الأزهريون يؤيدون استدعاء السفير الإسرائيلى
لإدانة الاعتداءات على القدس.. والجندى: صمت العرب مخجل.. والأوقاف: خصصنا
خطبة لانتهاكات إسرائيل.. "الإسيسكو": فلسطين تستحق وقفة.. وزلط: موقف
العزة والكرامة الخميس، 9 مايو 2013 - 05:37
الشيخ محمد حسين مفتى دولة فلسطين
كتب إسماعيل رفعت
فى الوقت الذى وقف العالم فيه يشاهد أبلغ الانتهاكات الأنسانية
والدينية التى طالت الزعامات الدينية فى القدس، ووصلت إلى اعتقال الشيخ
محمد حسين مفتى دولة فلسطين، طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،
ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، باستدعاء السفير الإسرائيلى على وجه
السرعة؛ لإبلاغه استهجان الأزهر الشريف للاستفزاز المتصاعد من جانب
الصهاينة، كما أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو
ـ بقوة، قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلى باعتقال مفتى القدس، ففى الوقت
التى تحركت مؤسسات بلا أجهزة تنفيذية وقفت دول ومؤسسات دولية مكتوفة
الأيدى.
قال الدكتور القصبى زلط؛ مستشار شيخ الأزهر وعضو مجلس الشورى، إن القدس هو
رمز كبير من رموز الإسلام له مكانة ومنزلة عظيمة، فلا يصح أن تنتهك ولا يصح
أن تهان والقيادات والزعامات التى تقوم على الأقصى لها نفس المكانة
وإهانتها تعد إهانة لجموع المسلمين.
مؤكدا على أن الأقصى مهد النبوات، ويستصرخ المسلمين إلى أن يتحدوا، مشيرا
إلى أن الأقصى ممثلا فى شيخه عندما يبادروا بهذا الاستنكار فإنما يمثلون
موقف الإسلام من القضية الفلسطينية، وما يتعلق بها من احتلال القدس
والاستيطان والاعتداء المتكرر على الآمنين.
وأضاف زلط، أن الأزهر الذى لا يمتلك قوة تنفيذية يفعلها فى قضية القدس،
عندما يتدخل بهذا الشكل فإنه يقصد بذلك أن يضع كل من له سلطة تنفيذية أمام
مسئوليته تجاه القضية الفلسطينية كلها وتجاه الاحتلال.
وطالب زلط، جموع المسلمين بأن يتحملوا مسئوليتهم تجاه المقدسات الإسلامية
التى لها مكانة ومنزلة، مطالبا المسلمين بالتوحد ضد هذه الهجمات الهمجية
على الأقصى وضد كل انحراف، معتبرا تصرف الأزهر هو تسجيل موقف العزة
والكرامة.
على الجانب الآخر اعتبر الدكتور صلاح الجعفراوى؛ المستشار الإعلامى للمنظمة
الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو، أن الأزهر كأكبر هيئة
دينية إسلامية فى العالم لها احترامها وتحركها بجهود شيخ الأزهر مشكورة
ومحل تقدير، متمنيا بروز دور الخارجية المصرية بقوة فى هذا الشأن طالما أن
الأمر وصل لهذه الخطورة.
مشيرا إلى أنه بالرغم أن الأزهر لا يملك أدوات تنفيذية قام بهذا الدور الذى
كان من المفترض أن تقوم به الدول العربية، حفظا لماء الوجه، مشيرا إلى أن
الإسيسكو يدفع أعضاءه لاتخاذ موقف يحفظ ماء الوجه ويوقف هذه الهجمات، مقللا
من دور ضغط المنظمة على إسرائيل لانعدام الصلة بين الجانبين وفقدان سبل
الضغط.
وأوضح الجعفراوى، أن مواقف دول الربيع العربى مخزية فلم تكن على المستوى
المطلوب لمعاناتها من الصراعات الداخلية ما بين السلطة والمعارضة، ووجود
بعض الموازنات الداخلية مع أمريكا وغض الطرف عن بعض الممارسات، وكان يجب أن
تعبر مواقف تلك الدول عن الشعوب التى قامت بالثورات والإتيان بالنظم
الحاكمة الحالية.
الشيخ الشحات محمد الجندى؛ الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشئون
الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، قال إن المشهد الحالى مخزى إزاء تلك
الاعتداءات على شخصية دينية ولا يوجد سبب لاعتقاله أو ملاحقته، خاصة وأنه
فى موقف جهادى ودفاع عن النفس فى أرضه المحتلة، مؤكدا على أن اعتقال مفتى
القدس جريمة ضد الإنسانية وخاصة أنه يمارس عمله ويدافع عن المسجد الأقصى فى
وطنه المحتل.
مضيفا أن موقف الأزهر هو أن يدق ناقوس الخطر للدول العربية والإسلامية
والعالم ككل حول ما آلت إليه القضية الفلسطينية وما تعانيه من انتهاك
إنسانى ودينى، وأن الأزهر خطى خطوة كبيرة ذات قيمة وطلب من الخارجية ذات
الصفة التحرك لردع هذا التصرف المتطرف الهمجى الذى هو ضد ميثاق الأمم
المتحدة ويحث الدول العربية للقيام بواجبها واستشعار دورها.
مؤكدا على أن صمت الدول العربية ملفت للنظر وغير لائق شكليا فى مواجهة دولة تتوسع كل يوم ولا تتوقف عن إضافة عدوان كل يوم.
على الجانب الآخر، قال الشيخ سلامة عبد القوى مستشار وزير الأوقاف، كنا
نتمنى أن يكون موقف الدول العربية أكثر قوة من ذلك، مشيرا إلى أن ما تفعله
إسرائيل الآن بمثابة بالون اختبار للرأى العام العربى تجاه تخطيط مسبق
للاعتداء على فلسطين وسوريا بعد أن قامت بالاعتداء الوقح على سوريا.
مضيفا أن وزارة الأوقاف، أصدرت بيانا بإدانة ذلك وسوف تدعم ذلك بتخصيص خطبة
الجمعة القادمة عن الجرائم الفلسطينية تجاه القدس والانتهاكات المستمرة
تجاه الأقصى، مطالبا كافة المؤسسات بأن يتعدى دورهم من البيانات إلى تفعيل
ذلك على أرض الواقع كما ستفعل وزارة الأوقاف.
مؤكدا على إيجابية دور الأزهر فيما قام به مطالبا كافة المؤسسات بتقديم شىء
على أرض الواقع من أجل فلسطين، مشيرا إلى أن تراجع الدور العربى تجاه
القضية أمر واقع يجب أن يتغير.
مصدر