نعم أنتم لم تخطئوا قراءة العنوان
.... فدراكيولا شخصية حقيقية (بالطبع لم يكن مصاص دماء يأوى إلى تابوته صباحا و
يتحول لفامبير ليلا و لكنه كان مرعب بما يكفى) و الذى أنهى تلك الأسطورة هو السلطان محمد الفاتح رضى الله
عنه و أرضاه و وا حسرتاه على أمة لم تقرأ تاريخها فبالتأكيد لن تستطيع التخطيط
لمستقبلها .... لنبدأ القصة
****
دراكيولا: كلمة ذات مدلول لاتينى قديم
و تعنى إبن التنين و لكنها بالرومانية الحديثة تعنى إبن الشيطان و عن إبن الشيطان
نتحدث اليوم
******
تبدأ قصتنا سنة 1431 بميلاد فلاد
الثالث أو فلاد تيبيس (المخوزق) أو فلاد دراكيولا و كان إبنا للأمير فلاد دراكول
(دراكول تعنى التنين) و الذى إعتلى عرش بلاد الأفلاق (ترانسلفانيا ووالاشيا حاليا
فى رومانيا) عام 1436 بمساعدة السلطان العثمانى مراد الثانى والد محمد الفاتح ......
و فى 1442 بعد أن حماه السلطان مراد الثانى من الإضطرابات التى حدثت و عرفانا
بالجميل أرسل ولداه فلاد الثالث(دراكيولا) و رادو (الأخ الأكبر) كى يتربا فى
البلاط العثمانى مع الإنكشارية (الذين شرحنا أصولهم من قبل) هناك تعلما القران و
الفقه (دراكيولا كان فقيها) و الأدب و اللغة العثمانية و ركوب الخيل و أمور الحرب
..... و هنا انقسم الأخوان .... ففى الغالب الأعم أسلم رادو و حسن إسلامه (أخو
دراكيولا) و كان جنديا مخلصا للسلطان (محمد الفاتح) و شارك بكل قوة فى معركة
القسطنطينية و هو ممن دعا لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بل يقال أنه
كان ألمع و أشجع الجنود الإنكشارية و لم
يكن فى جيش السلطان الفاتح جندى مثله
****
و فى 1447 ثار الترانسلفانيين بتحريض
من (جون هونيادى ملك المجر) على (فلاد الثانى) الحليف القديم (لمراد الثانى) و
قتلوه .... خلعوه من على العرش و قتلوا إبنه الأكبر (ميرسيا) .... و لكن العثمانيين
لم يكونوا ليسكتوا فقاموا بمحاربة المتمردين ووضع حليفهم الجديد الإبن الأصغر
لفلاد الثانى (فلاد الثالث) على عرش والاشيا من أجل وقف الزحف المجرى ..... و لم
لا لقد تربى وسطهم و مع الإنكشارية و تعلم القران و التركية و العربية و سيكون
حليفا مخلصا مثل أباه تماما و لكنهم كانوا مخطئين جدا جدا جدا
****
بعد فتح القسطنطينية 1453 أراد ملك المجر (جون
هونيادى) و قف الزحف العثمانى فتحالف مع الصرب من أجل منع بلجراد من السقوط فى يد العثمانيين و إستغل دراكيولا الوضع
فى بلاد الأفلاق قام بمذابح رهيبة للأتراك
و البلغار الذين كانوا يسكنون فى والاشيا ........ و هنا تبدأ شهرته
******
"لقد قتلت الرجال و النساء و
الشيوخ و الأطفال... قتلنا 23,884 من الأتراك و البلغار دون حساب من حرقناهم فى
بيوتهم" دراكيولا فى رسالة لأحد أصدقائه
******
ذهب الفاتح ليتفقد الوضع فى بلاد
الأفلاق و على حدود مدينه تارجوفيست عاصمة والاشيا و معقل دراكيولا وجد المنظر
المرعب 20000 من رعايا الدولة العثمانية من أتراك و بلغار رجال و نساء و أطفال و
شيوخ كلهم مخوزقين حول المدينة...... قرر السلطان الفاتح الإنتقام لما حدث .....
فهذا الإرهاب لن يمر دون عقاب و من أجل هذا قرر الإستعانة بأفضل و أشجع جنوده
..... ببطل أبطال معركة القسطنطينية بشخص يحفظ والاشيا مثل ظهر يده و أشجع جنود
الجيش العثمانى .... برادو بن فلاد الأخ الأكبر لدراكيولا ...... إستطاع رادو تحت
قيادة الفاتح سحق جيش دراكيولا و إجباره على الهرب من والاشيا إلى ترانسلفانيا ...... و هنا قرر السلطان الفاتح أن الأمر قد
إستتب و ترك مطاردة فلاد لأخاه رادو ....... لجأ فلاد إلى حماية ابن ملك
الإمبراطورية المجرية جون هونيادى لجأ اماتياس كوفيناس و لكن هناك مشكلة بسيطة
فماتياس كاثوليكى متعصب و لكن كعادة دراكيولا لا مشكلة فغير ديانته للكاثوليكية
فلقد جرب الإسلام و الأرثوذوكسية من قبل فلم لا يجرب الكاثوليكية.
******
عهد الرعب
و بدأ الإرهاب و الرعب يعم أرجاء
الدولة العثمانية فالرجل يجيد التركية بطلاقة تامة و يتحدث بها كابن من أبنائها و
يعرف ثقافتهم و طباعهم فكان يتنكر هو و جنوده فى زى الجنود العثمانيين و يقتحمون
القرى الأمنه و يقتل و يخوزق أهل القرية كلهم و بدأت حرب عصابات بكل ما فى الكلمة
من معنى و قام الرجل بتكوين الكثير من الميليشيات
الإرهابية التى تروع القرى الأمنة مرتدية الزى العثمانى و خاف الأتراك و
بدأوا فى الهروب من رومانيا و لم يبق إلا رادو و من معه من الإنكشارية المسلمين من
أصل رومانى و شيئا فشيئا إستطاع (رادو) سحق حركة التمرد التى يقودها أخاه الأصغر
دراكيولا و بحركة بارعة وشى بينه و بين ملك المجر (ماتياس كوفيناس)مما حدا بملك
المجر إلى سجنه فى بودابست لمدة 12 سنة حكم خلالها رادو والاشيا و عم السلام بلاد
الأفلاق لمدة 11 سنة هى مده حكم رادو رحمه الله.
بعد وفاة (رادو) خرج إبن الشيطان من
السجن 1473 و خرج و هو مستعد للثأر و الخراب و الدمار ..... فجمع جيشا بسرعة و بدأ
فى غزو البلقان و بدأ بالبوسنة و يقال أنه قتل 8000 مسلم هناك بالخازوق و عاد
لممارسة الرعب و الإرهاب فى إقليم والاشيا
و كان هو أخر من تبقى من نسل فلاد الثانى فأستطاع أن بعتلى عرش والاشيا 1476 و لكن السلطان (محمد
الفاتح) لم يكن ليتسامح مع دراكيولا هذه
المرة ..... و فى ديسمبر 1476 إلتقى الجيشان ..... العثمانى بقيادة السلطان
الفاتح شخصيا و الوالاشى بقيادة دراكيولا .... إلتقى الجيشان فى سهول بوخارست
(التى ستتحول فى المستقبل إلى عاصمة رومانيا) و كانت معركة رهيبة أبيد الجيش
الوالاشى فيها عن بكرة أبيه و قتل كل أفراد الجيش بما فيهم إبن الشيطان فلاد
الثالث المخوزق الشهير بدراكيولا ..... قطعت رأس دراكيولا ووضعت فى برطمان من العسل
و أرسلت للقسطنطينية ووضعت الرأس على الخازوق فى أكبر ميادين القسطنطينية كى يكون
عبرة لمن بعده ..... و بهذا إنتهى عهد الرعب و تم القصاص لأكثر من 50000 شخص(بين أتراك و بلغار و بوسنيين و أفلاق) قتلهم
هذا الشيطان بطرق متعددة بالحرق أحيانا و يالرمى للسباع أحيانا أخرى و دق المسامير
بالرأس ساعات و لكن تبقى طريقته المفضلة و التى أكسبته أسمه ...... الخازوق ......
فهو فلاد المخوزق