"يهودية إسرائيل" و"مبادلة الأراضى" تضع
العرب فى مواجهة أمريكا.. الجامعة العربية ترفض الزج بها للاعتراف بيهودية
إسرائيل.. و"الفرا" ينفى لـ"اليوم السابع" عقد قمة عربية لتعديل مبادرة
السلام العربية الجمعة، 10 مايو 2013 - 16:34
السفير بركات الفرا مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية
كتبت آمال رسلان
يشهد الأسبوع المقبل مواجهة عربية أمريكية جديدة حول "دولة
فلسطين" فى إطار الزيارة المرتقبة التى سيقوم بها وزير الخارجية الأمريكى
جون كيرى للمنطقة، حاملاً فى جعبته مقترحات جديدة لإحياء المفاوضات
الفلسطينية الإسرائيلية، إلا أن تلك الاقتراحات التى سربت الصحف
الإسرائيلية جزءًا منها، قوبلت برفض مسبق من قبل الجانب العربى والفلسطينى.
ويحاول "كيرى" بشكل أساسى إدخال الجامعة العربية طرفا فى الأمر حتى تتبنى
المقترحات وتمنحها ثقلا عربيا وضمان تنفيذها، حيث نقلت مصادر إسرائيلية أن
المحادثات التى يجريها كيرى مع مختلف الأطراف الإسرائيلية والعربية، تستهدف
إطلاق مفاوضات على مسارين متوازيين فى الصيف المقبل، الأول بين إسرائيل
والفلسطينيين، والثانى بين إسرائيل والجامعة العربية، وتقوم أفكار كيرى على
تقديم الجانب العربى لتنازلات جديدة لحكومة بنيامين نتنياهو لإجبارها على
الانخراط فى مفاوضات مع الجانب الفلسطينى وتحريك المياه الراكدة، وتأتى أول
التنازلات من خلال الضغط على جامعة الدول العربية لحملها على الاعتراف
بيهودية الدولة وتعديل مبادرة السلام العربية وتضمينها بندا حول تبادل
الأراضى.
وأكدت الجامعة العربية رفضها التام لأى حديث عن يهودية الدولة، حيث قال
السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية فى تصريحات
لـ"اليوم السابع" أن قضية يهودية الدولة أمر لا يمكن على الإطلاق أن يُطلب
من أى فلسطينى أو عربى مهما كانت الجهة الطالبة، مؤكدا أن هذا يعنى ضررا
كبيرا للحقوق الفلسطينية.
وشدد "صبيح" على أن هذه المطالبات تهدف إلى التطهير العرقى وهذا لا يوافق
عليه أحد، لافتا إلى أن فلسطين أكدت على لسان رئيسها محمود عباس أبو مازن،
أنهم لن يوافقوا على هذا الطرح، وطالب إسرائيل قبل السعى للاعتراف بها
كدولة يهودية أن تعترف بحقوق الشعب الفلسطينى وتمنحه أرضه التى اغتصبتها
لقيام دولة فلسطين.
وأضاف الأمين العام المساعد أن هذا التفاف على القوانين الدولية والجامعة
العربية لا تقبل الزج بها فى هذا الأمر لأنه مرفوض قبل طرحه، وإذا أرادت
إسرائيل الاعتراف بيهوديتها فيكون ذلك بعد أقامة دولة فلسطين فلتذهب إلى
الأمم المتحدة فهى المختصة بهذا الشأن وليس الجامعة العربية.
وسيقوم الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن بزيارة الأسبوع المقبل
للقاهرة فى أعقاب لقائه المرتقب مع كيرى، وذلك بناءً على دعوة رسمية وجهها
له الرئيس محمد مرسى لبحث ملفى المصالحة واستئناف المفاوضات، حيث سيتم بحث
مجمل الأفكار التى تم نقلها خلال لقاء الوفد العربى فى واشنطن برئاسة وزير
الخارجية القطرى حمد بن جاسم وما تردد حول موافقة الجانب العربى على فكرة
تبادل الأراضى.
وتوقع مصدر دبلوماسى عربى عقد اجتماع قريب للجنة مبادرة السلام العربية،
بحضور أبو مازن للإطلاع على نتيجة تلك الزيارة وما سيطرحه كيرى خلال زيارته
للشرق الأوسط، مشددا على أنه إقرار عربى لمبدأ تبادل الأراضى، لافتا الى
أن هذا الأمر تم طرحه مسبقا على الجانب الفلسطينى خلال المفاوضات السابقة
وهو ليس بجديد، موضحا أن المبادرة العربية أقرت مبدأ انسحاب إسرائيل حتى
حدود 1967، إلا أن هناك مناطق لا يمكن الانسحاب منها لذلك تم طرح تبادل
الأراضى ولكن بنسبه طفيفة وأراضى متكافئة.
وفى نفس الإطار، قال السفير بركات الفرا مندوب فلسطين لدى جامعة الدول
العربية أن الموقف الفلسطينى واضح من قضية يهودية الدولة، فالاعتراف الذى
جرى فى اتفاق أوسلو تم بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل ونحن لا
نعترف بيهودية الدولة ولا علاقة لنا بهذا الأمر.
ونفى الفرا لـ"اليوم السابع" وجود أى طلب لتعديل مبادرة السلام العربية
قائلاً: "لم أسمع مطلقا بأن أحدا طلب من جامعة الدول العربية تعديل مبادرة
السلام العربية"، لافتا إلى أن تلك المبادرة تم إقرارها فى القمة العربية
ببيروت عام 2002 بعد أن قدمتها السعودية، ولذلك فأى تعديل يدخل عليها لابد
أن يتم فى إطار قمة عربية وهو غير وارد.
مصدر