ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، أن ليبيا بحاجة إلى الولايات المتحدة في مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية، وهي المرحلة الحرجة والحاسمة ليس فقط بالنسبة إلى ليبيا، بل لأمن واستقرار جيرانها سياسيًا. وكشفت الصحيفة -في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - حقيقة انسحاب واشنطن بشكل كبير من مرحلة التحول الديمقراطي في ليبيا نتيجة لمقتل سفيرها لدى طرابلس كريس ستيفنز إثر الهجمات التي استهدفت مقر القنصلية الأمريكية في مدينة بني غازي شهر سبتمبر الماضي. واعتبرت الصحيفة، أن وقوف الدبلوماسية ديبورا جونز بعد غد الثلاثاء، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لتعينها سفيرة للولايات المتحدة في طرابلس يعيد الأذهان إلى حادث مقتل السفير ستيفنز- الذي دفع واشنطن إلى صب تركيزها فقط على إلقاء القبض على المتهمين وتعزيز أمن بعثتها الدبلوماسية.
وأقرت الصحيفة بصعوبة التحديات التي تقف أمام ليبيا، وقالت: "إن هجمات بني غازي والتفجير الأخير الذي استهدف السفارة الفرنسية في طرابلس وغيرها من الهجمات المتتابعة التي تستهدف البنايات الحكومية، قد أعطت انطباعًا بأن ليبيا خرجت عن السيطرة، لاسيما في ظل حقيقة أن الجماعات المسلحة تبقى عقبة عثرة في طريق الاستقرار وهو ما يتم من خلال ارباك العملية السياسية بتأجيج العنف. وأضافت: "أنه حتى على صعيد مؤسسات الدولة ، فإنها لا تزال متهالكة وضعيفة ومختلة وظيفيًا، لذلك فإن تعزيز الأمن يعد شرطًا لتحقيق كافة الأهداف اللازمة لإعادة استقرار البلاد؛ منها المفاوضات حول كتابة الدستور وخلق فرص العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية وإصلاح المنظومة القانونية وغيرها من الأهداف". ورأت (واشنطن بوست)، أن هذه العقبات تؤكد في حقيقة الأمر ضرورة إعادة انخراط الولايات المتحدة في ليبيا، خاصة في ظل وجود مصالح هامة للأمن القومي الأمريكي في منطقة شمال إفريقيا، ومنها ضرورة قتال شبكات الارهاب القومية التي نمى وجودها مؤخرا والحيلولة دون تدفق الأسلحة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، فضلاً عن ضرورة تجنب نزوح اللاجئين إلى أوروبا.
وأردفت تقول: "إن تحقيق عملية تحول ديمقراطي ناجحة في ليبيا سوف يعود بالنفع سياسيًا على المنطقة برمتها لأنها ستكون نموذجًا هامًا للديمقراطيات الناشئة في أي مكان بالمنطقة، لذا فإن إعادة انخراط الولايات المتحدة هناك بشكل أكبر من شأنه جعل ليبيا حصنا ضد زعزعة استقرار المنطقة". وأوضحت، أن هناك مزيجًا نادرًا من الخصائص في ليبيا والتي قد تيسر جهود الولايات المتحدة، منها أن ليبيا نجحت في إقامة انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في شهر يوليو الماضي بجانب حقيقة مساهمة ثروتها النفطية الضخمة وقلة تعداد سكانها وتجانسهم في تمويل مشاريع التنمية الخاصة بها بقدر متواضع من الاستثمارات الأجنبية، في حين يستمر المجتمع الليبي المفعم بالحياة والمزدهر في الوقوف ضد ضعف دولته.
واستطردت (واشنطن بوست) تقول: "إن عدم وجود سفير للولايات المتحدة لدى ليبيا طيلة ثمانية أشهر ساهم في تقويض الدور الأمريكي في مرحلة الانتقال السياسي هناك، بيد أن سرعة تعيين سفيرة جديدة ربما يمكن واشنطن من لعب الدول القيادي المطلوب". ودعت الصحيفة الأمريكية السفيرة الجديدة، إلى سرعة استئناف الجهود الرامية إلى الانخراط مع المجتمع الليبي كما فعل ستيفنز في السابق- خاصة بخارج العاصمة، وذلك رغم المخاوف الأمنية الكبيرة.
مصدر http://www.libya-al-mostakbal.org/news/clicked/33987