أسرار هرمون السعادة!
أميرة منتصر
السعادة
نسبيه تختلف من شخص لأخر فتجد السعادة عند البعض في المال و الأخر في
الحب,و أشياء أخري في حياتنا ولكن عندما نعرف أن السعادة عند الأنسان
مرتبطه في جسمه بهرمون معين يضمن لك السعادة في ظل الظروف الحاليه, فعلينا أن نعرف الكثير عن أسباب زيادة افراز هذا الهرمون وكيف ينقص.
يقول د.محمد الحسانين أستشاري أمراض الباطنة أن في مخ الإنسان يوجد ما
يزيد علي50 ناقل عصبي, وهذه المواد توجد في الوصلات بين الأعصاب, تتحكم في
شدة الانفعال وردود الأفعال الناتجة عن المخ سواء بالزيادة أو النقص. ووجود
الناقلات العصبية في محطات بين الأعصاب ومراكز المخ, له أهمية خاصة في ضبط
إيقاع عمل المخ والأوامر الصادرة عنه.
وقد أظهرت الأبحاث الطبية أن الغذاء الغني بالأحماض الأمينية والفيتامينات
والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية, ضروري لتصنيع هذه الناقلات العصبية
داخل المخ. فأمراض سوء التغذية تؤثر علي تركيز الناقلات العصبية في المخ,
وبالتالي يضطرب سلوك الإنسان وردود أفعاله. فهل توجد علاقة بين الفقر وقسوة
المشاعر أو تبلد الأحاسيس ؟ لم تستطع الأبحاث الجزم بذلك. ولقد أثبتت
الأبحاث الطبية أيضا أن هذه الناقلات العصبية تتأثر بالقيمة الغذائية
للوجبة الواحدة. فمثلا الوجبة التي تحتوي علي كمية كبيرة من البروتين تزيد
من إفراز مادة نورإبينفرين في المخ, مما يزيد الشعور باليقظة, وقد وجد أن
الوجبة التي تحتوي علي كمية أكبر من النشويات, وقليل من البروتين, تساعد
الجسم علي الاسترخاء والنوم, نظرا لأنها تزيد من معدل إفراز مادة
السريتونين.ويضيف د.محمد أن و هرمون السريتونين يسمي هرمون السعادة, وهو
مسئول عن المزاج الجيد ومنع الاكتئاب. ويكثر إفرازه عند التعرض لأشعة
الشمس( وهو السبب في السعادة التي نشعر بها في الرحلات وعلي الشواطيء
والأماكن المفتوحة). ويزيد إفرازه أيضا عند ممارسة الرياضة( وهو ما يفسر
الشعور بالراحة عند ممارسة أي رياضة). والوجبات الغنية بأطعمة البحر مثل
الأسماك والجمبري والكابوريا, تقوي الذاكرة والنشاط الذهني, لأنها تزيد من
إفراز مادة أستيل كولين في المخ.
كما وجد أن تلك الناقلات لها تأثيرها المباشر علي المشاعر.. فمثلا
الدوبامين يعطي الإنسان الشعور بالبهجة, ونورإبينفرين يساعد الجسم علي
إفراز إبينفرين الذي يزيد معدل دقات القلب, وهذا هو السر وراء شعور المحب
بخفقان القلب عندما يري من يحب. ومادة فينيل إثيلامين تسمي بمادة السعادة,
لأنها تجعل المحب يشعر وكأنه يطير فوق السحاب.. وهذه المادة توجد بكثرة في
الشيكولاتة, ولهذا ارتبط تقديم الشيكولاتة بالشعور بالسعادة بين المحبين
وخاصة النساء. وزيادة المواد السابق ذكرها في آن واحد نتيجة شدة العاطفة
والانفعال, يجعل المحب يشعر باحمرار الوجنتين وسرعة في التنفس وعرق غزير
خاصة في اليدين. ووجد أن الأحاسيس الرومانسية والرغبة في الآخر يتحكم فيها
هرمون أوكسيتوسين. ومادة الإندورفين مسئولة عن استمرار اللقاء العاطفي,
وكأن المحب قد التصق بالكرسي ولا يريد أن يقوم من مكانه. وتزيد أيضا من
إفراز مادة الدوبامين في المخ, مما يزيد من الشعور بالسعادة. ويزيد إفراز
الدوبامين عند تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات. أما هرمون فازوبرسين, فهو
المسئول عن الغيرة. وهرمون الجريلين يساعد علي الاسترخاء والانبساط, ويفرز
أثناء الصوم. لهذا فإن امتلاء المعدة بالطعام يقلل من إفراز هذا الهرمون,
والشعور بالضيق. لهذا يفضل لقاء من تحب بمعدة خاوية.. وعدم النقاش بين
الزوجين بعد الأكل مباشرة, فربما يحتد النقاش, نظرا للمزاج السيئ بعد
امتلاء المعدة, وقد تتطور الأمور إلي خناقة زوجية!!
ويؤكد أن هناك أيضا كيمياء للغضب.. وتحدث العصبية نتيجة نقص السريتونين في
المخ, وزيادة إفراز مادة نور إبينفرين من الغدة الكظرية( جار الكلوية)..
ويصاحب الغضب الاكتئاب وتجهم الوجه, والعلاج موجود في مادة تعرف اختصارا
باسمGABA والتي تقلل من حدة الانفعال.
وليست الناقلات العصبية وحدها مسئولة عن العاطفة والانفعال. بل وجد أيضا
أن بعض المعادن تشارك في ذلك. فنقص عنصر المنجنيز الموجود بكثرة في
المكسرات والخضروات, يؤدي إلي قسوة القلب والشعور بالجفاء تجاه الآخرين.
ونقص عنصر الكروم الموجود بكثرة في البصل والقرنبيط, أحد الأسباب الرئيسية
للغيرة. كما أن أكل اللحوم بكثرة يقسي القلب, والدليل من الحياة نجده في
الحيوانات آكلة اللحوم, وما تتميز به من شراسة.. ومن التاريخ الملوك الذين
كانوا يتناولون كميات كبيرة من اللحم يوميا.
ووجد أيضا علاقة بين الحب وحركة الأرض.. ففصل الربيع يتسم بفوران المشاعر
نتيجة انتشار حبوب اللقاح. والتي تنشط الغدد الصماء في الجسم المسئولة عن
العاطفة, ومنها الغدة الكظرية.. إلي جانب تأثر المجال المغناطسي المحيط
بالإنسان بحركة دوران الأرض خلال الفصول الأربعة, مما يؤثر علي السلوك
البشري.. لأن الغريزة ما هي إلا تحرك بيولوجي استجابة لمؤثر خارجي. فكل
إنسان علي وجه الأرض يحب فصل من فصول السنة, ويكون فيه أكثر سعادة وحركة
ونشاطا.
وقد بدأ العلماء من الاستفادة من نتائج هذه الأبحاث وتطبيقها عمليا. فبدأ
بعض العلماء علاج الحزن والغضب بأدوية ترفع نسبة السريتونين في المخ. وقد
أمكن تصوير مناطق الانفعال في المخ بنوع معين من أشعة الرنين المغناطيسي..
وقد يأتي اليوم الذي تتوافر فيه علي أرفف الصيدليات حقنة للغيرة, أو حبوب
تساعد علي الحب, أو شراب لحل الخلافات الزوجية!!
مصدر