صحيفة 26سبتمبرإعداد: اللواءا لركن طيار/ محمد عبدالله المهديمنذ أن بدأ الإنسان القيام بحملات عسكرية واسعة أصطدم بالحواجز الطبيعية في حركية جيوشه وايضاً حواجز إصطناعية وحاولت الجيوش تخطيها بالالتفاف حولها أو بعبورها المباشر مستعيناً بالذكاء البشري الخلاق وقد استخدمت طرق بدائية قبل وجود الجسور باستخدام الفيله أو الحيوانات القادرة على السباحة في المياة واستخدام الحبال المعلقة بين نقطتين في العوائق الجبلية أو النهرية وقد كان لوجود الأنهار العريضة الأثر البالغ في ظهور وحدات الهندسة لبناء الجسور في الجيوش سواءً كانت الأوربية أو الأمريكية أو الآسيوية وذلك لتسهيل حركتها وخفة مناوراتها وقد استخدمت في الحروب الأولى والثانية وكذلك في حرب فيتنام والحروب العربية الإسرائيلية وحرب الخليج والحرب الأخيرة ضد العراق وكان لهذا الأستخدام أثره الكبير في حسم المعارك بصورة سريعة ودقة عالية.
تعريف عن الجسور العسكرية:
هي عبارة عن جسور صناعية محمولة على قاطرات كبيرة أو على دبابات أو على عربات مدولبة وذلك لتسهيل حركة الجيوش بصورة سليمة وسريعة في المناطق الوعرة والعوائق الطبيعية سواءً أكانت برية أو مائية مثل الأنهار أو المضايق البحرية أو القنوات المائية وغيرها وتصنع هذه الجسور من الحديد الصلب المقوى بحيث تستطيع هذه الجسور تحمل أوزان وأحجام كبيرة من العربات والدبابات والمعدات العسكرية المختلفة وتصنع هذه الجسور بأحجام وأنواع متعددة بحسب متطلبات المعركة.
أنواع الجسور العسكرية:من شأن المعدات المعيارية لبناء الجسور ونشرها أن تضاعف حركية الوحدات العسكرية وتساعد في تأمين سبيل الدعم اللوجستي بعد العبور وتختلف أنظمة التجسير بإختلاف أدوارها وأنواعها كالتالي:-
جسور الاقتحامهذه الجسور مصممة لتستخدمها الوحدات الامامية وتنشرها بسرعة إنطلاقاً من هياكل دبابات مجنزرة أو عربات مدولبة ثقيلة تدخل في عضوية تنظيم هذه الوحدات الأمامية عندما تدعو طبيعة الأرض الى ذلك.
- جسور تكتيكية ولوجستية ثقيلة
وهذه الجسور مصممة لأعمال دائمة أو شبه دائمة حتى تستطيع القوات العبور وتبقى لفترة طويلة ليتم إستمرار نقل المؤن والمعدات بصورة دائمة عندما يتطلب ان تبقى القوات لفترة طويلة أو أن تبقى القوات بصورة دائمة وخاصة عندما تكون هذه القوات قد حررتها من قوات أجنبية محتلة فتكون بقاء هذه الجسور بصفة دائمة.
جسور عائمةتنصب هذه الجسور لأغراض تكتيكية أو حتى لوجستيه وعلى أي جيش مدعو للعمل في أراضي تخترقها الأنهار أو الخنادق الطبيعية أو الأصطناعية أن يقتني هذه الأنواع من الجسور لتلبية مختلف المتطلبات في الحرب أو خلال مهمات حفظ السلام.
استخدام الجسور في الكوارث
نظراً لتبدل المناخ على الصعيد العالمي فإن نسبة هطول الأمطار في أكثر بقعة في العالم قد أزدادت بشكل خطير في السنوات القليلة الماضية وكان من شأن هذا التبدل إجتياح العديد من الطرق والجسور وإنهيارها بين ليلة وضحاها وكذلك العواصف القوية والزلازل ولا تبقى إلا وحدات الهندسة في الجيوش مع عتادها الخاص قادرة على وصل ما انقطع باقامة الجسور اللازمة لتأمين التموين لمدن وقرى بأكملها انقطعت عن العالم حتى يتم إعادة بناء الجسور المنهارة.
المعالم الرئيسة لجسور الإقتحاممن المستحسن وضع المعالم الرئيسية لجسور الاقتحام في إطارها العلمي وهي كالتالي:-
سعة الحمولةسعة الحمولة المعبر عنها ب(فئة التحميل العسكري)Mlc في إشارة إلى أنواع العربات التي يمكنها عبور الجسر.
الطول الإجمالي للجسر
وهنا يجب الإنتباه الى أن امتداد باع أو ذراع الجسر SPanهو أقصر من الطول الإجمالي بسبب إقتطاع اجزاء من الجسر لتكون نقاط إرتكاز على ضفتي النهر ولا يمكن لهذه الفئة من الجسور أن يتجاوز طول الوحدة غير التراكبية 30 متراً لأن هذا الأمر سيؤدي حتماً الى زيادة ضخمة في وزنها وتعقيداً في تشغيلها بحيث لا تعود تستجيب لشروط سرعة الهجوم.
طرق نشر الجسوروهي ثلاث طرق كالتالي:-
- التأرجح العمودي: وتتلحض بتثبيت طرف الجسر على الضفة الأولى ثم رفعه عن منصته على نقطة الإرتكاز الأخرى إلى الضفة المقابلة وهي تصلح للجسور القصيرة.
- المقص الذي يقسم الجسر الى قسمين: يتركز على نقطة إرتكاز أولى ويرفع القسمين عمودياً بحيث يفتح الجزء الثاني من الأسفل ويدور على المحور الأعلى لتصل نقطة الأرتكاز الى الضفة المقابلة.
- الإجزاء المنزلقة: بحيث ينزلق القسم الأبعد أولاً على لوح حامل حتى وسطه ثم يأتي دور القسم الأقرب ليرفع بالأثنين الى أن يصل الحد الأبعد الى الضفة المقابلة ويعمل اللوح الحامل دور الجامع بين القسمين الأبعد والأدنى.
نوعية العربةوكانت حتى مدة قريبة هيكل دبابة قتال رئيسية نزع عنها البرج وهي تؤمن حركية مناسبة لمرافقة قوى الهجوم إلا أنه استبدل عنها مؤخراً بعربات مدولبة ثقيلة للإعتقاد السائد أن الدور المقبل لجسور الإقتحام يأتي ضمن أجواء التدخل السريع وضمن نطاق الطريقة للحلول مكان الجسور المدمرة وجاء هذا التبديل من جراء التغيير الحاصل في جميع عقائد القتال بعد أفول مخاطر الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي وكان للتطور العلمي في مجال المعدنيات الأثر البالغ في إستبدال كمكون أساسي للجسور بسبائك الألمنيوم المقواة التي خفضت وزن الجسور بحيث ربحت المعركة على جهتين الأولى هي سهولة نقلها الى مكان نشرها والثانية هي سرعة نشرها وتمديد باعها نظراً الى خفه وزنها.
تطور الجسور العسكريةيتم تطوير الجسور العسكرية بصورة مستمرة تتوازى مع تطوير الأسلحة والمعدات العسكرية وأساليب القتال الحديثة وتقوم شركات عديدة في دول مختلفة بإنتاج وتطوير جسور حديثة وسوف نتناول في هذا الموضوع أو الدراسة أهمها حيث وهي بإعداد كبيرة يصعب ذكرها جميعاً وهي كالتالي:-
الجسور طراز pSB2:ضمن برنامج تعاون بين المانيا وهولندا تقوم شركة KMM بتطوير هذا الطراز من الجسور وذلك بإختيار هيكل دبابة (ليوبارد-2) كعربة حاملة لما تتمتع به من أستخدام لوجستي مشترك، وصنف الجسر pSB2 في فئة 70- MLC المنجزرة و100-MLC المدولبة ويقوم طاقم من عنصرين بخدمة هذا الجسر وزودت عربته بنظام بصري إلكتروني للمراقبة والقيادة وقياس المسافات وبنظام تصوير حراري ونظام ليزري وكاميرا تسمح بنشر الجسر ليلاً نهاراً وضمن حماية المدرعة الحاملة ويتمتع نظام الجسر بليونة إستخدامه بحيث أنه يسمح بنشر أجزائه الثلاثة (طول كل منها 9.7أمتار) بجسر واحد يبلغ طول 27.7 متراً أو كسجرين طول الاول 18 متراً والثاني 9.7 أمتار أو ثلاثة اقسام منفصلة طول كل منها 9.7 أمتار وذلك بحسب الجاحة.
الجسر طراز LEGUANتقوم شركة militay mobile Bridges التابعة لشركة Kmm ببناء هذا الجسر الذي يطلق من على متن هياكل دبابات عديدة مثل (دبابة ليوبارد-1 ودبابة إم-47 ودبابة إم 60) أو من على متن عربات مدولبة مثل عربات (مان 8*8 وبيرانهان- 111 وعربة سايزو 10*10).. وتم تعديل نظام هذا الجسر LEGUAN في بداية عام 2009م بحيث أصبح قادراً على نشر جسرين طول كل منهما 14متراً بدلاً من جسر واحد بطول 26 متراً والذي كان ينشر بمهلة خمس دقائق بواسطة عامل واحد فقط.
وركب هذا النظام على متن هيكل الدبابة البولونية 91-PT وعلى متن الدبابة الامريكية إم-1 فاطلق عليه إسم (WOLVERINE),كما يمكن تركيبة على متن عربات مدولبة وباستطاعته ايضاً الاستعانة بعوامات تجسير اضافية لتركيب LEGUAN عليها ووصلها ببعضها البعض لتؤلف مراكب عبور من فئات مختلفة بحسب التوليفة أو جمعها لتؤلف جسراً عائماً. رابط المصدر:www.26sep.net/newsweekarticle.php?lng=arabic