بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
أولا: اعتاد الكافر قبل ارتكاب المجازر على دراسة ردات الفعل لحساب الربح والخسارة. امّا ردات فعل الحكام فلا يحسب الكافر حسابها لانّهم اذناب له، متآمرون متواطئون، او متعاونون معه داعمون له
وامّا ردات فعل الامّة فهي لا تخرج - منذ قرابة القرن من الزمان - عن مظاهرات عارمة ممتدة، او جمع للتبرعات والمساعدات الانسانية، او عمليات فدائية او استشهادية تودي بحياة بعض الجنود او تهدم بعض المباني او تفجر بعض الباصات او الطائرات
عندما يرتكب الكافر المجازر، فانّه يرتكبها لتحقيق اهداف استراتيجية يخطط لتحقيقها على مدى سنوات او عقود او ربما قرن من الزمان، لانّه يخطط لشعب او لامّة
ففي ميزان الربح والخسارة يجد انه يمكنه ارتكاب المجازر والجرائم دون خوف، باطمئنان كامل
ايها الاخوة: انّ اي عاقل يعلم علم اليقين انّ غزّة لا ينقذها الا جيش او جيوش، وان الاسير بحاجة الى التحرير، وليس الى النقود او الملابس او الغذاء، والتحرير الكامل لا تقوم به الا الجيوش
واجب الدفاع عن الامّم والشعوب، وواجب تحقيق مصالحها تقوم به الجيوش وليس ربات الخدور
الذي يواجه الدبابة الاسرائيلية يجب ان يكون دبابة مثلها او اقوى منها، جيش.. وليس صدر طفل اعزل
من الذي يقاتل المسلمين في العراق؟! الشعب الامريكي ام الجيش الامريكي؟!
من الذي يقاتل المسلمين في الشيشان؟! الشعب الروسي ام الجيش الروسي؟!
من الذي يتحرك لتحقيق مصالح فرنسا في افريقيا؟! عارضات الازياء الفرنسيات ام الجيش الفرنسي؟!
من الذي يجب ان يتحرك لانقاذ الاسرى المسجونين في سجن غزة الكبير؟! الاسرى انفسهم؟! ام المدنييون المقهورون العزّل في مصر او الاردن؟! ام الجيوش؟!
ان نصف الكلمة التي قالها حزب التحرير هي فقط ما يحقق فرض نصرة وانقاذ اهل غزة
وان كل ما سواها، وكل عمل لا يؤدي لتحقيقها، يغضب الله تعالى حتى لو كان جمعا للتبرعات مكتفيا بها
انّ وجه الله تعالى غاضب على الامّة، وعلى جيوشها حتى تتحرك التحرك الصحيح، وتنصر اهل غزة والعراق وافغانستان والشيشان وغيرها النصرة الحقيقية
ثانيا: ان استراتيجية (اسرائيل!) بعيدة المدى تقوم على فصل غزة عن الضفة واعادتها الى مصر، وتقوم على المماطلة في المفاوضات حول دولة الضفة لعشرات السنيين او العقود، مع استمرار تركيز المستوطنات وسرقة الارض وتهجير الناس، حتى اذا ما ماتت الاجيال، وتباعد الماضي، تكون قد اكملت رغبتها بابتلاع الضفة والحاقها بكيان يهود
اما امريكا فهي ترفض اعادة غزة الى مصر رفضا قاطعا، وترغب - دون تعجل - باقامة كيان عميل للفلسطينيين في غزة والضفة بحيث يكونان متواصلان جغرافيا باخذ ممر من (اسرائيل!) يصل بينهما
ولهذا، وعلى شدة عداء (اسرائيل!) لحماس، وللمسلمين جميعا، فانّها تحاول الاستفادة من انفصال غزة حماس عن ضفة فتح على افضل وجه يحقق لها مصالحها الاستراتيجية
لهذا تصر مصر على عدم فتح معبر رفح، وتصر (اسرائيل!) على الضغط على المسلمين في غزة واحراج مصر لفتح المعبر. وهذا ما قاله حسني العميل في خطابه، مسقطا اي احتمال للتلويح بقوة مصر، او طرد السفير (الاسرائيلي) او قطع الغاز الذي تبيعه لــ(اسرائيل!) بثمن بخس دراهم معدودة
امّا اين التقت مصالح أمريكا مع (اسرائيل!) حتى تؤيدها في مجازرها هذه تأييدا مطلقا؟! فانهما التقتا في ضرورة الضغط على حماس، وفي ضرورة تحطيم بنيتها العسكرية، وتحويلها الى كيان سياسي ضعيف كما فعلوا مع منظمة التحرير يوم قضوا على بنيتها العسكرية في لبنان وطردوها الى تونس منظمة سياسية هشّة
امريكا و(اسرائيل!) تعلمان علما يقينيا انّه لا يمكن القضاء على حماس، لانّ حماس فكرة، اسلام، لها تأييد
لهذا وجدتا الخيار الوحيد في اضعافها ومحاولة تحويلها الى منظمة سياسية هشّة
اضافة الى ذلك، فانّ حماس قد أخذت تتأقلم مع الوضع في غزة وتحقق شيئا من النجاح في ادارة شؤون الناس، وهذا امر لا تحتمله امريكا من صاحب لحية حتى لو كان وسطيا او براغماتيا
غير مقبول على امريكا ن تنجح المحاكم في الصومال او حماس في غزة او اي مسلم ملتزم في اية بقعة من الارض، غير مقبول وغير محتمل
لهذا كانت هذه المجزرة
ثالثا: مرّة اخرى تفشل امريكا في الاعتماد على يهود في تحقيق مصالحها، فــ(اسرائيل!) صارت كالعبد الذي اينما توجهه لا يأتِ بخير
فما حدث حتى الان لم يقض على الامكانيات الجهادية - على بساطتها - الموجودة في غزة عند حماس وعند غيرها
ولا بدّ من الهجوم البرّي اذا ارادوا تحقيق كامل الاهداف...
هنا.. يختلف العسكريون مع السياسيين في (اسرائيل!)
فعساكر يهود، اثارتهم رائحة الدمّ وحركت فيهم الرغبة الحيوانية بالمزيد.. والكافر باراك، يريد ان يثبت بانه ليس عمير بيريتس، وبأنّه قادر على تحقيق النصر، ووراءه بقية حشرات الجيش (الاسرائيلي!) الذين يريدون ردّ الاعتبار
بيما يخاف اولمرت، وليفني من تكرار سياريو جنوب لبنان
ولهذا نرى هذا التردد.. الجيش حشد قواته، وأعدّ آلياته.. والاوامر من المستوى السياسي لم تصدر بعد على ما يبدو..
وهنا تتدخّل امريكا، وتبدأ الاشارات تصدر من واشنطن بضرورة البحث عن هدنة بشروط؛ فأمريكا لا تريد هزائم جديدة لــ(اسرائيل!)
أمّا ما الذي سيحدث؟ وهل سيتمّ الهجوم البرّي ام لا؟
فالذي ارجّحه ان يتمّ هجوم برّي محدود لاحتلال شريط يتم اخلاؤه من الكائنات الحيّة، وقصف مركز من البحر، وكلّ ذلك لحفظ ماء الوجه، ولفرض شروط قاسية مرّة على حكام غزة
وتجارب الكفار اثبت انّهم كلّما ضغوا على حكام غزة اكثر، حصّلوا تنازلات اكبر..
رابعا: انّه لمما يدمي القلب ويحيّر العقل ان لا تكون الامّة الاسلامية طرفا في هذا الصراع
فهذه الامّة هي ثلث سكان الارض، ولديها معظم ثروات الارض، وتحت اقدامها جميع الممرات المائية والبرية الهامة في الارض، ولديها خمسة وستون بالمائة من شباب الارض، ولديها عقيدة واحدة هي عقيدة الاسلام
امّة كهذه يجب ان يكون وزنها ثقيلا في هذه المجرة فضلا عن الارض، فلماذا ليست طرفا فيه؟ ولماذا يكون تأثيرها صفرا مطلقا في اية قضية من قضايا العالم فضلا عن قضاياها هي؟!
لانّه ليس لها دولة مركزية تحمل عقيدتها، وتطبق نظامها، وتوحد صفوفها، وتدافع عنها، وترضي ربّها
بغير هذه الدولة لن تنصر غزة، ولن تنصر العراق، ولن تغاث امرأة مسلمة استصرخت حميّتكم ايها المسلمون فلم تجيبوها
هذا الخطاب، لماذا لا نسمعه من زعماء الحركات والعلماء؟! لماذا لا نسمعه في فضائية الاقصى؟! لماذا لا نسمعه من خالد مشعل في سورية؟ ولا حسن نصر الله؟
لماذا يهاجم حسن نصر الله مصر ولا يهاجم ايران؟! لماذا لا يطالب سورية بما يطالب به مصر؟
خامسا: انني ادعو الامّة للضغط على جيوشها لتهب لانقاذ المسلمين في غزة وغيرها فالامر لا يحتمل التأخير، والامر لا يحتمل الخطاب الدبلوماسي، بل لا بد من الصراحة الكاملة في الخطاب ولو كان في الفضائيات والاروقة الدولية والمحلية
كما ادعو جميع الحركات الاسلامية لتنفض عنها غبار الوسطية والسطحية وتعمل مع العاملين الجادين من شباب حزب التحرير لاقامة الخلافة الراشدة الثانية التي بها وحده نرضي ربنا ونقهر عدونا وننصر نبينا ونحفظ اعراضنا ونسترجع قدسنا
وهذا والله في مكنة المسلمين، فلقد بذلوا خلال العقود الماضية عشرات الملايين من الشهداء والضحايا في تحركات لولبية لا تنكأ عدوا ولا تحرر ارضا ولا تطعم جائعا
فمعا اخوة الاسلام نحو بناء دولة الخلافة، الامر يحتاج لساعات وليس لقرون اذا وضعتم ايديكم في ايدي العاملين الجادين..
فالى ذلك ادعو نفسي، والمسلمين جميعا، "والله غالب على امره، ولكنّ اكثر الناس لا يعلمون"
http://www.alokab.info/forums/index.php?showtopic=37776&st=0&p=225803&#entry225803