انطلاقاً من رؤية ثاقبة وحكيمة لولاة هذه البلاد، المعروفة بالحكمة والرزانة صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية في 3-1-1407ه بتعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة بقوة ردع استراتيجية تساهم مع أفرع القوات المسلحة الأخرى في تعزيز السلم وردع العدوان لمن تسول له نفسه المساس بأمن هذه البلاد وتهديدها أو التلويح لها بالعدوان. وكان ذلك التاريخ هو مولد قوة الصواريخ الاستراتيجية التي أصبحت الآن وبفضل الله ثم بفضل رعاية ولاة الأمر في هذا الوطن المعطاء تمتلك من المرافق والمنشآت ما يماثل أو يفوق ما تملكه بقية دول العالم. بل إن ما تحقق لم يقتصر علي بناء المرافق المساندة بل تعدى ذلك إلى المساهمة الفعالة في تنمية الوطن من خلال تواجد وحداتها في العديد من مناطق المملكة فأنشأت المدن العسكرية والمطارات، والسدود، ومراكز التدريب، ومراكز التعليم على أحدث تقنية وتطور يتماشى مع تغيرات العصر.
ولم تكن فكرة إنشاء قوة الصواريخ الاستراتيجية للقادة العسكريين كما قد يتبادر إلى الذهن، بل هي فكرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية، فهو الذي اتخذ القرار بضرورة الحصول على سلاح قوي لردع أي عدو محتمل تسول له نفسه شن هجوم على المملكة. ويعد الحصول على الصواريخ الاستراتيجية نقطة تحول في الاستراتيجية الدفاعية للمملكة ويندرج ضمن انتشار انظمة الصواريخ الاستراتيجية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة. ويعكس إنشاء هذه القوة إضافة إلي دعمها للدفاعات السعودية المسئوليات المتزايدة التي تضطلع بها المملكة في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم الإسلامي وعلى الصعيد العالمي بوجه عام.
وقد شهدت قوة الصواريخ الاستراتيجية تطوراً حيث أنشت المدن العسكرية التي تضم مراكز التدريب والمدارس والمستشفيات والمراكز الترفيهية والرياضية والمرافق الأخرى داخل المدن والقواعد العسكرية المنتشرة داخل المملكة كما حدث من تطور في بقية أفرع القوات المسلحة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة.
حفظ الله لهذه البلاد قادتها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو نائبه.
المصدر : مجله الدفاع