emas alsamarai
رائـــد
الـبلد : المهنة : كان يا ما كان المزاج : سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم التسجيل : 11/03/2013 عدد المساهمات : 930 معدل النشاط : 958 التقييم : 101 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: الخليفة العباسي هارون الرشيد ...وعصره الذهبي. الأربعاء 15 مايو 2013 - 22:16 | | | هوهارون الرشيد بن محمد المهدي هو الخليفة العباسي الخامس، يعتبر من أشهر الخلفاء العباسيين.حكم بين عامي 786 و809 م.ولد (حوالي سنة 763م في مدينة الري وتوفي سنة 809م في مدينة طوس (مشهد اليوم).وهو أكثر الخلفاء العباسيين ذكرا في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانية على عهد الامبراطور شارلمان التي ذكرته باسم Aron، والحوليات الهندية والصينية التي ذكرته باسم Alun, أما المصادر العربية فقد أفاضت الكلام عنه حيث صور بالخليفة الورع المتدين الذي تسيل عبراته عند سماع الموعظة والمجاهد الذي أمضى معظم حياته بين حج وغزو, فكان يحج عاما ويغزو عاما, وانه أول خليفة عباسي قاد الغزو بنفسه, وقد نقل ابن خلكان أن الرشيد قد حجّ تسع مرّات وكان يصلي في اليوم مائة ركعة, كذلك كان يصور بصورة الخليفة الحذر الذي يبث عيونه وجواسيسه بين الناس ليعرف أمورهم وأحوالهم, بل كان أحيانا يطوف بنفسه متنكرا في الأسواق والمجالس ليعرف ما يقال فيها، ويعتبر عصره العصر الإسلامي الذهبي. حياته قبل الخلافة:-هارون الرشيد هو ابن الخليفة محمد المهدي من زوجته الخيزران بنت عطاء التي كان لها نفوذ كبير في الدولة, ولد هارون في مدينة الري سنة 763 م كان والده واليا على المدينة, نشأ في صباه مع أخيه موسى الهادي في بغداد وعاش في قصر الخلافة في رعاية جده عاما قبل أن تنتقل أسرته إلى قصرها الجديد قرب الرصافة في الجانب الشرقي من مدينة بغداد أشرفت على تربيته اسرة البرامكة الفارسية التي كان لها روابط وثيقة بأسرة الخلافة وعائلة المهدي, وتلقى تعليمه على يد العالم علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي عالم النحو المعروف بالكسائي الذي ظل معه حتى وفاته ثم صار أيضا معلما للأمين ابن الرشيد كما تولى تربيته وتعليمه أيضا المعلم المفضل الضبي الذي صنف للمهدي كتاب "المفضليات .وفي عام 158 هـ توفي أبو جعفر المنصور وأصبح المهدي في منصب الخلافة ودفع بابنه هارون للتدرب على الفروسية والرمي وفنون القتال, وعندما أصبح هارون شابا يافعا عينه والده قائدا في الجيش الذي يضم العديد من القواد الكبار وأمراء الدولة وكان عمر هارون وقتها لا يتجاوز الخمس عشر عاما, وخرج الجيش عام 163 هـ إلى أراضي الروم وتوغل فيها وأظهر هارون براعة في قيادته وحاصر قلعة رومية اسمها "سمالوا" ثمانية وثلاثين يوما حتى انتها الأمر بفتحها, وعاد الرشيد بالجيش سالما محملا بالغنائم فاستقبله أهل بغداد وكافأه المهدي بتوليته بلاد المغرب وأذربيجان وأرمينية. لكنه اشتهر بشهرة كبيرة بين الأوساط الشعبية وذلك بعد الحملة العسكرية التي قادها ضد الامبرطورة البيزنطية ايرين ووصل فيها إلى أبواب القسطنطينية, وفي خلال هذا الوقت تزوج هارون ابنة عمه زبيدة بنت جعفر والتي أنجب منها هارون ولده محمد الأمين, أما ابنه الثاني عبد الله المأمون فقد ولد من جارية فارسية اسمها مراجل. وعاد هارون من تلك الغزوة إلى بغداد وقد فرح المهدي بانتصار ابنه وأطلق عليه لقب الرشيد وأخذ له البيعة كولي للعهد بعد أخيه الأكبر موسى الهادي فأصبح هارون الرشيد ولي العهد الثاني. توليه للخلافة:- بويع الرشيد بالخلافة في (14 ربيع الأول 170 هـ/14 سبتمبر 786 م)، بعد وفاة أخيه موسى الهادي، وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف متباعدة تمتد من وسط آسيا حتى المحيط الأطلسي، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحاسمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الاتصال صعبة، ومتابعة الأمور شاقة. تولية الحكم بتولي الرشيد الحكم بدأ عصر زاهر كان واسطة العقد في تاريخ الدولة العباسية التي دامت أكثر من خمسة قرون، إرتقت فيه العلوم، وسمت الفنون والآداب، وعمَّ الرخاء ربوع الدولة الإسلامية. ولقد أمسك هارون الرشيد بزمام هذه الدولة وهو في نحو الثانية والعشرين من عمرهِ، فأخذ بيدها إلى ما أبهر الناس من مجدها وقوتها وأزدهار حضارتها.
- أصدر الرشيد عند توليه الخلافة عفوا عاما أمن كل من كان هاربا أو مستخفيا عدا بعض الزنادقة.
- كما استعمل الرقة عاصمة لهُ بين عامي 799 و800
- وأنشأ بمايعرف ببيت الحكمة في بغداد زودها بأعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات من مختلف بقاع الأرض. وكانت تضم غرفًا عديدة تمتد بينها أروقة طويلة، وخُصصت بعضها للكتب، وبعضها للمحاضرات، وبعضها الآخر للناسخين والمترجمين والمجلدين. كما تمت في عهده أول ترجمة إلى العربية لأشهر كتاب علمي عرف في التاريخ وهو "كتاب الأصول (الأركان) في الهندسة والعدد لإقليدس . وتطورت العلوم خصوصًا الفيزياء الفلكية والتقنية، وابتكرت عدد من الاختراعات كالساعة المائية .كما أنشيء في عهده أول مصنع للورق ببغداد سنة 795 م وصار سوق الوراقين لاحقا الذي يضم مئات الحوانيت التي تبيع السلع الورقية الفاخرة مفخرة عاصمة العباسيين وكان ورق بغداد يقدر تقديرا عاليا في المنطقة حتى ان بعض المصادر البيزنطية تسمي الورق بصحف بغداد (Bagdatixon) في ربط مباشر بينه وبين مدينة بغداد.اهتم هارون الرشيد بالإصلاحات الداخلية فبنى المساجد الكبيرة والقصور الفخمة وفي عهده استعملت القناديل لأول مرة في إضاءة الطرقات والمساجد. اعتنى الرشيد أيضًا بالزراعة ومأسسة نظامها، فبنت حكومته الجسور والقناطر الكبيرة وحفرت الترع والجداول الموصلة بين الأنهار، وأسس ديوانًا خاصًا للإشراف على تنفيذ تلك الأعمال الإصلاحية، ومن أعماله أيضًا تشجيع التبادل التجاري بين الولايات وحراسة طرق التجارة بين المدن، وقد شيّد مدينة الواقفة قرب مدينة الرقة على ضفاف الفرات لتكون مقرًا صيفيًا لحكمه. و غدت بغداد قبلة طلاب العلم من جميع البلاد، يرحلون إليها حيث كبار الفقهاء والمحدثين والقراء واللغويين، وكانت المساجد الجامعة تحتضن دروسهم وحلقاتهم العلمية التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا، من حيث غزارة العلم، ودقة التخصص، وحرية الرأى والمناقشة، وثراء الجدل والحوار. كما جذبت المدينة الأطباء والمهندسين وسائر الصناع. وكان الرشيد نفسه يميل إلى أهل الأدب والفقه والعلم، حتى ذاع صيت الرشيد وطبق الآفاق ذكره، وأرسلت بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطهِ تخطب وده، وتطلب صداقته. أسرته:-تزوج الرشيد زبيدة بنت جعفر وهي ابنة عمه ورغم أن الرشيد قد تزوج أكثر من امرأة إلا أن زبيدة كانت المتربعة على عرش قلبه, ومن زوجاته أيضا أمة العزيز وأم محمد ابنة صالح المسكين بنت عمه سليمان بن أبي جعفر وتزوج أيضا ابنة عبد الله التي تعود بالنسب إلى عثمان بن عفان وتلقب الجرشية لأنها ولدت بجرش باليمن, ومن زوجاته أيضا عزيزة بنت صالح وهي بنت خاله أخو أمه الخيزران. هذا بخلاف الجواري ملك اليمين، حيث كان وجود الجواري والحظايا أمرا معروفا في ذلك الوقت وخاصة عند الملوك والأمراء وكبار القوم.
ولد لهارون الرشيد عشرة أبناء واثنتا عشر بنتا أما الأبناء فهم: محمد الأمين من زوجته زبيدة, وعبد الله المأمون من جارية فارسية اسمها مراجل, والقاسم بن الرشيد وأمه قصف, وأبو إسحاق محمد المعتصم بالله ووالدته تركية اسمها ماردة خاتون, وعلي من زوجته أمة العزيز, وصالح من جارية اسمها رثم ومحمد أبو يعقوب ومحمد أبو عيسى ومحمد أبو العباس ومحمد أبو علي وهؤلاء من أمهات أولاد. أما بنات الرشيد فهن : سكينة أخت القاسم، وأم حبيبة أخت المعتصم من ماردة خاتون, وأروى وأم الحسن وحمدونة وفاطمة وأمها عفص, وأم سلمة وخديجة وأم القاسم رملة وأم علي وأم الغالية وريطة وكلهن من أمهات أولاد اهتمامه بالعلماء والأدباء :
جابر بن حيان نال دعم الرشيد وأسس وطلابه منهج التجربة في العلومكان الرشيد مثقفا ثقافة عربية واسعة وكان يملك أدبا رفيعا وتذوقا للشعر واللغة لذلك قيل: كان فهم الرشيد فهم العلماء. وكانت مجالسه تملأ الشعراء والعلماء والفقهاء والأطباء والموسيقيين,وكان كثيرا ما يناقش العلماء والأدباء, كذلك كان ينقد الشعر والشعراء. كان يقول: " البلاغة التباعدعن الاطالة, والتقرب من معنى البغية, والدلالة بالقليل على المعنى. قال عنه الذهبي: "و كان يحب العلماء, ويعظم حرمات الدين, ويبغض الجدال والكلام, ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه لاسيما اذا وعظ" ويقول الخطيب البغدادي: "و كان يحب الفقه والفقهاء, ويميل إلى العلماء"ومن أشهر الأدباء الذين عاصروا الرشيد وحضروا مجالسه الشاعر الكبير أبو العتاهية وأبو سعيد الأصمعي. ومن علماء الدين الذين عاشوا في عصره الامام الشافعي صاحب المذهب الشافعي والامام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي في الفقه الذي التقى بالرشيد حين قصد الخليفة منزله بالمدينة المنورة وقرأ عليه الامام كتاب الموطأ . وعلى الصعيد العلمي دعم الرشيد عالم الكيمياء المشهور جابر بن حيان وأسس وتلامذته منهج التجربة في العلوم. خاتمة الرشيد :
كان الرشيد رغم كل هذه الأعمال العظيمة التي قام بها يشعر في قرارة نفسه بقلة الحيلة أمام المنافسات والتيارات الخفية في داخل مملكته وأن نكبة البرامكة لم تكن حلا للموقف, فهناك ولداه الأمين والمأمون يضمران النقمة لبعضهما البعض، ومن ورائهما حزبا العرب والعجم ينتظران خاتمة الرشيد ليستأنفا نضالهما من جديد، لذلك كان الرشيد في أواخر أيامه وحيدا حزينا يخفي علته عن الناس، إذ يؤثر عنه أنه كشف عن بطنه لأحد أصدقائه فاذا عليها عصابة من حرير ثم قال له: " هذه علة اكتمها عن الناس كلهم وكل واحد من ولدي على رقيب وما منهم أحد الا وهو يحصي أنفاسي ويستطيل دهري" و اشتدت العلة بالرشيد وهو في طريقه إلى خراسان للقضاء على ثورة رافع ابن الليث وتوفي بمدينة طوس (مشهد الحالية في شمال شرق إيران) ودفن بها في جمادى الآخر في سنة 193 هـ (809 م). ذكر العلامة سالم الالوسي، ان الرئيس احمد حسن البكر في بداية حكمه، طالب إيران باسترجاع رفات الخليفة هارون الرشيد، كونه رمز لبغداد في عصرها الذهبي، وذلك بدعوة وحث من المرحوم عبد الجبار الجومرد الوزير السابق في عهد عبد الكريم قاسم، ولكن إيران امتنعت ،وبالمقابل طلبت استرجاع رفات الشيخ عبد القادر الكيلاني ،كونه من مواليد كيلان إيران ،وعندها طلب الرئيس من العلامة مصطفى جواد ،بيان الامر ،فاجاب مصطفى جواد : ان المصادر التي تذكر ان الشيخ عبد القادر مواليد كيلان إيران ،مصادر تعتمد رواية واحدة وتناقلتها بدون دراسة وتحقيق ،اما الاصوب فهو من مواليد قرية تسمى (جيل) قرب المدائن ،ولاصحة كونه من إيران أو ان جده اسمه جيلان، وهو ما اكده العلامة حسين علي محفوظ في مهرجان جلولاء الذي اقامه اتحاد المؤرخين العرب وكان حاضرا الالوسي أيضا سنة 1996،وفعلا اخبرت الدولة الإيرانية بذلك ولكن بتدخل من دولة عربية ،اغلق الموضوع .ويرى عدد من المؤرخين والمستشرقين ان قبره ما زال موجودا، ويسمى بالهارونية في طوس (مشهد) وهو ليس مدفون مع ضريح علي بن موسى الرضا (رض)، ولكن قبره هو مايسمى اليوم ضريح ابن سينا . المصادر:
- تاريخ الخلفاء للسيوطي.
- تاريخ الإسلام للذهبي.
- سير أعلام النبلاء للذهبي.
- كتاب الدولة العباسية للدكتور عطية القوصى بجامعة القاهرة - كلية الآداب - قسم التاريخ.
|
|