الحماية من ادوات التفجير المرتجلة
دفعت هجمات المقاومين المنتشرة على نطاق واسع ضد القوات الدولية في العراق وافغانستان بادوات التفجير المرتجلة (IED) باتجاه تطوير استعمال تدابير الكترونية مضادة. وتهدف هذه النظم الالكترونية المتقدمة الى تعطيل او عرقلة الاشارات اللاسلكية راديو او الاشارات الاخرى المستعملة لتفجير ادوات التفجير المرتجلة من بعيد. ان التدابير المضادة لقهر ادوات التفجير المرتجلة (IED) اصبحت حاليا متاحة باشكال متعددة، بما فيها نظم مثبتة على المركبات اويحملها رجل. ولا يمكن، مع ذلك، استعمالها لوحدها ولا بد من ان تستعمل كجزء من رزمة متماسكة. وهذا يجب ان يشمل المراقبة الالكترونية ودراستها لمراقبة الطيف المغنطيسي الالكتروني لتحديد الترددات والمعدات التي يستعملها المقاومون لتنشيط ادوات التفجير المرتجلة. ويمكن عندئذ تحديث التدابير المضادة او تعديلها بسرعة للتعامل مع التهديدات الناشئة الجديدة. التهديد تطلق اداة التفجير المرتجلة التي يتم التحكم بها لاسكيا بوصلة لاسلكية راديو، ويمكن تفجير الاداة (RCIED) من اي عدد من الاجهزة المختلفة، بما فيها ادوات التنبيه في السيارات واجراس الابواب اللاسلكية والهواتف الخليوية واجهزة المناداة (Pagers) والراديوات المشفرة (GMRS). وان اداة التفجير المرتجلة التي يتم التحكم بها لاسكيا بالراديو تضم هاتفا خليويا معدلا وموصولا بدائرة اطلاق كهربائية. وتعمل الهواتف الخليوية في نطاق تردد ما فوق العالي في خط الرؤية مع مواقع هوائية عبارة عن محطات ارسال - استقبال (BTS) اساسية. وعلى العموم، يكون استقبال اشارة المناداة او مضمون رسالة (SMS) بالهاتف كافيا لتبدأ الدائرة باطلاق اداة التفجير المرتجلة.
وفيما اصبحت القوات الدولية في العراق وافغانستان اكثر حنكة في تعطيل الاشارات اللاسلكية راديو حول قوافلها، كيف المقاومون اساليب الاطلاق وطوروها. ففي بعض الحالات، عندما تم تعطيل آليات الاطلاق بالراديو بالتدابير الالكترونية المضادة. تراجع المقاتلون الى استعمال وسائل لا يمكن تعطيلها، كاسخدام الاسلاك لتوصيل اداة التفجير المرتجلة (IED) بالمفجر، علما ان هذه الطريقة هي، مع ذلك، اصعب لاخفائها بفاعلية. وان فعالية نظم تعطيل اداة التفجير المرتجلة المزعومة، سواء المجربة او غير ذلك، ادت بتكنولوجيا اداة التفجير المرتجلة (IED) الى العودة اساسا لاساليب التفجير باستخدام الاسلاك، التي هي اتصالات مادية بين المفجر واداة التفجير التي لا يمكن تعطيلها. وهذه الانواع من ادوات التفجير المرتجلة هي، مع ذلك، اصعب على زرعها بسرعة، كما تكتشف بسرعة. وان الطريقة الاخرى للاطلاق هي باستعمال مستشعرات خفيفة تعمل بالاشعة تحت الحمراء، تنزع من ادوات انذار محلية ضد السطو او من نظم امنية. ومن الصعب اكتشاف هذه الادوات وتعطيلها. التداربير المضادة ليست التدابير التكنولوجية المضادة الا جزءا من الحل في العمل على الحاق الهزيمة بادوات التفجير المرتجلة. وتبقى الخبرة والتدريب والادراك عوامل رئيسية في مكافحة تلك الادوات. فعلى سبيل المثال،
هناك اشارات مرئية قد توحي بوجود اداة تفجير مرتجلة (IED) كالتراب او الرمل المحفور حديثا بجانب الطريق، او ترك مركبة بجانب الطريق. ان التعرف الى هذه الاشارات الواضحة قد تكون ثمينة بقدر امتلاك معدات كشف معقدة. ان نظم التشويش على اداة التفجير المرتجلة هي ادوات صممت لارسال ترددات مختلفة تستعمل عادة تجاريا و"او عسكريا. ويجوز ان يتضمن نظام العرقلة مولد تدخل ومضخما وهوائيا وجهاز كومبيوتر وبرمجية دعم. فالاشارة القوية المولدة تصد الاشارة التي يستعملها المهاجم لاطلاق ادوات التفجير المرتجلة. كانت ادوات التفجير المرتجلة مسؤولة منذ العام ٢٠٠١ عن كثير من الوفيات في المعارك في العراق وفي افغانستان، لكن ردا على ذلك نشرت نظم مختلفة معقدة لعرقلة ادوات التفجير المرتجلة مع القوات الدولية. وقد بني العديد منها الذي اكتشف في العراق، وافغانستان لاغراض معينة او ارتجالا، وغالبا ما استعملت هواتف خليوية او جوالة لتفجير القنابل. ويستعمل المتمردون انواع مختلفة اخرى من اجهزة الارسال اللاسلكي راديو، التي تعمل على الترددات العالية جدا (VHF) وما فوق العالية (UHF) وهواتف الاقمار الاصطناعية والتكنولوجيات قبل ظهور الهاتف الخليوي ومجموعة متنوعة كبيرة من اجهزة المتغيرات الرقمية. بالتشويش على الترددات غير العسكرية، فان التهديد بادوات التفجير المرتجلة التي تنشط عبر الترددات المدنية، كالهواتف الخليوية وادوات المناداة وهواتف "الواكي - طوكي" (Walkie - Talkies)، يمكن خفضه كثيرا. وهذا مهم، لان الادوات التي تذيع على الترددات المدنية هي على الارجح التي يستطيع المقاومون الوصول اليها بسهولة. لكن لان المقاومون يتكيفون بسرعة مع التدابير المضادة، تستعمل بازدياد ادوات تفجير مرتجلة جديدة واكثر تعقيدا في العراق وافغانستان. وتبين الاتجاهات الاخيرة انخفاضا في عدد الهجمات بالادوات المعنية (IED) في العراق منذ حزيران"يونيو عام ٢٠٠٧، ولكن زيادة في عدد الهجمات بتلك الادوات (IED) في افغانستان. النظم تعرف نظم التشويش على ادوات التفجير المرتجلة (IED) ايضا بنظم الحرب الالكترونية المضادة لادوات التفجير المرتجلة التي يتم التحكم بها لاسكيا بالراديو (CREW). وتشمل تلك الادوات التي يستعملها العسكريون الاميركيون معدات التدابير المضادة لادوات التفجير المرتجلة (ICE) واداة التشويش (Warlock)، وتستعمل الاداتان طاقة التردد اللاسلكي راديو لصد اشارات اطلاق المتفجرات التي يتم التحكم بها لاسلكيا (R/C) بالراديو، كالهواتف الخليوية وهواتف الاقمار الاصطناعية والهواتف البعيدة المدى دون اسلاك. وتشمل التدابير المضادة الاخرى جهازا يشل ادوات التفجير المرتجلة المشتركة (JIN) وشل ادوات التفجير المرتجلة بالترددات اللاسلكية راديو (NIRF) التي تولد حقل تردد كبير يشل الكترونيات ادوات التفجير المرتجلة. وان احد النظم الذي نشر حاليا في العراق، باسم رمزي (PING)، يركب داخل مركبة من نوع (Humvee) ويرسل موجات الكترونية - مغنطيسية تخترق جدران الابنية لاكتشاف ادوات التفجير المرتجلة (IED). كما تكشف مستشعرات اخرى، كالنظام الليزري (LIBS)، واثار المتفجرات المستعملة في ادوات التفجير المرتجلة من مسافة تبلغ نحو ٣٠ مترا. اما نظام الحماية من قوة المشوش (Warlock) منه نماذج زرقاء وخضراء وحمراء ونظام الحماية الالكترونية (Shortstop) فهما نظامان للتشويش صممتهما شركة (EDO) حاليا ITT Elec.S. - EWS وشركة (Whittaker) على التوالي. وقد صمما اصلا لقهر الذخيرة التي تطلق بصورة غير مباشرة وهي مصممة بصمام تقاربي، ويتمتع المشوش Warlock بقدرة مزدوجة على تحريم استعمال ادوات الاتصال للعدو. اما المشوش الاحمر (Warlock Red
) فهو مشوش منخفض التكاليف مضادا لتهديدات محددة ناشئة باعداد متزايدة. وان المشوش الاخضر (Warlock Green) هو مشوش اقوى يستعمل لمواجهة تهديدات اكثر تعقيدا. وقد مر المشوش (Warlock) عبر تنقيحات متعددة لاضافة المزيد من الترددات وبرمجيات افضل. اما النظم القديمة، مثل نظام (Shortstop) فتزن اكثر من ٤٠ رطلا، باستثناء مصدر الطاقة، وتحتل حيزا يبلغ ٥،١ قدم مكعب. تتمتع شركة (Threat Resolution Ltd.) بخبرة في تطوير وتزويد حلول لمجابهة ادوات التفجير المرتجلة التي يتم التحكم بها لاسلكيا بالراديو (RCIED) والتي بات يستعملها المقاومون "كسلاح - كمين" فعلا. وتنتج شركة (Foster - Miller)، وهي فرع اميركي من شركة البحوث الدفاعية البريطانية (QinetiQ)، نظم حماية فعالة من فئات (SIREN) تعطل الاشارات المستعملة في تفجير القنابل وادوات التفجير المرتجلة (IED) المزروعة على جوانب الطرق. وتعتبر شركة (Allen Vanguard) احدى الشركات الرائدة في العالم لتطوير وصناعة نظم التدابير المضادة الالكترونية المتقدمة، او ادوات التشويش، لمنع اطلاق ادوات التفجير المرتجلة (IED) من بعيد والتي يتم التحكم بها لاسلكيا بالرديو (RCIED) . وتعرض شركة (Winkelmann) حاليا اداة كشف الكترونية (HAWK XDi) لكشف الالغام وادوات التفجير المرتجلة (IED) تتيح للتقني الذي يتخلص من القنابل ان يبحث في الفراغات والمناطق التي لا تستطيع الوصول اليها او رؤيتها المركبات، كشف المكونات الالكترونية وتحديد ما اذا كانت المنطقة خالية من ادوات التفجير المرتجلة (IED). وتستعمل الاداة عموما داخل الابنية، لكن يمكن استعمالها لتأمين المركبات او الطائرات او في العراء او في مواقع انطلاقا من المناطق المدينية الى الصحاري والمناطق الجبلية. وتكشف الاداة (HAWK XDi)
ادوات التفجير التي تتضمن مكونات الكترونية، مثل اجهزة الاستقبال التي يتم التحكم بها من بعيد او الهواتف الجوالة او ساعات التوقيت الالكترونية او الساعات او اجهزة الاستقبال - الارسال او الصمامات الالكترونية او اجهزة تأخير الانفجار. ويمكن ايضا نشر الاداة بنجاح لكشف الاسلحة المطمورة والذخيرة والالغام الهندسية ومخابىء الاسلحة المخفية. وقد نشر التقنيون الذين يتخلصون من القنابل والقوات الخاصة والعسكريون وغير العسكريين الاداة بنجاح ابان العمليات العسكرية في ايرلندا والعراق وافغانستان. التطور مستقبلا الضغط لنشر معدات تدابير مضادة بسرعة لحماية القوات في الخطوط الامامية غالبا ما كان يعني ان قضايا الدعم اللوجستي والاصلاح والتحديث على امد طويل نادرا ما كانت تؤخذ بالاعتبار. وكانت هناك ايضا مشاكل في تركيب معدات تدابير مضادة في المركبات الموجودة قيد العمل وتزويدها بطاقة كافية لتعمل بفعالية تامة. وتبحث جيوش كثيرة حاليا عن نشر حلول طويلة الامد لهذه المشاكل تشمل شراء معدات تدابير مضادة تعتمد على نظم كومبيوترية بانشاء مفتوح. وهذا يتيح برمجة بيانات التهديد الجديدة في النظام بسرعة وبادنى التكاليف. يجري ايضا شراء مجموعات من التدابير المضادة المشتركة (Common)
لخفض تكاثر قطع الغيار المطلوبة والابقاء عليها شغالة في المناطق البعيدة، التي هي في نهاية سلسلة امدادات طويلة وعرضة للخطر. وان خفضا في اوزان ادوات التدابير المضادة السهلة الحمل يشكل اولوية عالية نظرا لسلبية مردود الوزن الاضافي على جنود المشاة الذين يعملون في مناخ الشرق الاوسط الصعب. وما يتعلق بصورة وثيقة بهذه القضية هو الحاجة الى زيادة حياة البطاريات المستعملة في تزويد التدابير المضادة بالطاقة والتي يحملها رجل. وان جنود المشاة الذين يحملون المعدات بحاجة ايضا الى التعديل لجهة خفض اوزان معدات الطاقة، لتتيح حمل ادوات التدابير المضادة بسهولة. لذلك، يجري تصميم جيل جديد من المركبات المدرعة ايضا مجهزة بتدابير مضادة الى حد قياسي مع الاحتياط للطاقة، وقد تم تزويد المركبات بالكبلات والهوائيات. ويقضي المفهوم الاساسي ان تبنى التدابير المضادة الالكترونية في مجموعات المركبات المدرعة مستقبلا كجزء اساسي من المعدات، وهي تشكل حاليا بندا متأرجحا بالنسبة للقوات الدولية العاملة في العراق وافغانستان، التي نادرا ما تترك قواعدها دون حماية باستخدام الاجراءات الالكترونية المضادة (ECM bubble). ان المعركة للقضاء على ادوات التفجير المرتجلة هي كفاح دائم.
المصادر
http://www.arabdefencejournal.com/article.php?categoryID=14&articleID=193