عتبرت شخصيات ساسية كردية – روسية وعراقية أن مسعود البرزاني بات شخصية جامعة للأكراد داخل كردستان العراق وخارجها، وأن العلاقة المعقدة التي تحكم بغداد وأربيل اليوم ستفضي عاجلاً أم آجلا إلى إعلان كردستان العراق انفصالها على العراق كدولة فيدرالية.
"أنباء موسكو
وأشاد هوشاري بابكر، المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني في جلسة طاولة مستديرة نظمتها وكالة ريا نوفوستي أمس حول الوضع السياسي والاقتصادي لكردستان العراق اليوم، بالدور الذي لعبه رئيس كردستان العراق مسعود البرازاني في " إدخال مفاهيم ديمقراطية إلى الدستور العراقي الذي أقر بمبدأ الكنفدرالية، وهي تجربة جديدة في العالم العربي والشرق الأوسط بات كردستان العراق على أثرها إقليما ضمن دولة كنفدرالية تحترم فيها حقوق الأقليات القومية والعرقية والديني"
واعتبر بابكر أن كردستان العراق " يمتلك اليوم ثقلا سياسيا دوليا يكاد يكون مستقلا عن العراق رغمه دخوله قانونيا في نطاق الدولة العراقية"، مشيرا إلى أن "البرزاني لعب دورا فعالا، لم يكن معلنا ربما، في قضايا الأكراد في سوريا وتركيا رغم صعوبة القضية الكردية بشكل عام ووجود الكثير من الأحزاب الداخلية التي تتحكم بمسار النهج الداخلي للأكراد في كل منطقة، كما ساهم في دفع حزب العمال الكردستاني للقبول بالعملية السلمية مع الأتراك."
بدوره اعتبر المحلل السياسي الروسي من أصول كردية موزار آدجويف أن نجاحات كردستان العراق السياسية والاقتصادية "تثير اليوم الدهشة، وهي نجاحات كبيرة لم يتوقعها لا الأصدقاء ولا الأعداء"، وأن "الدور الأكبر في ذلك يعود لمسعود البرزاني الذي يُعترف به على المستويات العربية والإقليمية و الدولية كزعيم قومي وحيد للأكراد يمكن التحاور معه ليس فقط فيما يخص العلاقة بين بغداد وإربيل بل والقضية الكردية بشكل عام بجميع مكوناتها السياسية والجغرافية"
وأشار آدجويف إلى أن العلاقة اليوم بين كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد مازالت معقدة و ربما تنقطع في المستقبل المنظور، "لأن بغداد لا تنوي تنفيذ طلبات هذه الإقليم القائم ذاتيا، إنطلاقا من إيديولوجية راديكالية لا تسمح لمتبنيها من القادة في بغداد بمختلف مذاهبهم، سنة كانوا أم شيعة بالتوصل إلى توافق "، وأضاف:" إنهم ينتهكون جهارة دستورهم القومي، لهذا فإن الحكومة العراقية من وجهة نظري غير شرعية، لذا لا يمكن أن يكون هناك استمرار إيجابي للحوار بين بغداد وإربيل، والجميع يعمل ذلك والعالم كله يعرف ذلك، والدليل على ذلك افتتاح العشرات من الممثليات الدبلوماسية لعواصم العالم في أربيل وعشرات الممثليات التجارية ومئات الشركات العالمية في المجلات المختلفة وخاصة النفطية، وهذا لم يأت من فراغ، فالجميع يدرك إلى أين تسير الأمور".
وردا على سؤال لـ"أنباء موسكو" حول مستقبل المحادثات بين بغداد وأربيل حول قضايا النفط والأرض قال آدجويف:" البرزاني حذر عمليا بغداد حينما قال: سئمت من جميع الوعود. وهناك لقاء قادم الجمعة المقبل بين البرزاني والمالكي وأعتقد أن الاجتماع سينتهي بالتوقيع على اتفاق ما جديد، فقد بات هذا الأمر طقسا معمولا به في العراق منذ زمن، إذ يلتقون ويوقعون ثم يفترقون، ولا أحد يفقه شيئا أخر غير ذلك، والبرازني حينما عبر عن انزعاجه كان يقصد أن شعب جنوب كردستان سيستخدم حقه الدستوري بعدم الاعتراف ببغداد وهذا يعني حق الانسحاب من الفيدرالية العراقية، بحكم أن الفيدرالية لم تتحقق، والذنب هنا ذنب بغداد لا أربيل، والدلائل على ذلك كثيرة".
وحول موقف البرزاني من القضية الكردية عموما والمسألة الكردية في سوريا خصوصا قال آدجويف :" البرزاني يتعامل مع مسألة الأكراد في سوريا من وجهة نظر زعيم قومي، وليس بصفته رئيسا لجنوب كردستان ، وهذه النظرة يتبناها البرزاني تجاه مشكلات الأكراد الإيرانيين والأكراد في تركيا أيضا، مشددا على أن " مسعود البرزاني لا يسعى لتوحيد الأكراد إرضاء لطموحات شخصية، رغم أن الكثير من الساسة الأكراد ينظرون إلى هذا الأمور من هذه الزاوية الضيقة لأنهم يفكرون بهذه الطريقة" حسب تعبيره.
http://anbamoscow.com/aworld/20130606/382968809.html