http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0F3DCA36-D3BD-4519-95B9-38DE24347467.htm
آثار العدوان على غزة تبدو واضحة في رفح المصريةرغم أن مدينة رفح المصرية لا تقع ضمن حدود
قطاع غزة، فإنها تعيش إلى حد بعيد أجواء الحرب والعدوان الذي يتعرض له قطاع غزة منذ عشرين يوما. من يتجول بين منازل المدينة، يلاحظ التصدع في جدران الكثير منها، فضلا عن الزجاج الذي تهاوى بسبب قوة القصف الإسرائيلي على الشريط الحدودي، الذي
يبعد أمتارا قليلة جدا عن رفح المصرية.
العديد من سكان تلك المنطقة قالوا للجزيرة نت إنهم يعيشون العدوان على غزة لحظة بلحظة، فالصواريخ التي تنهال
على رؤوس فلسطينيي القطاع واضحة تماما بالعين المجردة، ولا حاجة للمناظير
أو غيرها، أما أصوات الانفجارات فكفيلة بهز أركان بيوت المصريين في رفح،
وتصديع جدرانها.
آثار العدوان تبدو واضحة على مدرسة رفح للذكور التي انهار زجاجها بالكامل وتصدعت جدرانها، بحيث أصبحت تشكل خطورة على حياة الطلاب، مما دفع السلطات الرسمية بالمدينة لإصدار قرار
بنقل الطلبة لإكمال دراستهم للفصل الدراسي الحالي في مدرسة أخرى أبعد عن
القصف الإسرائيلي.
التهجير
ويبدو أن التهجير ليس من نصيب الفلسطينيين في قطاع غزة فحسب، فالكثير من
المصريين الذين يقطنون على الشريط الحدودي، وجدوا أنفسهم مضطرين لترك
منازلهم، واللجوء إلى أقارب لهم في مناطق أبعد عن الحدود، أو في مدينة
العريش.
علي الرميلات (18 عاما) قال للجزيرة نت إن أسرته هجرت المنزل منذ الأيام الأولى للعدوان، فالأجواء أصبحت مرعبة ولم تعد تطاق، خاصة بالنسبة للأطفال والنساء والكثير من سكان المنطقة
يخشون أن تتهاوى منازلهم على رؤوسهم من قوة القصف الإسرائيلي.
ووفقا لما أكده علي والكثير من أبناء المنطقة في حي الصفا وحي النور ومنطقة المعماد للجزيرة نت فإن الطائرات
الإسرائيلية تلقي عليهم مناشير تطالبهم بمغادرة منازلهم لمسافة ثلاثمائة متر، قبل أن تشن غارة على المناطق الفلسطينية.ليس ذلك فحسب بل إن سكان رفح يتحدثون عن صاروخ إسرائيلي أخطأ طريقه إلى
الأراضي الفلسطينية وسقط أمام أحد منازل المصريين في رفح دون ينفجر، وقال
بعض هؤلاء للجزيرة نت، إنهم أبلغوا السلطات المصرية، التي حضرت للفور مع
خبراء أميركيين قاموا بتفجير الصاروخ بمنطقة قرب الحدود.
أما بقايا الصواريخ التي تسقط على الأراضي المصرية بعد أن تنفجر في الأراضي الفلسطينية فلم يعد أمرا غريبا،
حتى أن الأمر وصل بأحد الفلسطينيين لإحضار أجزاء من صاروخ إسرائيلي سقط
على الأراضي المصرية، لأحد فنادق مدينة العريش التي تزدحم هذه الأيام
بالصحفيين من مختلف أنحاء العالم.
اختراقات إسرائيلية
من يقطن في رفح أو يصل المعبر، يشاهد بأم عينيه المقاتلات الإسرائيلية وهي
تحلق فوق الأجواء المصرية، وتلقي قنابلها الضوئية، قبل أن تلقي بحممها فوق
رؤوس الفلسطينيين، كما أن بالوني مراقبة إسرائيليين يحلقان بوضوح فوق
الأجواء المصرية.
والأمر الذي يثير استغراب من يزور تلك المنطقة، هو أن سكان المنطقة الحدودية في رفح أصبحوا على علم بالكثير
من أنواع الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في العدوان على غزة، فهم يميزون
للزائر بين القنابل الضوئية، والقنابل المضللة للمضادات الصاروخية،
ويميزون بين أنواع كل القنابل التي تتساقط على غزة.
أما دخول مناطق الشريط الحدودي فأصبح محظورا إلا على سكان المنطقة، حيث تفرض السلطات الأمنية المصرية قيودا مشددة على تلك المناطق، وتمنع الأغراب من الدخول إليها، خاصة الصحفيين
الذين تسعى لمنعهم من الالتقاء بسكان المنطقة أو التصوير فيها، الأمر الذي
يدفع الكثير منهم للجوء لأساليب التحايل، وادعاء أنهم أتوا لزيارة أقارب
لهم.
اتفاقيات أمنية
من جانبه أكد مصدر أمني مصري كبير في رفح للجزيرة نت أن الاختراقات
الإسرائيلية للأجواء المصرية لا تتجاوز أمتارا قليلة بالقرب من الحدود.
وقال المصدر الأمني إن مثل هذه الأمور تحدث عادة بين الدول في مثل هذه الظروف، مشيرا إلى أن هناك
اتفاقيات بين مصر وإسرائيل، وهناك لجان مراقبة دولية، وفي نهاية كل شهر
يجلس الطرفان، ويتم بحث الاختراقات التي وقعت.
وفيما يتعلق بالخسائر التي لحقت بالمنازل في الشريط الحدودي في مصر، أوضح المصدر أن السلطات الإدارية
المصرية ستتولى تعويض السكان عن كل الخسائر التي لحقت بهم، رغم أن إسرائيل
هي التي تسببت في هذه الخسائر.
عرض بعض أجزاء صاروخ إسرائيلي سقط على رفح المصرية (الجزيرة نت)