أردوغان يضع حجر الأساس لمصنع الحديد والصلب بوهران
كشفت غرفة الصناعة والتجارة لمدينة اسطنبول التركية، أن السوق الجزائرية التي لم تتضرر من الأزمة الاقتصادية يمكن أن تصبح بوابة للشركات والاستثمارات التركية نحو الأسواق المغاربية والإفريقية بفضل طاقة الاستيعاب المحلية التي تتوفر عليها، بالإضافة إلى الفرص التي توفرها برامج الاستثمار العمومية التي تمولها الحكومة بشكل مباشر.
وسعيا من الشركات التركية لتعزيز تواجدها في الجزائر، يرافق الوزير الأول رجب طيب أوردوغان خلال زيارته إلى الجزائر أزيد من 200 رئيس مؤسسة تركية للمشاركة في منتدى الأعمال الجزائري التركي الذي سيجمع حوالي 500 مؤسسة من البلدين لإقامة شراكات وتعزيز الاستثمارات التركية المباشرة.
وتعتبر تركيا ثاني شريك اقتصادي للجزائر خارج الاتحاد الأوروبي بعد الصين، بإجمالي واردات بلغت 3.04 ملايير دولار العام الماضي، مقابل صادرات نحو الجزائر بـ1.78 مليار دولار حسب أرقام مركز الإعلام الآلي والإحصاء التابع للجمارك الجزائرية .
وكشفت الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار، أن عدد الشركات التركية العاملة بالجزائر بلغ 200 شركة نهاية عام 2012 بإجمالي استثمارات مباشرة تضاعفت من 500 مليون دولار في 2001 إلى مليار دولار نهاية العام الماضي في قطاعات النسيج والطاقة والصناعة الغذائية وصناعة التغليف والبناء والأشغال العمومية والخشب ومشتقاته، بالإضافة إلى الصناعة التقليدية وقطع غيار السيارات وتجارة السيارات.
وكشفت أرقام الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار أن الاستثمارات التركية في الجزائر أكدت جديتها خلال العقد الأخير، حيث قفز عدد الشركات التركية المسجلة في الجزائر إلى أزيد من 200 شركة خاصة في قطاعات البناء والأشغال العمومية وبناء السدود والتحويلات والطاقة قبل أن تتعزز شهر ماي الماضي بتوقيع اتفاقيات مباشرة مع الحكومة الجزائرية لتجسيد مشروعات مشتركة في قطاع النسيج. وخصصت حكومة عبد المالك سلال مبلغ 2 ملياري دولار لبعث قطاع النسيج.
وتشير المعطيات التي أعلنتها سفارة تركيا بالجزائر إلى أن الشركات التركية تعمل على مضاعفة الاستثمارات المباشرة خلال الأعوام الثلاثة القادمة بالنظر إلى الاحتياجات الضخمة المعبر عنها محليا في قطاعات البناء والأشغال العمومية والصناعة والنقل والطاقة والبتروكيمياء والزراعة وصناعة مواد البناء والحديد.
وبولاية وهران سيشرف الوزير الأول التركي رجب طيب أردوغان على وضع حجر الأساس لأشغال انجاز مصنع ضخم للحديد والصلب بقدرة 700 ألف طن، ويعتبر المشروع من اكبر الاستثمارات التركية المباشرة في الخارج، وتبلغ القيمة الإجمالية للمشروع الذي ستنجزه شركة "توزيالى" التركية لصناعة الحديد والصلب، بجميع مراحله 300 مليون دولار، ويخصص نصف انتاج المصنع للمنتجات الطويلة الموجهة للسوق الداخلية.
وقال مدير الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار، عبد الكريم منصورى، إن مصنع الحديد سيشرع فى الإنتاج مطلع عام 2015، وسيمكن الجزائر من خفض وارداتها من حديد الخرسانة والمنتجات الطويلة بما يعادل 40٪، وينجز الاستثمار مع شركاء جزائريين، ويتوقع أن يوفر المصنع 4000 وظيفة مباشرة.
وعلى عكس الشركات الغربية التي تمارس ضغوطا كبيرة على الحكومة الجزائرية لحملها على إلغاء بنود قانون المالية التكميلي 2009 الخاصة بالاستثمارات الأجنبية المباشرة، لم تفرض المؤسسات التركية أي شروط سياسية نظير الاستثمار في الجزائر، ولم يعترض رؤساء الشركات التركية على قرار الحكومة الجزائرية عام 2009 القاضى بتعديل شروط مزاولة الأعمال ضمن قانون الموازنة التكميلي، في إشارة إلى ضرورة حصول طرف محلي على حصة مسيطرة لا تقل عن 51٪ لمساهمين جزائريين مقابل حصص لا تتعدى 49٪ لمساهمين أجانب بالإضافة إلى فائض من العملة الصعبة لصالح الجزائر.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/166628.html