يظل الوضع على الحدود التركية العراقية، حيث كثفت تركيا حشودها العسكرية استعدادا لغزو كردستان العراق، في بؤرة اهتمام العديد من دول العالم ووكالات الأنباء العالمية
ويبدو وكأن القيادة التركية تجد نفسها بين المطرقة والسندان، فهي تخضع لضغوط الإدارة الأمريكية التي تدعوها إلى الامتناع عن غزو كردستان
وتتعرض لضغوط مجلس النواب الأمريكي الذي أبدى نيته "الحسنة" مقررا تأجيل التصويت على قرار يعترف بالمذابح التي ارتكبها الأتراك ضد الأرمن في عام 1915 إلى أجل غير مسمى، وهو قرار أثار حفيظة تركيا
وبات معلوما أن الإدارة الأمريكية لم تكتف بتوجيه النداء إلى حكومة بغداد التي لا تسيطر على شمال العراق، بل وجهت دعوة مباشرة إلى قادة كردستان العراقية ليوقفوا غزوات حزب العمال الكردستاني للأراضي التركية
وهناك مبررات للقول إن الولايات المتحدة تخشى أن يتصدى جيش كردستان الذي يضم مائة ألف مقاتل للقوات التركية إذا غزت الأراضي الكردية الأمر الذي سيزلزل الوضع في الشمال العراقي الذي يسوده الهدوء الآن، ويقلص هامش المناورة المتاح لواشنطن لممارسة سياستها في العراق وتركيا
وفي الوقت نفسه تتعرض القيادة التركية للضغوط الداخلية، حيث يريد قادة الجيش التركي ضرب مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين كانوا يطلقون النار على الجنود الأتراك خلال شهور، وليس هذا فحسب بل يريدون استعادة ما فقدوه من نفوذهم داخل بلادهم خاصة وان الجماهير الواسعة التركية تؤيد العسكريين المصممين على ضرب المتطرفين الأكراد
وأمام هذه الضغوط قد يقرر رئيس الوزراء التركي اردوغان الاكتفاء بعملية عسكرية محدودة النطاق في المنطقة الحدودية بموافقة الولايات المتحدة من دون غزو واسع لكردستان
وفي ما يخص روسيا فقد يكون من مصلحتها امتناع تركيا عن غزو العراق، فمصلحة روسيا هي في تطوير علاقات الجيرة الطيبة مع تركيا وكردستان العراقية على نحو سواء لاسيما وإن الأخيرة تلعب دورا هاما في حفظ استقرار العراق والمنطقة.
تحياتي
عن الوكالات
http://click.hotlog.ru/?157422