أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: كيف سينهار الدولار الامريكي و ماهي بدائله الخميس 20 يونيو 2013 - 15:13
ماذا يعني إنهيار الدولار ؟ إنهيار الدولار هو عملية هبوط قيمة الدولار بشكل سريع و مضطرد للأسفل مسببة حالة من الهلع و الخوف لكل من بحوزته هذه العملة مما يؤدي الى حدوث موجه هائلة من البيع على أي سعر قد يواجهونه لأجل ألا يخسروا أكثر و أكثر. و في هذا السيناريو فإن أغلبية البائعين هم : 1- الحكومات العالمية التي لديها احتياطيات بالدولار (ترليونات الدولارات على المستوى العالمي) 2- التجار في بورصة العملات العالمية (ترليونات الدولارات على المستوى اليومي) 3- المستثمرين الأفراد الذين سيقومون بشراء الأصول الغير معتمدة على الدولار (طبعا سيقومون بشرائها بالدولار للتخلص منه) إذن و بشكل عام فإن المعنى العام لإنهيار الدولار بأن يقوم الجميع بمحاولة بيع أصولهم المقومة بالدولار ولا يرغب أحد بالمحافظه عليها أو شرائها وبالتالي حفز الدولار على مواصلة تراجعه الى حدود الصفر !
ما المسبب لإنهيار الدولار ؟
هنالك عدة شروط ينبغي تحققها جميعا حتى ينهار الدولار و أولها حصول ضعف ملحوظ في قيمة الدولار بحيث يدخل في موجة هبوط حادة (نوعا ما) و الثاني هو وجود عملة بديلة للدولار بحيث تكون (الملاذ الآمن لجميع من يبيع الدولار) و الثالث حدوث شيء يسمى بالحدث المحفز أو الفتيل. الشرط الأول و هو ضعف ملحوظ في قيمة الدولار وهو (متحقق) فقد إنحدر الدولار 40% أمام اليورو ما بين عامي 2002 و 2009 . و ذلك سببه الأعظم كان في تزايد الديون الأمريكية أكثر من الضعف (من 5.9 تريليون الى أكثر من 13 تريليون دولار) في هذا الوقت. و ضعف الدولار هذا كان مسموحا نوعا ما من قبل الحكومة الأمريكية و ذلك حتى تقود بتسديد ديونها بعملة أرخص ! هل هناك بديل فعال للدولار الأمريكي ؟
عندما قام الرئيس نيكسون بالتخلي عن معيار الذهب في أوائل حقبة السبعينيات من هذا القرن أصبح الدولار العملة الإحتياطية للعالم مما أدى إلى إستخدام الدولار بشكل كبيرفي التعاملات بين دول العالم حيث أصبحت 43% من معاملات الدول تستخدم الدولار و 63% من احتياطيات البنوك المركزية العالمية أصبحت بالدولار. الخيار البديل الأول للدولار الأمريكي : اليورو و يشكل 30% من احتياطيات العالم فقط و بالرغم من أنه في إزدياد مضطرد إلا أنه مازال أقل من نصف المبلغ الاحتياطي بالدولار. وبالرغم من هذا فإن الصين و دول أخرى ما زالت تفاوض من أجل عملة عالمية جديدة و على أية حال فإن إستبدال الدولار بأي عملة جديدة سيكون مشروعا ضخما و معقدا و يحتاج إلى مشاركة كبيرة على الصعيد العالمي ولن يحدث بشكل سريع (لكنه ممكن و ممكن جدا أن يكون اليورو قد قطع شوطا كبيرا في هذه الرحلة). والله أعلم ما الحدث الذي سيفجر أوضاع الدولار ويكون بادئة الإنهيار ؟
طبعا الولايات المتحدة لن تقدم على مثل هذا العمل و تفجر أوضاع الدولار الأمريكي لذلك ستكون الدول الأخرى هي المسبب لمثل هذا الحدث و على الأخص الدول التي تملك إحتياطي ضخم جدا من الدولار الأمريكي – و لعل أهم هذه الدول هما الصين و اليابان – حيث تملكان معا ما قيمته 1.55 تريليون دولار كمبلغ أحتياطي في خزينتيهما و في حال قامت هذه الدول بضخ الدولار في السوق العالمي سيبدأ فعليا إنهيار الدولار
الصين و اليابان يمكن لهما لكن لن تسعى أي منهما للقيام بمثل هذا العمل
حاليا تملك الصين 800$ مليار دولار في خزينتها وذلك لأنها تحرص دائما على خفض قيمة عملتها مقابل الدولار الأمريكي مما يعمل على تخفيض أسعار التصدير الى السوق الأمريكية – وبالتالي كلما إرتفت قيمة عملتها (اليوان) تقوم بضخ المزيد منه الى الأسواق وطبعا تشتري مقابله (الدولار الأمريكي) مما يعمل على تثبيت أو رفع قيمة الدولار مقابل عملتها أو بمعنى أخر (خفض عملتها مقابل الدولار). و على نفس المنوال فإن اليابان تمتلك 750 مليار دولار في الخزينة من أجل تخفيض قيمة الين (المتصاعدة منذ 15 عاما). بالتالي نستنتج أنه من المستحيل أن تقدم الصين أو اليابان على ضخ الدولار الى السوق لأن هذا سيؤثر عليهما في المرتبة الأولى ! الحالة الوحيدة التي ستقدم مثل هذه الدول فيها على ضخ أو (بيع الدولار) هي بتوافق هذان الشرطان :
1- عندما ينهار الدولار و تلاحظ هذه الدول أن قيمة مخزونها من الدولار في تناقص سريع و مستمر 2- عندما تحصلان على سوق آخر للتصدير له (وهذا هو بالضبط ما تسعيان له في الوقت الراهن).
إذن حاليا – الصين و اليابان تعتمدان بشكل كبير على التصدير الى الولايات المتحدة و بيع الدولار يعمل على زيادة تكلفة التصدير الى الولايات المتحدة و بالتالي خسارة السوق و كنتيجة لذلك ستعاني هذه الدول من الناحية الإقتصادية – إذن لن تقدما أبدا على الأقل في الوقت الراهن على بيع الدولار.
على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أحسن الأسواق في العالم , لكن !
كما ذكرنا سابقا أن الصين و اليابان و غالبية الدول المصدرة تعتبر السوق الأمريكية أفضل سوق في العالم لذلك تسعى لخفض قيمة عملاتها أمام الدولار مما يسبب ثبات الدولار (ليس ثباتا بالقيمة إنما ثباته من الإنهيار) لكن نلاحظ أن هذه الدول تسعى دائما للبحث عن أسواق جديدة خصوصا في الدول الآسيوية الناشئة (التي تنموا بشكل ملحوظ).
بمعنى آخر فإن أغلبية الدول المصدرة المعتمدة على سوق أمريكا الضخم تقوم حاليا بالبحث عن أسواق بديلة تحسبا للإنهيار الموشك للدولار الأمريكي وعند قدوم الوقت ستقوم بضخ إحتياطياتها بالدولار الى السوق و شراء العملة العالمية الجديدة.
ما الذي سيحصل لو إنهار الدولار ؟
انهيار الدولار المفاجيء سيعمل على إضطراب عالمي عارم حيث سيعمل المستثمرون على اللجوؤ الى عملات أخرى كاليورو أو يلجأون لشراء السلع و البضائع و الذهب و الفضة وسينخض الطلب على سندات الخزينة مما يؤدي إلى إرتفاع أسعار الفائدة و إرتفاع أسعار المستورات بشكل كبير جدا مما سيؤدي إلى التضخم على مستوى عالمي. على مستوى الولايات الولايات المتحدة فإن إنهيار ادولار سيعمل على تخفيض أسعار التصدير لهذه الدولة (مما سيعمل على تحسين الوضع الإقتصادي لها) لكن ليس بعد – لأن المخاوف والتضخم و إرتفاع أسعار الفائدة العالمية سيعيق أية إحتمالات لتعافي هذا الوضع الإقتصادي ويعيق أي نمو محتمل في قطاع الأعمال الأمريكي. أيضا ستكون معدلات البطالة في أوجها مما سيعمق حدة الأزمة و يؤدي الى الكساد العالمي و هو أقصى مراحل الدمار الإقتصادي. وأخيرا – تختفي البورصات التي تعمل على الدولار ومن أهمها بورصة العملات العالمية (الفوركس)
كيف تحمي نفسك من هذا الإنهيار ؟
إن الخيار الأمثل لحماية نفسك من إنهيار الدولار هو اللجوء الى الممتلكات المادية مثل الذهب و الفضة والأراضي و أيضا السلع – لكن من أجل مسح أية مخاوف متعلقة بهذه الممتلكات حاول أن تجعل هذه الممتلكات قابلة للبيع و الإسبدال في أي وقت بحيث إن شككت مثلا أن أسعار الفضة ستهوي مع الدولار تكون قد بدلتها بممتلك آخر مثل الذهب (وهو خياري الأفضل).
هل قارب الدولار على الإنهيار ؟
لحسن الحظ فإن إنهيار الدولار نسبة إحتمال حدوثه ضئيلة وذلك لأن الدول التي يمكنها أن تعمل على إنهياره ليس لديها أية مصلحة في هذا – لكن تذكر جيدا أنه عندما تجتمع الظروف معا عندها ستحل الكارثة غير المرجوة .