هل تكشف أسماء بن قادة المستور وتفضح المتآمرين عليها؟
زوجة القرضاوي تلقت 150 رسالة تهديد وشتم وتشهير
كشفت مصادر جدّ مطلعة، أن موقع (إسلام أون لاين) وقناة الجزيرة، قد تلقيا كمّا هائلا من التهديدات الموجهة إلى السيدة أسماء بن قادة، حرم الشيخ يوسف القرضاوي، تتضمن عبارات تهديد صريحة وسبّ وشتم وتشهير بها إن هي تحدثت للصحافة الجزائرية عن الأزمة المثارة والمفتعلة بينها وبين الشيخ يوسف القرضاوي.
وقالت ذات المصادر، إن ملف رسائل التهديد سوف يكون خلال الساعات القليلة القادمة بين يدي الشرطة والنائب العام في الدوحة، لما تضمنته من عبارات شتم وإهانة في شخص السيدة أسماء. وحسب نصوص الرسائل التي اطلعت على بعضها الشروق اليومي، فإن أصحابها استعملوا عبارات قاسية ومهينة وتهجموا على السيدة أسماء بأوصاف شنيعة، متوعدين إياها بـ"العقاب" إن هي تحركت باتجاه الصحافة الجزائرية لكشف تفاصيل المؤامرة التي تقودها بعض عصب المصالح في مصر وخارجها من الذين أزعجهم وجود السيدة أسماء إلى جانب الشيخ القرضاوي، واعتماده عليها في حله وترحاله.
الشرطة القطرية تحقق في مصدر التهديدات
وجاء في إحدى الرسائل وصف السيدة أسماء بالأفعى، حيث بعث المهدّد للموقعين بـ12 صورة لوضعيات الأفعى عندما تهم بالتهام فريستها، مشبّها إياها بالسيدة حرم الشيخ، في اتهام واضح لها بما لا يمكن ذكره من أوصاف الأفعى.
وحسب ذات المصادر، فإن رسائل التهديد والوعيد والتشهير، تجاوزت 150 رسالة وأن الشرطة القطرية سوف تحقق في محتواها ومضامينها وستلاحق مصادرها والمسؤولين عنها، سواء كانوا في مصر أو خارجها بالنظر إلى خطورة المضامين التي حملتها من تهديدات وشتم وتشهير.
وبالإضافة لرسائل التهديد التي تحذر السيدة أسماء من اللجوء إلى الصحافة الجزائرية لكشف مؤامرة أصحاب المصالح الذين يستفيدون من محيط الشيخ ويزعجهم أن جزائرية هي السند المباشر له في كل أعماله وإنتاجاته وحتى مواقفه، تتواصل مقالات القدح والتشكيك في السيدة أسماء وحتى في عائلتها، وهو ما كتبه بعض الكتّاب المصريين مثل حمدي رزق الذي هاجم أسماء بن قادة، بمقال عاصف تحت عنوان "في وهاد حبّ فيه تترى" وكاتب آخر هاجم المذكرات التي تحدث فيها القرضاوي عن قصّة زواجه من جزائرية في مقال بعنوان "إذا بلغ الماء قلتين لم ينجسه شيء"، زعم فيه أن حديث القرضاوي عن الحب وعن الزواج، هو هفوى قد تطهّر منها الشيخ عندما ذهب إلى الحج خلال الموسم الجاري.
وتقود هذه الحملة، مجموعة من العصب المتناقضة التي رأت في أسماء بن قادة إزعاجا كبيرا لمصالحها بالقرب من الشيخ، خاصة وأن هذه السيدة على قدر كبير من الكفاءة والاتزان الفكري، وشهد الشيخ أنها شكلت عونا كبيرا له في أبحاثه وكتبه وحتى مواقفه، خاصة وأنها تتقن اللغات الأجنبية وساهمت في انفتاح الشيخ على جهات عديدة وفضاءات أخرى. وهنا، يزعم بعض الكتّاب من قادة هذه الحملة أن أسماء بن قادة، ساهمت بشكل واضح في بلورة موقف الشيخ الأخير من الشيعة عندما هاجمهم واستنكر عليهم الانتشار والتمدّد في البلاد السنية ومنها الجزائر، ويعتقد المهاجمون لأسماء بن قادة أن هذه السيدة خطر داهم على مصالحهم من خلال تأثيرها على مواقف الشيخ وتنبيهها له في كثير من المواقف.
كما يشكل انتماء أسماء بن قادة إلى عائلة ثورية عريقة في قلب العاصمة من سلالة الأمير عبد القادر، عقدة كبيرة للعصب التي تجرّأت أيضا على الإساءة لهذه العائلة والتقليل من أهميتها، وهي الأهمية التي يعترف بها القرضاوي نفسه في مذكراته عندما يروي وبالتفصيل الإمتداد التاريخي والثوري لعائلة أسماء ويبدي افتخاره بكونها جزائرية من سلالة الأمير عبد القادر.
وإذا كانت السيدة أسماء بن قادة، إلى اليوم، ترفض الحديث للصحافة عن الأزمة المفتعلة بينها وبين زوجها، فإن الكتابات الصحفية وبخاصة في "الدستور" و"روزل يوسف"، لاتزال تصرّ على وقوع مشكلة بين الشيخ وزوجته إلى حدّ الطلاق، الذي تزعم رسائل التهديد أنه قد وقع رغم أن المعنيين بالأمر لم يفصحا بعد عن شيء، ما يؤكد أن ثمة أطرافا خفية قد تكون مقربة من الشيخ هي التي تحرك هذه الإشاعات والاتهامات وحتى التهديدات بغرض وقف ما يرونه "مدا جارفا" لسيدة جزائرية تحدى القرضاوي العالم كله عندما تزوّج بها، لتصبح في وقت قصير ذراعه الأيمن وسندا ناشطا في كل تحركاته، خاصة وأن القرضاوي نفسه شاهد خلال جنازة والدها في الجزائر الحضور المكثف لمسؤولي الدولة والتعزية الخاصة جدا التي بعث بها الرئيس بوتفليقة للعائلة.
وإذا كان يجهل لحدّ الآن إذا كانت أسماء بن قادة، سترد على جملة الاتهامات والتهديدات أم لا، إلا أن معلومات كثيرة تشير إلى أن حرم القرضاوي لديها كثير من المفاجآت للعصب المتآمرة عليها، ويمكن في حال تحدثت أن تصنع الفارق وتكشف المستور وتفضح الخلفيات التي أدّت إلى كل هذه الضجة حول شخصها وحول زواجها من القرضاوي وحول الدور الذي تقوم به في المجال الفكري والسياسي والثقافي، خاصة وأن بعض الأشخاص لم يستصغ وجود زوجة بهذا النشاط لرجل دين كان يفترض ـ حسب بعض القراءات ـ أن يتزوج ربّة بيت لا أثر لها في الميدان.. وللقضية متابعة.