تراجعت منظمة الصناعات الدفاعية الايرانية عن مشروعها الاستراتيجي الاهم
لصالح مشاريع اقل كلفة واثارة. واستناداً الى مسؤول بمجمع الشهيد همت حيث
يجري تصميم وانتاج بضعة انواع من صواريخ ارض/ارض متوسطة المدى مثل
«نازعات» و«حديد» و«نور» و«عقاب» فان المرحلة الرابعة لانتاج صواريخ
«شهاب» بعيدة المدى جُمدت حتى اشعار اخر بقرار من مجلس الدفاع الاعلى.
وفيما رفض المسؤول ايضاح ما اذا كانت التهديدات الاميركية الاخيرة لايران
من اسباب تجميد المشروع، قال ان ما تملكه ايران من الصواريخ الموجهة يغطي
الجانب الاكبر من حاجات ايران في حالة تعرضها لهجوم من الخارج، ملوحا بان
صواريخ «شهاب» التي تملك ايران ما لا يقل عن 8 منها قادرة على ضرب اهداف
تبعد 1200 كيلومتر وما وراء هذه المسافة «ليس لنا عدو يفكر في ضربنا».
ويذكر ان قرار تجميد مشروع انتاج النوع الاكثر مدى لصواريخ «شهاب»، التي
كان من المتوقع اختبار نماذجها الاولى في العام المقبل، صدر بعد نقاشات
حادة في مجلس الدفاع والامن القومي الايرانيين عقب احداث 11 سبتمبر
(ايلول) في الولايات المتحدة وكان وزير الدفاع الايراني الاميرال علي
شمخاني والقيادات العسكرية متفقين مع رأي الرئيس محمد خاتمي، وهو رئيس
المجلس الاعلى للامن القومي ومجلس الدفاع الاعلى، بان مشروعا مكلفا ماديا
وسياسيا كمشروع «شهاب 4» وكذلك مشروع «شهاب 5» لانتاج الصواريخ العابرة
للقارات، سيعرض امن ايران لاخطار جدية بدلا من ان يعززه، والولايات
المتحدة والدول الاوروبية ستتخذ بالتأكيد موقفا سلبيا حيال امتلاك ايران
هذا النوع من الصواريخ. واذا كان هدف انتاج صواريخ «شهاب 4» رفع مقدرة
ايران الصاروخية مقابل قدرات اسرائيل، فان صاروخ «شهاب 3» سيؤدي الغرض
بكلفة اقل دون ان يثير ضجة حول خطره على اوروبا والولايات المتحدة.
وكان قائد القوات البرية في الجيش الايراني العميد ناصر محمد فرقد اعلن
امس عن نجاح مصانع الاكتفاء الذاتي التابعة للقوات البرية في انتاج صواريخ
مضادة للدروع مقلدة لصواريخ «تاو» الاميركية التي كانت ايران قد اشترتها
في عهد الشاه.
وخلال الحرب مع العراق لعبت هذه الصواريخ دورا مهما
في تدمير قوة الدروع العراقية المتفوقة. وتنتج ايران حاليا اربعة انواع من
الصواريخ المضادة للدروع جميعها مقلدة لصواريخ روسية وصينية من طراز
«ساغر» و«ماليوتكا» ويعد انتاج صواريخ «تاو» انجازا هاما للصناعات
العسكرية الايرانية بالنظر الى انها اميركية المصدر ومن الصعب العثور على
اجهزتها في السوق السوداء.
الى ذلك فان مجمعات الاكتفاء الذاتي في
القوات البرية منشغلة حاليا بمشروع اخر وهو مشروع انتاج صواريخ «دراغون»
المضادة للدروع التي هي ايضا من الصواريخ الاميركية التي اشترت ايران
كميات منها في عهد الشاه.
وبمناسبة اعياد الثورة هذا العام (1 الى
11 الشهر الحالي) تم اختبار انواع مختلفة من الاسلحة الحديثة الانتاج في
منظمة الصناعات الدفاعية، منها صاروخ مقلد لصاروخ «سبارو» جو/جو وطائرة
بدون طيار باسم «مهاجر 4» القادرة على القيام باعمال التجسس والرصد
والتقاط الصور وضرب اهداف داخل اراضي العدو، كما ان القوات الجوية
الايرانية تلقت اسرابا من الطائرات «f14» تومكات الاميركية بعد خضوعها
لعملية تحديث واصلاح شاملة داخل ايران وتمتلك حوالي 60 طائرة من هذا
النوع. وقد نجح مركز صيانة وتحديث الطائرات بقاعدة الشهيد بابائي باصفهان
في ادخال تطويرات عدة عليها بحيث تستطيع الانواع المعدلة لها من اداء دور
المقاتلات والقاذفات الاستراتيجة وطائرات الرصد والاستطلاع في آن معا.
والتقدم الذي حققته الصناعات الدفاعية في ايران في السنوات الاخيرة مرهون
لحد كبير، حسب قول بعض المصادر، بمساعي وزير الدفاع شمخاني ومساعديه. وقد
اعاد شمخاني المئات من الضباط الكبار والفنيين السابقين في الجيش الى
الخدمة. وهؤلاء بخبراتهم وتجاربهم ومعرفتهم بالصناعات العسكرية عادوا الى
مراكز عملهم في الصناعات العسكرية، كما ان شمخاني جعل من «التخصص والخبرة»
وليس «طول اللحية والايمان» بولاية الفقيه شرطا اسياسيا لقبول العاملين
والمتخصصين الجدد في منظمة الصناعات الدفاعية.
المصدر جريدة الشرق الاوسط