79 عاماً عبر أثير الإذاعة المصرية
الصورة يظهر بها من اليمين و فى
المواجهة
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ثم الفنان عادل امام ثم
الفنان الراحل عماد حمدى
اثناء عمل مسلسل اذاعى
حسن عادل الجمعة، 31 مايو 2013 - 04:21 م
هنا القاهرة.. هي الجملة الأولى التي بدأت بها الإذاعة المصرية إرسالها قبل 79 عاماً على لسان الإذاعي الراحل أحمد سالم.
تم إنشاء الإذاعة بصورتها الرسمية عام 1934، ولكن مصر عرفت البث الإذاعي قبلها بعشرات السنين عن طريق المحطات الأهلية غير الرسمية.
بدأ البث الرسمي لأول إذاعة في الوطن العربي – الإذاعة المصرية- في 31 مايو
عام 1934، بجملة شهيرة صارت بعد ذلك هي التي تفتح جميع برامجها، ويلقيها
جميع المذيعين والمذيعات هي:"هنا القاهرة".
ومنذ انطلاق الإذاعة المصرية عبر أثير الراديو وتعلق المصريين بها، حيث
كانت المصدر الرسمي لمعرفة جميع أخبار القطر المصري سواء خلال الفترة
الملكية أو بعد قيام الثورة وخلال حرب التحرير في 1973، أيقن الحكام
والزعماء المصريين قيمة مخاطبة الشعب عبر الإذاعة والتي لم تكن تملي عليها
الدولة قائمة بضيوفها أو المواضيع التي تناقشها.
ففي ظل الحكم الملكي، كان الزعيم الشعبي مصطفى كامل، يخاطب الشعب المصري
عبر الإذاعة، كما ألقى رئيس وزراء مصر مصطفى باشا النحاس، خطبه وحواراته من
خلال أثيرها، وقال عبرها جملته الشهيرة: "من أجل مصر وقعت معاهدة 1936..
ومن أجل مصر أعلن اليوم إلغاء معاهدة 1936".
وكان صوت الرئيس الراحل محمد أنور السادات في يوم 23 يوليو عام 1952 بمثابة
أقوى إعلان بثته الإذاعة، عندما أعلن السادات انتهاء الملكية وقيام ثورة
يوليو المجيدة، لتتحول مصر بعدها من عصر الملكية لعصر تبادل السلطة.
وكان من أكثر الرؤساء المصرين اهتماماً بالإذاعة الرئيس جمال عبد الناصر،
فمنها خاطب الشعب ومن خلالها أعلن التنحي عن السلطة عقب النكسة في خطاب كان
الأكثر تأثيراً في نفوس المصرين، ومنها أعلن انتهاء الوحدة بين مصر وسوريا
وعبرها أذيع نبأ رحيله.
وأذيع عبرها أخبار العبور العظيم في 6 أكتوبر عام 1973، حيث التف الشعب كله
حولها ليستمع إلى أخبار الحرب، حتى أصبح جهاز الراديو هو الضيف المتواجد
في كل البيوت المصرية.
وكانت الإذاعة هي مصدر الفقراء وكبار القوم للاستماع إلى أصوات المغنين
المصريين والعرب كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ اللذان حرصا على إذاعته
حفلاتهم لجمهورهما من البسطاء ولمن لم يتمكنوا من حضور الحفلات.
بدأ دور الإذاعة المصرية في الاندثار مع بداية عصر التلفزيون الذي انتقص
كثيراً من دور الإذاعة في كونها المصدر اللحظي الوحيد لمعرفة الأخبار،
بالإضافة إلى عدم اهتمام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالإطلال على الشعب
مصري عبر أثيرها.
ولازالت الإذاعة تلازم الشعب المصري خلال شهر رمضان الكريم عبر البرامج
الدينية والابتهالات والإطلالات الإذاعية لأكبر المقرئين الذين تربينا على
أصواتهم التي تصدع بالقرآن الكريم عبر ميكرفوناتها، حيث يظل مشهد الأسرة
المصرية وهي تلتف حول مائدة الإفطار خلال شهر الصيام وتستمع لتلاوة القرآن
الكريم بأصوات عذبة وتنتظر الجملة الشهير:"مدفع الإفطار ..إضرب".
أصبحت الإذاعة خلال السنوات الماضية هي الممول الرئيسي للقنوات الفضائية
بالمقدمين الذين تربو على ميكروفونات الإذاعة ليثبتوا جدارتهم على شاشة
التلفزيون أمثال يوسف الحسيني، أكرم حسني، وأحمد يونس.
ومع مصر الثورة ومرور 79 عاماً من البث عبر استوديوهات المحروسة هل يطل
علينا رئيس الجمهورية د.محمد مرسي، والنخبة السياسية عبر أثير البسطاء من
الشعب المصري لتكون بداية لعصر عودة الإذاعة المصرية لربيعها المنقضي.
مصدر