى أنّ السعودية تعدّ
سوقاً ذات قدرة عظيمة، وأصبح الاستثمار في مجال صناعة الطيران السعودية أولوية، مع
العمل على تعزيز مؤسسات وبرامج التدريب المهنية والتقنية المحلية."
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ إحدى الوثائق الصادرة عن
البنتاغون قد أوضحت أنّ قيمة عقد شراء مقاتلات F-15 الموقع مع القوات الجوية
الملكية السعودية، تبلغ 29.4 مليار دولار أميركي.
وقد أكمل سلاح الجو الأميركي والمتعاقد الرئيسي معه،
شركة بوينغ، في 20 شباط/ فبراير، أوّل اختبار طيران ناجح لمقاتلة أف-15 أس إيه
(F-15SA) الجديدة المتطوّرة للقوات الجوية الملكية السعودية.
وفي مجال الحرب الجوية أيضاً، يبقى برنامج طائرات
النقل سي-130جي (C-130J) من لوكهيد مارتن واسع الانتشار في المنطقة. فقد تسلمت
القوات العراقية خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي ثالث طائرة من طراز C-130J
كانت قد طلبتها في وقت سابق. أمّا الطائرات الثلاثة الأخرى، فستتسلمها القوات نفسها
خلال هذه السنة.
يشار كذلك إلى أنّه يتم العمل على بناء نسخ من
طائرات C-130J لإنهاء طلبات الكويت وسلطنة عمان.
وقال بيتر سيمزنو، المتحدث باسم البرنامج لدى شركة
لوكهيد مارتن أنّ السعودية أعلمت الكونغرس الأميركي في أواخر العام 2012 أنها
ستحتاج إلى 25 طائرة من طراز C-130J.
كذلك، تستمر إحدى أكثر علاقات بيع المعدات العسكرية
للدول الأجنبية (FMS) تعقيداً بالتطوّر مع مصر. فقد تم تسليم أول أربع مقاتلات F-16
من بين 20 مقاتلة في وقت سابق من هذه السنة، تلبية للطلب الذي قدمته مصر منذ
عامين.
وشكّلت العملية هذه أوّل عملية تسليم بموجب البرنامج
المذكور منذ انتخاب الرئيس المصري محمد مرسي.
وأعلن بعض القادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ ومجلس
النواب الأميركيين عن معارضتهم التامة لإدارة أوباما وللأسلوب الذي يعتمده مرسي
لتحقيق الديمقراطية في مصر.
وعليه، فإنّ أعضاء ذلك الحزب في الكونغرس قد أدخلوا
تشريعات لوقف عمليات التسليم المتبقية لمقاتلات F-16 ومعدات أخرى إلى مصر.
لكن يُشار إلى أنّه وحتى تاريخ نشر هذا التقرير، لم
تحظَ جهود الممثلين الجمهوريين في الكونغرس لوقف عمليات البيع بموجب برنامج
المبيعات العسكرية للدول الأجنبة إلى مصر، بأي دعم في صفوف أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس
النواب.
المصدر
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=29633&cat=4