البندقية القياسية للجيش المصري " المعادي " .. المزايا والعيوب .
مناقشة التصنيع العربي للسلاح ، وبشكل عام تتميز الأسلحة العربية
بمحدودية تقنياتها ، وإنخفاض جودتها ، قياساً بالمنتجات الغربية أو
الشرقية . سنتحدث اليوم عن صناعة الأسلحة الفردية ، وسنبداء مع ثلاثة
محطات رئيسة ، المحطة الأولى هي جمهورية مصر العربية ، والبندقية المعادي (
أو مصر ) ، المحطة الثانية هي مع المملكة العربية السعودية والبندقية
G-3 ، والمحطة الثالثة والأخيرة مع البندقية العراقية تبوك .
البندقية القياسية للجيش المصري " المعادي "
بسبب علاقات الصداقة الوطيدة ، التي ربطت الجمهورية المصرية بالإتحاد
السوفيتي سابقاً ، ولإعتبارات إقليمية عديدة ، إعتمد المصريين ولفترة
طويلة من الزمن على السلاح السوفييتي ، كأحد أبرز مصادر السلاح لديهم ،
عشقهم للسلاح السوفييتي إرتبط بمفاهيم الإعتمادية ، ورخص الثمن ، وسهولة
التدريب ، وهي عناصر شجعتهم كثيرا على تصنيع بعض نماذج هذه الأسلحة ، ومن
هذه النماذج المُصنعة ، البندقية AK-47 كلاشنكوف ، والتي لاقت شهرة
واسعة بين منظمات وجيوش عالمية بسبب سهولة إستخدامها ، ومتانة تصميمها .
تبداء فصول القصة فى العام 1941 وأثناء الحرب العالمية الثانية ، عندما
جرح سائق دبابة سوفييتي ، إسمه ميخائيل تيموفيتش كلاشنكوف ، وأثناء تلقيه
العلاج فى المستشفى ، قام بدراسة عدة تصاميم أسلحة فردية ، وإنتهى به
المطاف لتصميم بندقية آلية ، مشتقة من البندقية التي طورها الألمان حديثاً
، وأطلقوا عليها إسم MP44-STG . وإختصر المصمم السوفييتي الإسم ، ليشير
الحرف A لكلمة Avtomat وتعني بالعربية آلي أو أوتوماتيكي ، فى حين يرمز
الحرف K لإسم المصمم كلاشنكوف Kalashnikov بينما رمزالرقم 47 لسنة الصنع .
المصريين كما ذكرنا أنتجوا هذه البندقية وهي من عيار 7.62 ملم ، بترخيص ،
وأطلقوا عليها إسم " المعادي " وهي ذاتها البندقية الآلية " مصر
" Misr ) . البندقية أنتجت من قبل شركة المعادي لهندسة الصناعات ، وذلك فى ال " مصنع 54 " في القاهرة
، حيث حصل المصريين – ومن خلال المساعدات السوفيتيه - على المكائن
اللازمة ومعدات البرم ، بالإضافة طبعاً لمهارات التصنيع. المصريين لم
ينتجوا النسخة الأولى ، بل حرصوا على إنتاج النسخة المطورة ، والتي أطلق
عليها AKM ، وحرصوا على إنتاج نماذج عديدة منها :
كما طور المصريين نموذج لاحق بأخمص معدني قابل للطي الجانبي ، وقد اشترت
عدة دول عربية وأفريقية أعداد من هذه البندقية ، مثل السلطة الفلسطينية
والسعودية والمغرب وجيش رواندا ، إلا أن البندقية لم تحقق مستويات بيع
كبيرة على مستوى العالم الخارجي The ARM did not sell well in a world .
ومن الغريب أن يستمر المصريين فى تصنيع بندقية قاتلوا بها قبل 34 سنة (
حرب أكتوبر ) ، فى حين أن الإسرائيليون فى ذات الحرب ، قاتلوا بالبندقية
البلجيكية FN فال ، ثم فى مرحلة لاحقة إعتمدوا البندقية الأمريكية M16 ،
ثم فى مرحلة أخيرة الجاليل . بل أن السوفييت أصحاب المنتج الأصلي ،
إستبعدوه فى سنة 1976 ، وتبعهم فى ذلك جميع دول الكتلة الشرقية السابقة ،
ولصالح البندقية الأحدث AK-74 والعيار 5.45 x 39 مليمتر .
مميزات البندقية معادي :
البندقية بشكل عام ، إشتملت على أهم مميزات البندقية الأم السوفييتية ، بالإضافة للتعديلات المصرية ، والتي يمكن حصرها كالتالي :
- أجزاء ميكانيكية سهلة الفك والتركيب ، وسهلة التنظيف ، فى خلال أقل من دقيقة .
- ميكانيكية العمل لكتلة الرمي ، والعاملة بدفع الغاز ، وفر بندقية ذات
إعتمادية عالية ، دفعت بدول مثل إسرائيل وجنوب أفريقيا وفنلندا لإعتماد ذات
الميكانيكية .
- رخص مواد الإنتاج ، فالبندقية لا تحتوي على مواد مركبة بلاستيكية سواء
للأخمص أو واقية اليد أو مخزن الذخيرة ، وكما فى البنادق الغربية الحديثة .
أما التعديلات المصرية الإضافية ، فقد شملت :
- تطوير الغطاء العلوي للبندقية upper receiver للسماح بتثبيت المسددات البصرية الأمريكية والأوربية US and NATO optics .
- واقية اليد hand guard وقبضة المسدّس pistol grip ، من البلاستيك المقوى بدل الخشب ( ليس فى جميع الأنواع ) .
- طلاء جوف السبطانة بطبقة واقية من الكروم chrome plated bore لحمايتها من الصداء والإهتراء ، بالإضافة لمقاومة الماء .
- مخزن ذخيرة إختياري ، 30 طلقة أو 75 طلقة فى مخزن دائري round drum magazine .
مساويء البندقية المعادي :
- يتميز النوع ذو الأخمص المعدني MISR ذو الطي الجانبي folding stock (
وهو تطوير روماني بالأصل قلده المصريين ) ، بضعف أخمصه وقابليته للكسر
more fragile .
- النوع ذو التلبيس الخشبي والذي تستخدمه القوات المسلحة المصرية ، يتميز
برداءة الخشب المستخدم ، قياساً بالنسخة السوفييتية الأصلية Russian wood
to be far more handsome than its' cheaper Maadi .
- الطلاء الخارجي للبندقية يتميز بسرعة الإتلاف والتقشر ، وهذا راجع
بالتأكيد لرداءة المواد المستخدمة ، وهذا ينطبق أيضاً على أصباغ الأجزاء
الخشبية من البندقية .
- تميزت البندقية بسرعة الإحماء ، وهذا ناتج عن إختلاف نسب السبيكة
السوفييتية المُصنعة للسبطانة ، عن تلك التي يُصنعها المصريين . وسبق وأن
قلنا أن غرامات معدودة من عنصر معين لا تضاف للسبيكة بشكل مثالي ، يمكن
أن تسبب تصدع أن تمدد أسرع للسبطانة ، مما يعني تقليل عمرها الإفتراضي .
الإخفاق الأبرز لبندقية المعادي :
يتعلق هذا الأمر بإستخدام البندقية الإطلاقة ذات الأداء البالستي
المتواضع نوع M43 وهي من عيار 7.62 ملم ، والتي إستبعدها السوفييت ودول
الكتلة الشرقية من تشكيلاتهم العسكرية منذ منتصف السبعينات . سنبداء
أولاً بعرض رأي خبير الجروح البالستية WOUND BALLISTICS ( جروح المعركة
الناتجة عن الإطلاقات والشظايا ) وهو الدكتور الأمريكي مارتن فاكلير Dr.
Martin Fackler ، يقول الدكتور مارتن ما نصه " بالرغم من أن الخرطوشة
الجديدة – ويقصد بذلك M 43 - شكّلت قفزة كبيرة للأمام قياساً بالتصاميم
السابقة، فإن تصميم الرصاصة كان معيب . فالصلابة الكاملة للرصاصة (
المقذوف ) أدت إلى إتزانها وثباتها بعد إرتطامها بالجسم وإقتحامها
للأنسجة العضلية ، فهي لا تبداء بالإنحراف ( وهذه أهم نقطة فى آلية القتل
للمقذوف ) إلا بعد عبور تقريبا 30 سنتيمتر من هذه الأنسجة . وهذا يقلّل
من قدرة الطلقة على تحقيق تأثير تهتكات داخلية فعالة ضد المصاب . الجرح
كان صغير نسبياً وممكن التئامه ( شفاءه ) عادة بسرعة " .
الآن ماذا قصد الدكتور مارتن بكلمته " يبداء الإنحراف بعد عبور 30 سم " ،
فنقول أن مقذوفات الأعيرة الصغيرة مصممة لكي تنحرف وتتدحرج tumble عندما
تضرب هدف مرن soft target ، بحيث تحقق جرح أكبر في الهدف من قطر الرصاصة
ذاتها . سنشرح ذلك بالصور ، والمقارنه مع الرصاصة الأحدث نوع M74 من
عيار 5.45 ملم ، والخاصة بالبندقية AK-74 ( ملاحظة : شرح الجروح
البالستية سأعده فى حال الطلب فقط ، ولتوضيح الفكرة والتأثير بين
المقذوفات ، وهو علم كامل قائم بذاته ) .
الصناعة المصرية : شركة معادي
ضمان جودة من شركة معادي المصرية
_______________
___