للآسف الشديد أن تلك الأيام قد ولت الى غير رجعه يوم كان العراقيون لا يعرفون ما معنى سني أو شيعي فالكل كانت نصلي على مذاهبها وكلا يحترم الآخر للأخلاقه وتواضعه وطيبته والكل كان يحارب لأجل العراق وحتى أثناء الحرب العراقية - الأيرانيه لم نشاهد أو نسمع أن جنديا أو ضابطا رفض قتال الأيرانيين لأجل المذهب الواحد فالكل كان عراقيا وأنهى الموضوع وأغلب الجنود كانوا شيعتا ويشهد الله أنهم قاتلوا قتال الصحابة وخطموا الكتل الشريه التي كان الجيش الأيراني يعول عليها أمله بأن الكثرة تغلب الشجاعه ولكن الدرس الذي تعلمه جيدا ما لبث أن أصبح قديما حيث جائت رياح الطائفية الصفراء ومن كافة المذاهب وعلى أغلب الفضائيات وشبكات النت لتبث أفكارا لا تحترم خصوصيات أي مذهب ووصل الحال أن الكل يكفر ويلعن ويدعو الى الجهاد ضد الطائفة الأخرى وأتت الحروب الأهليه التي لم نتوقعها يوما وقتل الأخ أخاه الصديق صديقه والجار جاره وفي كل يوم تخرج علينا الأخبار الفضائية وشبكات النت باخر المقابلات الطائفية بين من يمثل تلك الطائفة والاخر الذي يمثل تلك الأخرى وليبدأ التكفير والتهجم الذي لا يوصل الى أي نتيجه سوى المزيد من العداء والقطيعة - والسؤال الذي يطرح نفسه ألآن هو - لماذا لا يحترم كل أصحاب مذهب المذهب الآخر ولا يدخلون في نقاشات لا نتيجة لها وهم يعلمون ذلك جيدا ؟ ولماذا يتدخل المعممون من رجال الدين في السياسة ليتحول هذا الحزب أو ذاك الى طائفة معينه واضخه لا تسمح بدخول أصحاب المذهب الآخر بهذا الحزب ؟ ولماذا عند أجراء الأنتخابات البرلمانية لغرض تشكيل الحكومه تقوم الطائفية على قدم وساق وليبدأ المشهد الطائفي بلعب دوره القذر فالكل ينتخب أصحاب المذهب الواحد دون أي رغبة بأنتخاب أصحاب الكفاءة؟ ألا يفكر أولئك الطائفيون بأنهم بتصرفهم هذا يرسلون البلد الى مستقبل مجهول المصير؟ أنها مجرد أسئلة تبحث عن ألأجابه