( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) 14التوبه.
معركة الفلوجة الأولى، هي محاولة فاشلة من القوات الأمريكية لدخول مدينة الفلوجة والسيطرة عليها. المعركة حدثت بعد أن تم قتل أربعة من قوات المرتزقة من شركة بلاك وتر الأمريكية في مدينة الفلوجة وتم سحل جثثهم في الشوارع ليعلق الجثث فيما بعد على جسر في أطراف المدينة يطل على نهر الفرات. وتكبد الجيش الأمريكي في هذا المعركة خسائر جسيمة دفعت الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن
«لقد واجهت قواتنا اسبوعاً قاسياً.. وانا اصلي كل يوم من اجل ان تتراجع الخسائر.. لقد ملأت أرقام الموتى قلبي بالعذاب.
. استمرت سيطرة المقاومة المسلحة على المدينة حتى معركة الفلوجة الثانيه. قبل المعركه:
كانت الفلوجة إحدى المدن التي لم يحدث بها نهب وسلب عند احتلال العراق وذلك بسبب تمركز كبار ضباط الجيش العراقي فيها. حيث قاموا بالبداية بالتعاون مع القوات الأمريكية. كما اتفق الطرفان على عدم دخول القوات الأمريكية إلى مركز المدينة .غير أن الرأي العام انقلب في المدينة عندما تمركزت قوة عسكرية أمريكية في إحدى المدارس الأبتدائية مما أثار سخط الأهالي. فقاموا بمظاهرة سلمية في 28 نيسان 2003 تطورت إلى اشتباك بالسلاح بين الطرفين عند استخدام القوات الأمريكية للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. أدت هذه الحادثة إلى مقتل 17 من أهالي المدينة.
كما انطلقت تظاهرة معارضة للأحتلال الأميركي للعراق بعد يومين من ذلك .وتلتها مواجهات بين القوات الأمريكية والمتظاهرين أدت إلى مقتل ثلاثة من سكان المدينة
.خلال الاسابيع التالية أصبحت الفلوجة مركزا للمسلحين المعارضين للقوات الأجنبية والشرطة العراقية. حيث قتل في تلك المنطقة العشرات من الشرطة العراقية . القتال: لقد دار القتال في المدينة بصورة وحشية فقد استطاع قادة المقاومة وبالاستناد إلى التنظيم المحكم بفرض السيطرة على أرض المعركة وأحداث ارباك للقوات المهاجمة وكان هذا باستعمال أسلحة بسيطة مع تكتيك حرب العصابات القائم على نصب الكمائن واللجوء إلى تقنية الكر والفر مما احدث خللا في الخطة الهجومية للعدو وارباك بين هجوم الخط الامامي والخط الخلفي للعدو وهذا الذي أدى إلى فشل التكنولوجيا العسكرية الحديثة أمام أبسط سلاح في العصر ولم يستطع للأمريكان فهم التكتيك وادى هذا إلى اعتماد القصف العشوائي للبيوت مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين. بعد المعركة: بقى أهلها ساكنين يأبون الخروج منها إلا ان عوائل كثيرة منها تيتمت ابنائهم ورلمت نسائهم وشرد منها الكثير وعانت المدينة أكثر من مدينة أخرى في العراق من هدم بالمباني ودمار البنية التحتية إلى ان قوات الاحتلال لم تقف عند هذا الحد بل ارتكبت في حق ابنائها جرائم بشعة وشنيعة في سجن أبو غريب فضيحة الاحتلال في العراق إلا ان تجربة الفلوجة انورت الكثير من المدن العراقية الثانية وهو ان الاحتلال لم يكن ابدا صديق أو حليف بل انه عدو العراقيين الأول حيث ان كلما اتى احتلال تبقى الفلوجة محطة استهداف لانها لطالما كانت اشرس واعنف منطقة في العراق .
معركة الفلوجة الثانية هي معركة وقعت في الفترة ما بين 7 نوفمبر، 2004 و23 ديسمبر من نفس العام ضمن معارك الجماعات المسلحة العراقية بعد الغزو الأمريكي للعراق. وقعت المعركة بعد هزيمة الجيش الأمريكي في معركة الفلوجة الأولى في أبريل، وقد شاركت بها القوات العراقية .والقوات الأميركية وبالأضافة لقوات بريطانية.
وقد تم في هذه المعركة أنسحاب بعض فصائل المقاومة العراقية المسلحة .وذلك بسبب إختلافها مع تنظيم القاعده الذين دخلوا بأعداد كبيرة للفلوجة بعد أحداث المعركة الأولى وقاموا بعمليات ذبح وقطع للرؤوس في مدينة الفلوجة وحتى لمجرد الشك بالضحية. خطة الهجوم للقوات المشتركة لتحرير مدينة الفلوجة: تم فرض طوق حصار محكم حول المدينة أولا ومن ثم تمركز القناصة فوق المباني العالية وقنص كل ما يتحرك. وكذلك لعبت طائرات الآباتشي دورا أساسيا بصيد الأهداف ليلا ونهارا. وتم دفع القطعات المدرعة ولتمشيط المدينة وللقضاء على جيوب المقاومة بكل شدة وعنف. وقامت القوات المشتركه بعدها بشن هجوم واسع النطاق تم فيه إستخدام كافة الأسلحة المؤثرة . وبعد أسبوع واحد من القتال الشرس تم قتل وأسر كافة الجيوب وعقد بعدها مؤتمرا للصلح بين القوات الأميركية وشيوخ وعلماء الدين وشخصيات أهالي الفلوجة وتم بموجبه الأتفاق على سحب كامل للقوات الأميركية من الفلوجة ودفع كامل التعويضات للمتضررين من العمليات العسكرية وكذلك لعوائل الشهداء والجرحى.. وأن يتم تسليم الملف الأمني لقوات عسكرية محلية ومن نفس أهالي الفلوجة حصرا. وأنتهت بذلك صفحتين من المعارك التي شهدتها مدينة الفلوجة البطلة . أهل الفلوجة رغم معاداتهم للأميركيين ضاقوا ذرعاً بالمقاتلين (تنظيم القاعده)الذين حولوا المدينة إلى "عاصمة للجرائم.وذلك ما لم يرضي تنظيم القاعدة التي أستمرت بالتفجير والأغتيال لأهالي المدينة بسبب عقدهم الصلح مع قوات التحالف.ألا أن الغاية الرئيسية لنتظيم القاعدة هي السيطرة على المدينة بالكامل ومن طرفهم فقط وجعلها ساحة دائمة للمواجهات مع قوات التحالف ودون الألتفات الى معانات الأهالي بالأستقرار في مدينتهم التي قتل منها وشرد الكثير. المصادر:1-معركة الفلوجة.. هزيمة أمريكا في العراق للمؤلف أحمد منصور(مراسل قناة الجزيرة في الفلوجه). 2-معركة الفلوجة.. هزيمة أمريكا في العراق ... صحيفة 26سبتمبر.