أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: اللواء / عمر أحمد محمد تولا " بطل من بلادى " السبت 11 مايو 2013 - 9:36
* سلفاكير قاد معركة (رومبيك).. وقبعته كانت شاهداً على ما حدث.. * "دايما بدي العدو الحجم الحقيقي بتاعو عشان أنا أرصد ليهو القوة المقابلة.. * كنا نشتم في أجسادنا رائحة الموت.. من الأعداد المهولة للقتلى.. *عندما إنفصل الجنوب.. أحسست أني فقدت عضواً من جسدي.. *قال لي الشهيد الزبير: "ظهري نقّالتك يا عمر" * حاصل على سام الشجاعة الدرجة الثانية جمهورية مصر العربية
هذا الحوار تذكيراً بأهل الفضل وتخليداً لقيم البسالة في المجتمع وهي سعادة لا تحدها حدود أن نجلس ونستمع إلي شخص كاللواء عمر تولا الذي حمل روحه علي كفه يوماً ما في أحراش الجنوب وأدغال رومبيك وما أدراك ما رمبيك.
فقد جزءً عزيزاً من بدنه فديً لهذا الوطن الغالي وقضي عمره في الخنادق دفاعاً عنه دون منّ علي أحد .
تري اليقين حين تلتقيه صابراً علي ما أصابه يتكلم بثقة وتواضع جم عن الأمس الحافل البطولات والأمجاد.
بطاقة تعريفية
اللواء ركن معاش عمر أحمد محمد تولا من مواليد أمدرمان 1949 مدرسة الكتياب الأولية، ثم حي العرب الوسطى ثم المؤتمر الثانوية، ومنها إلى الكلية الحربية الدفعة 23 .
دخلت إلى الكلية الحربية في العام 1969 وتخرجت في العام 1970م ثم نقلت لسلاح المدفعية في عطبرة وبقىت هناك حتى العام 1983م .طيلة تلك الفترة كان في سلاح المدفعية، تنقلت في كل أنحاء السودان، وعملت معلماً للطبوغرافيا والخرائط. بعدها تحصلت على الماجستير من كلية القادة والأركان في العام 1986م .
شاركت في عدد من الدورات داخل وخارج السودان ثم نقلت بعدها لفرع الإحصاء لفترة وجيزة، وعملت ضمن في الجبهة المصرية خلال حرب 1973م وما بعد 73 في منطقتي السويس وبير عُديب على البحر الأحمر ثم انتقلت إلى منطقة بحر الغزال العسكرية حيث عملت في بحر الغزال حتى العام 1990 م .
أعتقد أن وجودي في المدفعية كان له الأثر علي تكوين شخصيتي، لأن المدفعية من وحدات الجيش المعروفة بالإنضباط والتفاني في الأداء.
عملت رئيساً لشعبة التدريب في منطقة بحر الغزال العسكرية ثم قائداً لقوات لهيب الحق المتجهة إلي رمبيك لاستلام قيادة الحامية وكان القائد حينها العميد محجوب أحمد محمد وكنتُ وقتها برتبة العقيد .
قضيت في منطقة رمبيك حوالي سنة وكان هذا قبل ثورة الانقاذ الوطني وكان الجيش السوداني يعيش في أصعب حالاته وكنا نقاتل في أصعب الظروف ورغم هذا لم تتخاذل القوات المسلحة ولم تنكسر وكانت تقاتل بأظافرها علماً بأن قوات التمرد كانت تتلقي دعماً عسكرياً ولوجستياً وكل عمليات الاغاثة بشريان الحياة كانت تحت إمرة التمرد بدليل أني كنت متحركاً من واو إلي رمبيك وهي علي بعد 187 ميل فوصلت خلال شهر وكان الجيش يؤجر عربات مدنية خربة وكنا نعاني من الأمطار ونسير كيلو واحد فقط في يوم كامل ورمبيك كانت تعتبر من أخطر المناطق في بحر الغزال لأنها تعتبر القيادة الروحية لقبائل الدينكا.
* معركة (رومبيك) من المعارك المشهودة التي خاضتها القوات المسلحة.. كيف كانت تفاصيل المعركة؟
- قبل بداية العمليات شعرت بحركة غير عادية من إتجاه منطقة يرول، وكان الخوارج وقتها يرتبون لجعلها منطقة انطلاق وكانت أعدادهم مهولة وتفوق أعدادنا كثيراً لذا طلبت من القيادة في الخرطوم قصف يرول، وفعلاً تم القصف. وأذكر أنني كنت أستمع باستمرار لإذاعة الحركة الشعبية، واستنتجت من خلال إذاعتهم أنهم سيردون علي ضرب يرول ففرغت قواتي وبدأنا إعداد الذخائر والمؤن لمعركة نحسبها آتية لا ريب، وفعلاً صدق حدْسِي وعرفنا أن قوات الحركة حشدت قواتها واستعدت للهجوم..
* ماهي الخطة التي إعتمدتها لمواجهة هذا الهجوم؟
كانت خطتي تهدف للتمسك بالدفاعات حتي النهاية، وفي هذه المعركة اتبعنا أسلوب ضبط النيران والضرب في مدى 200 متر (One Man One Shot) وبدأ الهجوم في الثامنة مساء في 5 نوفمبر 1989 وفي صباح اليوم التالي وجدنا أعداداً ضخمة من جيش المتمردين قتلى أمام الخنادق وكان مشهداً عجيباً . وكان في الموقع الذي كنت فيه ــــ وهو موقع الرئاسة ــــ ما لا يقل عن 300 جثة وموقع آخر لا يقل عن 200 جثة وفي موقع المديرية عدد يقترب من هذا أو يفوق وهكذا..
* كيف يمكن أن تصف هذا المشهد؟
كانت هذه الأحداث بعد أشهر من ثورة الانقاذ وكان المشهد بالضبط "كأن الواحد في جسمو بتشم ريحة الموت من كترة الجثث المنتشرة حول مواقعنا" ...
* ماذا بعد هذا الإنتصار؟
بعد ذلك اعتبرنا أن هذا الإنتصار هو بداية الغيث، أردنا تحريك قواتنا من موقع إلى موقع .. يعني "كنت بدعم الموقع البشن هجوم كنت بسحب مدرعات من موقع بوديها موقع تاني والخوارج استولوا في هذه المعركة علي إحدي دباباتنا وقتلو سائقها" ..
*كيف كنت ترى قوة الجيش الشعبي في ذلك الوقت؟
من الأخطاء التي يقع فيها كثيرون.. تقليلهم من قدرة الحركة الشعبية العسكرية، وكنت أقول دائماً: لكي نمتلك القدرة للتعامل مع العدو كعسكري، أولاً يجب أن ندرس موقف قواتنا و قوات العدو .. "انت لازم تكون أمين جداً في الحديث عن قوات العدو عشان تقدر تقدّر حجم القوة في مقابل قوات العدو وأنا دايماً كنت ما بحقر من العدو .. دايماً بدي العدو الحجم الحقيقي بتاعو عشان أنا أرصد ليهو القوة المقابلة" ..بعد الهجمة الأولي توقعت أن هناك قتالاً سيحدث وستكون دبابتنا التي أخذها الخوراج ستشارك في هذا الهجوم وقد كان .. والذي جاء يقودها سلفاكير ميارديت وكان برتبة عقيد.. وكانوا يسمون الحملة بإسم (كون انونق)..
* ماذا يعني هذا الإسم؟
هو اسم لأكبر (كجور) في قبائل الدينكا ..بعد سماعنا لصوت المدرعة، ما كان مني إلا أن أتحرك للموقع (المدرسة) وأمرت بأن تُستخدم فقط الاسلحة (م.د) ولا يتم اطلاق للنار إلا بتعليمات مباشرة مني شخصياً.. وفعلاً عندما أصبحت الدبابة في مرمى اسلحتنا أمرت الجنود بالضرب.. وتمت إصابة الدبابة، وللحقيقة تتميز هذه المدرعة وهي (دبابة امريكية ) يصعب اختراقها بالأسلحة العادية لكن بمجرد ان تُصاب ينفصل التيار الكهربائي. وهذا معروف بالنسبة لنا، وهم لا يعرفون ذلك. بمجرد أن تعطلت الدبابة نزل منها سلفاكير (جارياً) ليسقط وينهض ثم يختفي في داخل الغابة، وأذكر أن قبعته سقطت منه وأحضرها العساكر، وتم تسليمها لأخواننا في الإستخبارات وأردف (ضاحكاً): " ما عارف ادوها ليهو ولا.. لا ".
* حدثنا قليلاً عن (رومبيك)..؟
رومبيك نقطة نعتبرها (ترمومتر) لقياس الصراع في بحر الغزال "يعني البستلم رمبيك بكون مسيطر على بحر الغزال كلها" ..فعلاً بعدنا بسنة أو سنتين شنّ الجيش الشعبي هجوماً على رومبيك.. وأنا لم أكن موجوداً في ذلك الوقت، لأني كنت أتعافى من الإصابة في لندن. العمليات في هذه المنطقة استمرت حوالي شهر. قواتنا في واو طلبت دعم لذا تحركت قوات الدعم التي طلبتها من وزير الدفاع وفعلا وصلتنا في زمن قياسي جداً في خلال 15 يوم..
* لم تُخبرنا بقصة إصابتك في هذه المعارك.. ؟
في إحدى هذه العمليات كنت أنا والعقيد إبراهيم حسن جلال الدين وكان أمامي حرسي الشخصي برتبة رقيب علي ما أذكر وكان يسبقني بـ( 10 او 15 ) خطوة فجأة انفجر به لغم أرضي، وبُترت رجله، إندفعت نحوه وقبل أن أصله إنفجر بي (لغم) استشهد وقتها الرقيب، وتم إسعافي سريعاً..
* ما حجم الاصابة التي تعرضت لها؟
أُصبت في الرجل اليمني وبُترت تحت الركبة وفُقِئت العين اليمنى وفقدت الإبصار في العين اليسرى، وإصابات بسيطة متفرقة في الجسد، ظللت موجوداً في المنطقة حتى إرسال البديل، وتم ترحيلي إلى واو ومنها لمطار الخرطوم وكان في إستقبالي (سيادتو) حسان عبد الرحمن رئيس هيئة الأركان وقتها وسيادة اسحاق والشهيد الزبير وكل هيئات القيادة وعدد كبير جداً من القادة ، و سافرت إلى بريطانيا خلال 10 يوم.
* ماهي قصة كاكوم؟
كاكوم هو زميل لنا من الضباط إستلم الحامية من بعدي عندما تحركت سنة 1990 ولم أقم بتسليمه مباشرة، حيث كنت في حالة أقرب لفقدان الوعي لمرحلة طويلة . وأنا اصبت شهر 11 او 12 شهر والاخلاء تم شهر 1 تقريبا 3 شهور تقريبا.. وطلبت القيادة العامة لاخلائي من رومبيك عبر (واو ) ثم الخرطوم.. رفضت ذلك لكي لا يتم قصف الطائرة وإهداء نصر للخوارج "يعني على اساس انو انا زول واحد ح اموت انا ويموت الطيار فطلبت انو الطائرة ما تجيني.. حتنضرب .. طبعا عندهم مدافع للجو مثل الزو وهذه بتصيب على بعد 12 كيلو فمهما عملت اجراءات تأمين يعني ما بتضمن السلامة بتاعتك ".
* أنت القائل : "خنادقنا مقابرنا" ماهي قصة هذه العبارة؟
هي عبارة قلتها عبر الرسالة الأولى التي أرسلتها في صبيحة المعركة : (الله اكبر الله أكبر قبورونا الخنادق سلاحنا الايمان درعنا حب الوطن حققنا النصر للسودان في عهد الإنقاذ) .
* ماهي الأنواط والأوسمة التي نلتها؟
أحمل إثنين من أوسمة الشجاعة , وسام الشجاعة درجة أولى القوات المسلحة السودانية ووسام الشجاعة الدرجة الثانية جمهورية مصر العربية خلال فترتنا في جبهة القتال في السويس.. بحمل وسام الخدمة الطويلة ووسام الصمود ووسام الجمهورية ووسام النصر ضمن الأوسمة الأخرى.
* كيف ترى القوات المسلحة الآن؟
"والله أنا بفتكر أن رحم القوات المسلحة رحم ولود.. أمامنا ناس مشوا وجئنا نحن ومشينا وسيأتي خلفنا آخرون . وأتمنى أن تكون نفس الروح من التماسك والتفاني في أداء الواجب الذي يُعتبر سمة من سمات القوات المسلحة وأفرادها على مر الدهور والأزمان يعطون بدون توقع المقابل . أتمنى أن تكون روح التعاون هي الروح السائدة في القوات المسلحة "
* هل تقابلت مع الشهيد الزبير ؟
والله طبعاً الشهيد الزبير أنا أعرفه قبل ما يستشهد وأذكر أني كنت قادم من بحر الغزال لحضور مؤتمر لشعبة العمليات لكل المناطق العسكرية....والشهيد الزبير كان ممثل منطقة جبل أولياء وكان برتبة العميد و كنت برتبة عقيد وبالصدفة كان يجلس بجانبي في طاولة الاجتماعات و كانت أول مرة التقي به. وأتذكر وأنا قادم من رمبيك وأنا مصاب في الطائرة و الناس ينادون( النقالة.. النقالة) قال لي الشهيد الزبير (يا عمر نقالتك ضهري..) وهذه من المواقف التي لا أنساها.. رحمة الله عليه.
* هل تقابلت مع السيد رئيس الجمهورية؟
والله السيد الرئيس في نفس ذلك الاجتماع كان يأتي ويسأل عن بعض الأخوان، وكان يقف معنا في فترة الإستراحة بين الاجتماعات ويسأل عن بعض الاخوان ولاحقاً اكتشفنا أن الذين كان يسأل عنهم هم أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين نفذوا الإنقلاب في 89.. بعد ذلك تقابلت معه في لندن ، ومن المواقف الطريفة أن رئيس جريدة القدس العربي عبد البارئ عطوان زارني و وطلب موعداً لمقابلة السيد الرئيس ، وتمت دعوتنا للعشاء وكان عبارة عن فول وطعمية وبيض، عبد البارئ قال لي بعدها: والله يا سيادة العقيد رئيسكم دا صحابي.. يعني رئيس جمهورية عربي في لندن يتعشي فول وطعمية فقلت له: "طيب لماذا تسأل أسئلتك ؟ قال لي ما شعرت انو في داعي".. حدث هذا في سنة 90 او91 طبعا بعد ما أكملت علاجي تم تعييني مساعد ملحق في السفارة السودانية في بريطانيا.
* ماذا كان رأيكم في التغيير الذي حدث في عشية الإنقلاب الذي نفذه الجيش في الخرطوم؟
طبعاً التغيير بدأ قبل بداية العمليات....الانقاذ استلمت السلطة في شهر 6 والهجوم كان في شهر 10 أنا استلمت من أخونا محجوب وكان هنالك قوتي وقوة محجوب وكنت أسمع في الراديو أن هنالك تغيير حدث في السودان، وكان الإرسال ضعيفاً وإستطعت تمييز بعض أسماء القادة عمر حسن أحمد البشير ابراهيم نايل إيدام صلاح كرار. وفي ذلك الوقت لم يكن لدينا خلفية عن الثورة وعن وقضيتها ولم تكن الصورة واضحة لأنها في بدايتها...وطلب منا أن تُدلي حامية رمبيك بموقفها نحو التغيير في الخرطوم اجتمعت أنا ومحجوب وتحدثنا مع بعض وقررنا أن نرسل برقية تؤيد التغيير وقمنا بجمع القوات وأخبرناهم بما حدث.
* من خلال رؤيتك.. أنت عشت في الجيش قبل 89 وخبرتك كمراقب بعد 89 هل تغيرت أوضاع الجيش؟
هنالك أشياء جيدة وفي أشياء يعني وأخرى سالبة.. من الأشياء الإيجابية اعتقد أن هناك تحديث كتير جداً " يعني زمان لو طلبت ذخيرة .. دي كانت حاجة شبه مستحيلة" وكنا في السابق نقوم بتأجير العربات المدنية للطوف العسكري..دي بقت مافي يعني زمان العسكري بدون مؤاخذة لا يجد البوت الذي يلبسه دي الآن أصبحت متوفرة".. كذلك من الأشياء الأساسية للجندي هو السلاح في السابق كان هنالك مشاكل .. طبعا في الإنقاذ بقى الجيش يتأثر بالتوجهات السياسية في الدولة تؤثر كتير في القوات المسلحة ودي قد تكون خلقت بعض المفارقات في القيادات في القوات في نوعية القوات..لأن الجيش يعتمد علي الضبط والربط والتلقائية في تنفيذ التعليمات .
*منذ بداية التمرد في العام 1955 لايوجد منتصر كامل ولا مهزوم وانتهت المسألة بنيفاشا 2005 .. انت في وجهة نظرك الحرب بين السودان وجنوبه تحسم بماذا هل الحرب ممكن تحسم المشاكل؟كيف ترى الحرب بشكل عام ؟
القصد من الحرب.. أي حرب إفقاد الطرف الآخر القدرة علي القتال أو الرغبة في استمرار القتال ، و أي حرب فيها تفاوض.. منذ الحرب العالمية الأولي والثانية وأكتوبر وما بعدها أي حرب في النهاية مفروض يكون فيها اتفاق. لكن عندما تشن الحرب لتحسين موقفك التفاوضي وتجبر الطرف الآخر علي القبول بالتفاوض. القوات المسلحة منذ اتفاقية 72-73 القوات المسلحة كانت تحقق انتصارات كبيرة جداً وقبل اتفاقية نيفاشا كل المدن الكبرى في الجنوب كانت تحت سيطرة القوات المسلحة وكنا نتحرك من واو الي أويل ومن واو إلي قوقريال ومن واو إلي راجا كل حدود منطقتي مسيطر عليها.
* ماهي الأشياء التي تحقق الإنتصار؟
توزيع وانتشار القوات يجب أن يعاد بما يحقق السيطرة. الاستفادة من عناصر وأفراد الجيش والأمن المعاشيين المقيمين في المنطقة واعتبارهم مراكز استخبارية متقدمة . شعرت أن وجود ولايات مثلاً هذه شمال كردفان وهذه جنوب كردفان ولاحظت أن الولاة كل واحد منهم يتحكم في حدوده فقط كأن حدوده هي حدود السودان وهذا غير سليم فحدود الولاية لا تعني بالضرورة انها حدود السودان بل يفترض أن يحدث تنسيق مشترك بين المناطق والولايات حتي لا تكون هناك فراغات تستغلها القوات المعادية .
* من هم أفراد الأسرة؟ زوجتي التي عاشت معي منذ أول يوم في الإصابة و حين أجريت 3 عمليات كانت معي بلندن وقريبة مني أشد ما يكون القرب، إبني عرفان اقتصاد الرباط، مؤيد هندسة اتصالات التقانة، تبيان صيدلة الخرطوم، اسوار ثانوي، والإبن الأكبر مهند .
موقف لا ينسى ؟
أثناء تحركنا من رمبيك نتعقب الخوارج ونمشط المنطقة ومن الطبيعي في هذه الحالات أن يهرب الأهالي والمتمردين في الإتجاه العكسي لكن عندما وصلت إحدي المناطق وجدت فيها امرأة واقفة ولم تتحرك من مكانها حتي وصلناها وقالت أنا أم فابيان أقام الونق فأكرمناها وزودناها بكراتين من الطعام والمؤن ووفرنا لها وسيلة مواصلات حتي تصل إلي حيث تريد.وبالمناسبة فابيان اقام الونق هذا كان عضو المجلس الانتقالي مع المشير سوار الذهب في إنتفاضة أبريل 1985 وهو من الدفعة 9 في الكلية الحربية وتوفي قبل حوالي أسبوعين بالولايات المتحدة.
* لتوثيق هذه الفترة من حياتك.. ماذا فعلت؟
قمت بتأليف كتاب بعنوان "الصراع حول رمبيك" وبدأت كتابة الكتاب وأنا مصاب لا استطيع النوم وكنت أثناء المناوبات الليلية أقوم بإملاء الكتاب علي بعض الاخوة، وهو عبارة عن تقرير عمليات ومن بعد ذلك طوّرتُه لكتاب، يقع في 600 صفحة من القطع المتوسط تمت إجازته من معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية والعسكرية وأجيز من المصنفات الفنية والأدبية واستخرجنا الرقم الحصري
* رسالة للمواطنين؟
أن يثقوا في القوات المسلحة دائماً والدعم المعنوي في كل المواقف الحرجة التي تمر بها وانا افتكر ان هذا مطلب يجب أن يتوفر لتقوية الروح المعنوية للجبهة الداخلية للقوات المسلحة لتتفرغ للمهام الأخرى المنوطة بها.
* إنفصال الجنوب كيف تراه الآن بعد كل هذه السنوات التي قاتلت فيها؟
أحسست وقتها كأنما بُتر جزء من جسمي، واعتقد اننا دفعنا ثمناً باهظاً جداً، ذهب أدراج الرياح أنا شخصياً مرضت لاننا في المعاش تؤثر علينا أخبار القوات المسلحة أكثر من تأثيرها علينا ونحن في الخدمة.
يا زكيََّ العودِ بالمطرقةِ الصمّاءِ والفأسِ تشظّى وبنيرانٍ لها ألفُُ لسانٍ قد تلظّى ضُعْْ على ضوئِك في الناس اصطباراً ومآثْر مثلما ضُُوََّّعََ في الأهوال صبََراً آلُ "ياسر" فلئن كنتََ كما أنتََ عبِقْْ فاحترقْْ!
*** يا منايا حوّّمي حول الحمى واستعرضينا وأصْْطَفي كلّ سمح النفس، بسّّامِ العشياتِ الوفي الحليم، العفِّّ ، كالأنسامِ روحاً وسجايا أريحيِِّّ الوجه والكفِّّ افتراراً وعطايا فإذا لاقاكِ بالبابِ بشوشاً وحفي بضميرٍٍ ككتابِّّ اللهِ طاهرْْ أنشُُبي الاظفار في اكتافِه واختطفي وأمانُ الله مِنّّا يا منايا.. كلّما اشتقتِ لميمونِ المُُحيّّا ذي البشائْْر ..شرّّفي تجدينا مثلاً في الناس سائرْْ نقهر الموتََ حياةً ومصائرْْ *** هذه أجنابنا مكشوفةُ فليرمِ رامي هذه أكبادُُنا..لُكْْها وزغرد يا حقودْْ هذه أضلاعُُنا مثلومةُ وهي دوامي وعلى النُُطع الرؤوس فاستبدِّّ يافؤوس وادخلي أبياتنا واحتطبي وأديري يا منايانا كؤوساً في كؤوسْْ من دِمانا واشربي ما الذي أقسى من الموتِ ؟ فهذا قد كََشفْْنا سرّه، وخَبََرنا أمرَه واستسغْنا مُُرّّه صدئت آلاتُُه فينا ولا زلنا نُعافرْ ما جزِعْنا إن تشهَّانا ولم يرضَ الرحيلْ فله فينا اغتباقُُ واصطباح ُومََقِيلْ آخرُ العمرِ، قصيراً أم طويلْ: كفن ُ من طرفِ السوقِ وشبرُ في المقابرْْ ما علينا .. إنْ يكن حزناً فللحزنِ ذُبالات ُ مضيئه أو يكن قصداً بلا معنى فللمرءِ ذهابُ بعد جيئه أو يكن خِيفةَ مجهولٍ فللخوفِ وقاءُ ُ ودريئه من يقينٍ ومشيئه فهََلُمّي يا منايانا جحافلْ تجدينا لك اندادَ المحافِلْ القِرى منا وفينا لكِ ، والديوان حافِل ولنا صبر ُ على المكروهِ – إن دامََ –جميل
لك التحية والاحترام سعادة اللواء/ عمر أحمد محمد تولا
موضوع: رد: اللواء / عمر أحمد محمد تولا " بطل من بلادى " السبت 11 مايو 2013 - 10:27
Dr Nad كتب:
أنت من قمت باجراء الحوار أخي ؟ ان كان الأمر كذلك فأحييك على المبادرة الرائعة والحوار الشيق
للاسف لم انال هذه الشرف فقد ناله الاخوة كمال و محمود من قسم الأخبار والتحقيقات لشبكة مرجان
Mouath14
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المهنة : U.S.G.N lTunisian.Special.Forceslالمزاج : نحن الموت - والويل لمن اعترض طريقناالتسجيل : 05/09/2009عدد المساهمات : 4848معدل النشاط : 5005التقييم : 661الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: اللواء / عمر أحمد محمد تولا " بطل من بلادى " السبت 11 مايو 2013 - 11:25
تقرير رائع فعلا وهذا البطل يستحق اوسمة وليس وسام فقط تحياتي +
salih sam
لـــواء
الـبلد : المهنة : College studentالمزاج : اللهم سلم السودان و اهل السودان التسجيل : 09/05/2011عدد المساهمات : 7924معدل النشاط : 6296التقييم : 271الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: اللواء / عمر أحمد محمد تولا " بطل من بلادى " السبت 11 مايو 2013 - 11:35
رجل من افضل و اميز الرجال الذين مرو علي القوات المسلحه
كل ما الواحد يشوفهم و يقرأ عنهم و يسمعهم و يشاهدهم يشعر بصغر نفسه امام هؤلاء
موضوع: رد: اللواء / عمر أحمد محمد تولا " بطل من بلادى " السبت 11 مايو 2013 - 17:26
شكرا....أليس هو الذى رد على قيادة الجيش آنذاك والتى هى فى( غفلتها)طلبت اليه الإنسحاب....ببرقيته الشهيرة (خنادقنا مقابرنا).... لله درك أخى عمر...وربنا يعطيك الصحة والعافية.... وأرجو استكتاب ذياك الجيل الفذ....خاصة وبلادنا (استباحها بغاث الطير )...
ناصر الى الابد
مقـــدم
الـبلد : العمر : 33المهنة : مهندسالمزاج : الى اين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟التسجيل : 09/09/2011عدد المساهمات : 1034معدل النشاط : 769التقييم : 66الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: اللواء / عمر أحمد محمد تولا " بطل من بلادى " السبت 11 مايو 2013 - 18:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
+ ماشاء الله على ابطال العروبة ورجالها نتمنى الالتقاء بهم اكثر لتعليم النشئ قصصهم واخلاقهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ALGERIAN_89
مـــلازم
الـبلد : المهنة : If i tell U I'll have to kill Uالمزاج : DZالتسجيل : 22/01/2012عدد المساهمات : 698معدل النشاط : 732التقييم : 27الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: اللواء / عمر أحمد محمد تولا " بطل من بلادى " السبت 11 مايو 2013 - 21:31
بطل أخر من بلد الأبطال السودان العزيز على قلبي و الله الجزء المؤثر هو عندما يتكلم عن الأوضاع الصعبة و نقص الإمكانيات التي كانوا يعانون منها لكنها لم و لن تقف أمامهم لأن حبهم للوطن أعظم . و أيضا عندما يتكلم بحسرة عن انفصال الجنوب كأنك ترى الامه عبر الحروف ان شاء الله ربي يكثر من أمثاله في بلاد المسلمين
موضوع: رد: اللواء / عمر أحمد محمد تولا " بطل من بلادى " الأحد 12 مايو 2013 - 5:58
fedailaby كتب:
شكرا....أليس هو الذى رد على قيادة الجيش آنذاك والتى هى فى( غفلتها)طلبت اليه الإنسحاب....ببرقيته الشهيرة (خنادقنا مقابرنا).... لله درك أخى عمر...وربنا يعطيك الصحة والعافية.... وأرجو استكتاب ذياك الجيل الفذ....خاصة وبلادنا (استباحها بغاث الطير )...
مرحب بيك اخى فاضلابى بيننا نعم هو طلب الدعم فرفض فطلب مرة اخرى وجاء الرد بالانسحاب فرد البطل فى كلمتين " خنادقنا مقابرنا "