فى أول زيارة لرئيس مصرى للبرازيل.. مرسى
لـ"روسيف": نسعى لعلاقات تقوم على الندية.. حريصون على الاستفادة من
تجربتكم.. ويبحث التصنيع العسكرى..التوقيع على 6 اتفاقيات..ويلتقى رئيسى
الشيوخ والنواب الأربعاء، 8 مايو 2013 - 22:42
مرسى وديلما روسيف
رسالة البرازيل- نور ذو الفقار كتب شريف عبد العظيم وإسلام جمال وحازم مقلد
فى زيارة وصفت بـ"التاريخية"، وصل الدكتور محمد مرسى، رئيس
الجمهورية، فجر اليوم، مطار برازيليا بدولة البرازيل، فى زيارة رسمية
تستغرق يومين، ووصل القصر الرئاسى، لبدء المباحثات مع نظيرته البرازيلية
ديلما روسيف.
وعلى غير المعتاد بالقصور الرئاسية بالعالم، تميز القصر الرئاسى البرازيلى
بالتصميم المعمارى، الذى يجعله دون أسوار حديدية تفصله عن الشوارع المحيطة
به.
وصرح مصدر دبلوماسى لـ"اليوم السابع" بأن تصميم القصر لن يمثل خطرا من
الناحية الأمنية، مؤكدا أن الرئاسة المصرية أكدت احترامها لخصوصية كل دولة،
مؤكدة ترحيبها بالاستقبال الرسمى، لافتا إلى أنه تم إجراء تعاون أمنى كبير
بين الجانبين المصرى والبرازيلى لتأمين زيارة أول رئيس مصرى تطئ قدماه أرض
العملاق اللاتينى.
وبحث الجانبان خلال القمة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها
والعمل على جذب الاستثمارات البرازيلية إلى مصر، ودفع التعاون فى المجالات
الاقتصادية والتجارية والارتقاء بالعلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات،
بما فيها التصنيع العسكرى وتنمية صناعة السيارات والطائرات.
كما تطرقت المباحثات إلى بحث سبل رفع معدلات الاستثمار والانطلاق إلى آفاق
واعدة لتطوير العلاقات بين الجانبين، وتطرقت المباحثات إلى بحث تطورات
الوضع الفلسطينى، ورحب الرئيس بموقف البرازيل المؤيد لحقوق الشعب
الفلسطينى، وتناولت المباحثات أيضا الأزمة السورية، والتأكيد على الموقف
المصرى الرافض لأعمال العنف فى سوريا، وتطرقت أيضا المباحثات إلى سبل
التوصل لتسوية الأزمة السورية.
وناقشت القمة العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
وبصفة خاصة قضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية
والأزمة السورية، والعمل على وقف نزيف الدم السورى وتطورات الملف النووى
الإيرانى، كما تم التطرق إلى موضوعات منها توسيع العضوية داخل مجلس الأمن
الدولى، فضلا عن العديد من القضايا الدولية.
وعقب المباحثات شهد محمد مرسى ورئيسة البرازيل التوقيع على ست اتفاقيات
ومذكرات تفاهم بين مصر والبرازيل فى العديد من المجالات وشملت مذكرات
التفاهم مجالات التنمية الزراعية والتعاون الفنى فى مجال الحجر الزراعى،
كما تم توقيع مذكرة تفاهم فى مجال الصحة والتوقيع على اتفاقية تعاون بين
مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية البرازيلية، وأخرى فى مجال التنمية
الاجتماعية، وأخرى فى مجال التعاون الفنى.
وأبدى الرئيس رغبة مصر فى التطلع إلى تعميق، وتوسيع مجالات التعاون بين
البلدين، فى ضوء العلاقات السياسية المتميزة، التى تجمع بين البلدين.
وقال مرسى، فى مأدبة الغداء، التى أقامتها رئيسة البرازيل على شرف الرئيس،
والوفد المرافق له: "إن تاريخ العلاقة بين مصر والبرازيل فيه من المعانى
والرموز، ما يُمكن البناء عليه، حتى يتسنى للأجيال القادمة أن تنظرَ بكل
زهوٍ إلى ما سوف نحققه".
وأضاف: "إننى لعلى ثقة من أنكم تحرصون مثلى على دعم وتطوير العلاقات بين
مصر والبرازيل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن موقف البرازيل
المُساند للشعب الفلسطينى الشقيق، الطامح إلى إقامة دولته المستقلة ذات
السيادة وعاصمتها القدس الشريف.. ودعمكم المستمر لمساعى الدول العربية نحو
تحقيق السلام الدائم والعادل والشامل فى منطقة الشرق الأوسط لهو محل احترام
شعوبها التى تعتز بصداقتكم ومواقفكم النبيلة".
وقال:" أود التأكيد مُجدداً على تطلعنا إلى استمرار التشاور والتنسيق فيما
بين بلدينا بما يكفل ترسيخ قواعد العمل المشترك من أجل تفعيل مبادئ العدالة
وإنفاذ الشرعية الدولية، دونما أدنى ازدواجية فى المعايير أو إهدار للحقوق
المشروعة".
وأوضح أن الثورة المصرية قد حملت فى طياتها، إضافةً إلى تحقيق الحرية
والديمقراطية والعدالة الاجتماعية تطلعات الانفتاح على العالم وإقامة
علاقات تعاون ومشاركة تقوم على الندية والمصالح المشتركة خاصةً مع الدول
الصديقة".
ولفت إلى أن حرصه على زيارة البرازيل جاء فى مرحلة تسعى فيها مصر إلى إعطاء
الأولوية لاستكشاف وتفعيل علاقات المشاركة مع الأصدقاء والشركاء فى
المجتمع الدولى"، مضيفا: "حرصى على زيارة البرازيل فى هذا التوقيت ليس بغرض
تحقيق مصالح اقتصادية وتجارية مشتركة فقط، إنما وبنفس القدر للاستفادة من
التجربة البرازيلية الرائدة فى مجالات اجتماعية واقتصادية مُتنوعة".
وتابع: "زيارتى إلى البرازيل تستهدف تحقيق قدرٍ مُتميزٍ من الشراكة
السياسية بين مصر والبرازيل.. والبناء على ما يمتلكه البلدان من قدرات
ومزايا نوعية، كلٌ فى إقليمِه وصولاً إلى مشاركة حقيقية ذات مضمون تعود
بالنفع على الشعبين المصرى والبرازيلى".
وتمنى مرسى للبرازيل النجاح والتوفيق فى استضافته كأس العالم لكرة القدم فى
العام القادم"، ودعا رئيسة البرازيل إلى زيارة مصر فى أقرب وقت.
وأكد الرئيس بدء تحقيق انطلاقة للتعاون مع البرازيل فى مجال البحوث الزراعية.
جاء ذلك أثناء زيارته الميدانية، التى قام بها إلى هيئة البحوث الزراعية
البرازيلية، واستمع إلى عرض قدمه موروكرينارو رئيس الهيئة، حول أنشطتها
ومركز الجينات والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية واستخلاص الطاقة من
الموارد الزراعية.
وشدد مرسى على حرصه من الاستفادة من التجربة البرازيلية فى تحسين جودة
وتنمية إنتاجية الرقعة الزراعية خاصة الموجة فى إنتاج الحاصلات الزراعية فى
مصر.
من جانبه استعرض رئيس هيئة البحوث التجربة البرازيلية فى زيادة الإنتاجية
الزراعية بدون التوسع فى الرقعة الزراعية، وكيف استطاعت البرازيل فى غضون
40 عامًا من دولة مستوردة للمواد الغذائية إلى دولة مصدرة لتلك الموارد
وخفض تكلفة المواد الغذائية إلى 50% منذ السبعينيات حتى الآن لتحسين مستوى
المعيشة وتخفيض مستويات الفقر.
وعلم "اليوم السابع" من مصادر دبلوماسية، أن الدكتور محمد مرسى سوف يلتقى
رئيس البرازيل لولا دا سيلفا السابق فى مطار برازيليا فى ختام زيارته إلى
العاصمة البرازيلية.
ومن المقرر أن يغادر الرئيس محمد مرسى العاصمة البرازيلية متوجها إلى
ساوبولو للقاء منتدى رجال الأعمال والجالية المصرية فى ختام زيارته
للبرازيل، والتى أجرى خلالها مباحثات مع نظيرته البرازيلية.
كما قام الرئيس مرسى بزيارة مقر البرلمان البرازيلى، والتقى رئيس مجلس
الشيوخ رينان كاييرو، والتقى رئيس مجلس النواب البرازيلى هنريك أدواردو
الفيس.
واستمع الرئيس مرسى إلى أسلوب وطريقة عمل البرلمان البرازيلى، كما تفقد مبنى البرلمان.
مصدر