نشجع الحكومة الجزائرية على المضي في طريق الإصلاح
نرحب بتدابير حماية المنشآت الدولية بعد حادثة تيقنتورين
يحل اليوم بالجزائر وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيلي، واغتنمت ''الخبر'' فرصة الزيارة لتجري معه هذا الحوار، الذي شدد فيه على الدور المركزي المنوط بالجزائر في منطقتي الساحل والمغرب، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، كما جدد دعم الجزائر للمضي قدما على طريق الإصلاح السياسي، قبل أن يعرج على وضع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حين أكد على أن ''المناخ التجاري الجيد أمر أساسي بالنسبة للاستثمارات الألمانية في الجزائر. يعني ذلك وجود إجراءات تتسم بالشفافية وقرارات تحترم سيادة القانون والالتزام بالعقود''.
بمناسبة زيارتكم إلى الجزائر، كيف تُقَيِّمون مستوى العلاقات بين البلدين ؟
في السنتين الماضيتين تم تكثيف العلاقات الطيبة التي تربط تقليديا بين البلدين. هذا ما توضحه الزيارات العديدة التي قام بها سياسيون ألمان إلى الجزائر. بالنسبة لي أنا شخصياً، فهذه هي المرة الثانية التي أقوم فيها بزيارة الجزائر العاصمة منذ عام .2012 كما حل وزير الخارجية السيد مدلسي ضيفاً علينا في برلين في شهر مارس الماضي. وبالرغم من هذا التطور الإيجابي جدا، فإنني أرى إمكانية لوجود علاقات أكثـر عمقاً بين بلدينا في نواح عدة، لاسيما في مجالات التعاون الثقافي والحوار مع المجتمع المدني والتي أوليها اهتماماً خاصاً.
ما هي الملفات التي ستبحثونها مع الجانب الجزائري خلال هذه الزيارة ؟
سوف نتطرق بالتأكيد إلى الأوضاع السيئة في سوريا والدور الذي يتسنى للمجتمع الدولي القيام به من أجل إنهاء العنف. كما يهمني معرفة رأي وزير الخارجية الجزائري وتقديره للأوضاع في مالي ومنطقة الساحل ومنطقة المغرب. فالجزائر تضطلع بدور محوري في هذا الصدد. فقد علمتنا خبرتنا في أوروبا أن الاستقرار والأمن طويلي الأمد يمكن تحقيقهما في المقام الأول من خلال التعاون الإقليمي والاندماج. لذا، فإنني أتابع باهتمام الجهود التي بُذِلَت مؤخراً من أجل توطيد التعاون الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب عبر الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة.
الجزائر في إطار الإصلاحات السياسية التي باشرتها، بصدد تحضير تعديل جديد للدستور. كيف ترون مسار الإصلاحات في الجزائر وهل تعتبرونه كفيلا بجعلها في منأى عما يسمى بالربيع العربي ؟
رأينا في العامين الماضيين تحولات استثنائية تحدث في العالم العربي. إنني على يقين من أن تلك بداية لحظة تاريخية، ومن أن العملية سوف تستمر لفترة طويلة. أما الجزائر فتسير على دربها الخاص، وذلك له أيضاً علاقة بالتجارب التي مرت بها خلال تاريخها الحديث. فمنذ زيارتي الأخيرة في جانفي 2012 قامت الجزائر بتنظيم انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة جديدة وتنظيم انتخابات محلية وإقليمية، كما تم مؤخراً تشكيل لجنة خبراء لإجراء تعديل الدستور المنشود. نحن نرحب بذلك ونشجع الحكومة الجزائرية على المضي قدماً بعزم في طريق الإصلاح.
وصف التعاون الأمني والدفاع ومحاربة الإرهاب بالمتقدم بين ألمانيا والجزائر، لكنه كان على حساب تطوير التعاون الاقتصادي والشراكة. بما تردون على ذلك؟
محاربة الإرهاب هي مهمة مشتركة تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره. وتلعب القضايا الأمنية أيضاً دوراً في القرارات التي تتخذها الشركات. من ثم، فنحن نرحب بالمساعي التي قامت بها الحكومة الجزائرية من أجل اتخاذ تدابير من شأنها تعزيز حماية منشآت الشركات الدولية بعد احتجاز الرهائن الذي حدث في عين أمناس.
الجزائر تطالب في تعاونها الاقتصادي مع الخارج بضرورة تحويل التكنولوجيا، هل ألمانيا مستعدة للتعاطي الإيجابي مع هذا الطلب ؟
إن نقل المعرفة وتحويل التكنولوجيا يحدثان في أفضل الأحوال بطريقة طبيعية من خلال التبادل الاقتصادي. فلا يمكن الاستعاضة عن علاقات التبادل المباشر بين الشركات الجزائرية والشركات الألمانية بالمشاريع الحكومية. إن الشركات الألمانية تبدي اهتماماً كبيراً بالجزائر في العديد من المجالات ذات الصلة بالمعرفة والتكنولوجيا. وعليه، فأنا أرى أن المناخ التجاري الجيد أمر أساسي بالنسبة للاستثمارات الألمانية في الجزائر. يعني ذلك وجود إجراءات تتسم بالشفافية وقرارات تحترم سيادة القانون والالتزام بالعقود. وأنا أرحب بالمساعي التي تقوم بها الجزائر من أجل تحقيق ذلك.
خلال زيارة وزير الخارجية مراد مدلسي إلى ألمانيا تم بحث اتفاق تعاون جزائري ألماني شامل في مجال التكوين المهني. أين وصل هذا الاتفاق؟
يسعدنا وجود هذا الاهتمام بنظام التكوين المهني الألماني في الجزائر. وبالفعل قمنا بمناقشة هذا الموضوع في إطار الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة التي انعقدت في برلين في شهر ماي 2013 واتفقنا على النظر في إمكانية توطيد علاقات التعاون في هذا المجال. وحالياً تقوم بعض الشركات مثل شركة ''ليندا'' بالتكوين المهني الميداني. سوف يكون تعميق علاقاتنا في هذا المجال من دواعي سروري.
http://www.elkhabar.com/ar/politique/336388.html