أصبح لباس العروس التلمسانية أو ما يعرف بـ”الشدة”، يستقطب اهتمام السياح والفضوليين، من داخل الوطن وخارجه، خاصة بعد تصنيفه من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو” ضمن قائمة التراث غير المادي للإنسانية، بمناسبة الدورة السابعة للجنة الوزارية المشتركة لحماية التراث الثقافي، المنعقدة بباريس يوم الخامس من ديسمبر سنة 2012.
بمناسبة المعرض المنظم حاليا بقصر الثقافة عبد الكريم دالي بإمامة، تحت عنوان “الشدة التلمسانية ذاكرة وتواصل”، اقتربت “الخبر” من بعض المشاركين وسألتهم عن أسرار تألق هذا اللباس واستقطابه لاهتمامات الزوار والسياح.
أحد العارضين قال إن هذا الزي التقليدي يشكل رمزا للتراث الجزائري والتلمساني، ويعود تاريخه إلى خمسة قرون خلت أي قبل سقوط الأندلس، وكانت ترتديه أميرات الدولة الزيانية التي حكمت تلمسان والمغرب الأوسط قرابة الثلاثة قرون، وهو يمثل مزيجا حقيقيا، على حد تعبيره.
فـ”القفطان” من الحضارة العثمانية و”البلوزة” أو الفستان والعباءة من الحضارة العربية، بينما “الشاشية” أو القبعة التي تغطي الرأس، فهي من التراث الأندلسي والمنديل من الحضارة الأمازيغية يشكل “الشدة” التلمسانية التي تتكون، مثلما قال لنا عارض آخر، من فستان حريري مطرز بـ”الفتلة”، واسع الأكمام المصنوعة من قماش رقيق شفاف ومرصع بالأحجار الكريمة وترتدي العروس فوق الفستان ما يسمى القفطان.
ويكتمل جمال “الشدة” بارتداء المنديل الذي يعرف محليا في تلمسان بـ”المثقلة” أو “الشاشية”، وهي عبارة عن تاج مطرز يوضع على رأس العروس على طريقة لباس الأميرات والملكات سابقا، فيما تغطى منطقة الصدر بالجواهر والحلي.
ورغم سنوات الاستعمار الفرنسي، استطاعت “الشدة” التلمسانية أن تصمد وتتألق من دهاليز التراث والأعراس الموسمية إلى الساحة العالمية. ويشار إلى أن فعاليات معرض الشدة بقصر الثقافة في تلمسان، تستمر إلى غاية الرابع والعشرين من الشهر الحالي.
http://www.elkhabar.com/ar/nas/339522.html