“ هذه قصة شاب من مصر، الشهيد عقيد طيار/ محمد عبد الوهاب كريدى، أول ضابط بالقوات المسلحة المصرية يحصل على نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى عند أستشهادة بدون معركة، ونوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى الثانى له. وسمى أحد شوارع حى مدينة نصر بأسمه. الشهيد محمد كريديصيف 1975 . بعد أقل من عامين من اندلاع حرب أكتوبر، الحرب التي أبلت فيها القوات الجوية المصرية بلاءا حسنا فاق كل التوقعات.. منزل عادي بضاحية مصر الجديدة .. وشاب مصرى فى مطلع الثلاثينات من عمره يقف شاردا يتأمل البستاني العجوز وهو يقلم الأشجار والأزهار في الحديقة التى تقع خلف الشرفة الخلفية للمنزل.. مقص البستاني يتناول بعناية الفروع الخضراء، والأوراق المتساقطة تحمل معها ذكريات لا حدود لها ، وشريط حياة الشاب البسيط يمر أمام عينيه . مقدم طيار فى القوات الجوية المصرية هو.. يطير كقائد قاذفة صواريخ من طراز تى يو 16 تى 11- 16.. يحمل أسم محمد .. كان موعده مع الدنيا إحدى أيام عام 1942.. لم يلبث أن أشتد عوده قليلا وبلغ سنين الدراسة ليلتحق بمدرسة عبد العزيز الأبتدائية بمصر الجديدة.. يتذكر حصة الزراعة التى كان يكرهها ليس للزراعة نفسها، ولكن لأنها كانت تجبره على تعلم كيفية عمل المربى وكان يقول لوالدته: “انا راجل مالى انا و مال المربى؟”. ربما لأن الزراعة تربطه بالأرض وهو وُلد ليحلق في السماء! وتتساقط أوراق خضراء آخرى .. ويستمر شريط حياته في التتابع . كانت أول طائرة يقودها في حياته وهو في العاشرة من عمره! أحد اعياد عام 1952 عندما ذهب للملاهى بصحبة عائلته، وبالصدفة البحته تواجد مصور لمجلة “المصور” ذائعة الصيت والتقط له صورة نشرت على غلاف العدد التالي للمجلة وهو يقود طائرة حربية فى الملاهى.. ويشب محمد عن الطوق قليلا فيلتحق بمدرسة الحسينية الثانوية بالعباسية رغم بعدها عن منزلة فى مصر الجديدة نظرا لتواضع مستواه فى بعض المواد، وهو ما أجبره على إعادة الامتحانات مرتين محاولا الحصول على الثانوية العامة. ولأن الطيران كان حلمه الأول فقد قدم اوراقه بلا تردد الى كلية الطيران ونسخة منها إلى كلية الشرطة.. ويتم طلبه لإجراء الكشف الطبى فى الكلية الجوية، و يتوقع عدم ظهور اسمه فى كشوف الناجحين فى اليوم التالى لكن النتيجة تظهر بقبوله كطالب طيار بالكلية الجوية فيتنازل عن الشرطة فى سبيل الطيران. محمد كريدى يجلس القرفصاء بالكلية الجوية عام 1962 مع زملاؤه حول الطائرة الدفعة 14 طيران.. كان من المفترض أن يبقى محمد ورفاقه كطلاب بالكلية الحربية لمدة عام كامل، لكن الدفعة قضت أقل من شهر واحد قبل أن تنتقل للمبنى الجديد ثم إلى الكلية الجوية ببلبيس.. ومع مرور سنوات الدراسة أثبت محمد كفاءته كطالب متميز بين أقرانه فحصل على الترتيب السادس على الدفعة بين ما يزيد على 80 طالب و رقى الى رتبة صف ضابط بالسنة النهائية (رتية شرفية لطلاب الكليات العسكرية المتفوقون). ويأتى يوم 15 مايو 1963 يوم تخرجه من الكلية الجوية كملازم طيار تحت الأختبار.. ويتم توزيعة على سرب قاذفات تكتيكية روسية من طراز (اليوشن 28) مع بعض من زملاؤه الطيارين والملاحين. ويجتاز محمد الفرقة فى وقت قياسى. وفى عام 1964 يواجه محمد الأختبار العملي الأول في حياته العسكرية وهم لم يتعد الثانية والعشرون من عمره بعد، حين يتم اختياره للسفر الى اليمن للأشتراك فى معركة وحدة اليمن. وتتساقط أوراق خضراء آخرى .. ويستمر شريط حياته في التتابع . ويحدث محمدا نفسه وهو لايزال يتأمل الحديقة الخضراء أمام ناظريه وكيف تتناقض مع الصحراء القاسية في اليمن.. يتذكر أول أيامه في هذه التجربة العصيبة وهو مجرد ملازم طيار ، يطير كقائد قاذفة ومعه الملاح والمدفعى.. ويسأل نفسه: كيف أستطعت تحقيق ذلك وأقرانى لا يزالون طلابا فى الجامعات و المعاهد.. هل أصبحت ناضجا لهذا الحد؟! لقد كان يعتبر نفسه دائما مقاتلا يحارب فى سبيل أي قضية تمس الوطن العربى، ولم يعر اهتماما أبدا خوض غمار المعارك مقابل المادة (التى كان لها اعتبارات عالية فى ذلك الوقت) لذا رفض بلا تردد الاشتراك في الحرب النيجيرية لأنه أعتبر نفسه فيها طيار مرتزق. وبالرغم من الأيام العصاب في اليمن إلا أن أسوأ الأيام التي رآها لم تكن قد أتت بعد…! محمد كريدى الطالب طيار بالقسم المتوسط بالكلية الجوية مع زملاء الدراسة حول الطائرة الخامس من يونيو 1967.. كان وقتئذ فى اليمن فلم يرى بعينيه أسراب الطائرات المصرية وهي تدك دكا على ممرات الطيران في شمال مصر وجنوبها.. كان وقتئذ يحارب من أجل قضية آخرى .. لكن الأوامر صدرت بشكل عاجل بالعودة إلى مصر ، فطار فى تشكيل صغير عائدا الى الوطن وهبط فى مطار رأس بناس ومن ثم إلى مطار القاهرة الدولى بعد أن دُمرت قاعدة أبو صوير الجوية المعدة للقاذفات وأصبحت غير صالحة للهبوط. تذكر يوم 8 يونيو 1967 عندما اوكلت اليه هو واحد قادته و زملاؤه (نقيب طيار/ حنفى محجوب، ونقيب طيار/ عادل عباس، وملازم اول طيار/ أحمد مصطفى محمد حسن) مهمة الإغارة على الساحل الشمالى فى سيناء بين بئر العبد و رمانة لتدمير رتل للعدو من الدبابات المتجهة الى سيناء. تذكر كيف أنفصل عن التشكيل بناء على توجيه القائد وتابع رتل الدبابات المعادية وقصفها فوق كبري الفردان مما أدى الى تدمير الدبابات تماما مع الجسر. وقبل ان يتابع ذكرياته أنتبه محمد على رنين الهاتف وإذا المتحدث أحد زملاؤه فى القوات الجوية المقدم ملاح/ عبد المعطى درويش المدرس بالكلية الجوية.. - ايه يا محمد أنا سمعت من أحمد مصطفى (مقدم طيار أحمد مصطفى) أنك عايز تتنقل من القاذفات للعمل كمدرس بالكلية الجوية - أنت عارف ان احمد مصطفى بيهرج كعادته على الرغم من دوره فى حرب اكتوبر وكان نفسى فعلا أتنقل للكلية الجوية لقربها من مصر الجديدة لرعاية والدى (و كان والده قد تعرض لحادث سيارة و لزم الفراش فى المستشفى لفترة كبيرة) - يا محمد بلاش خباثة، هو علشان انت فى حرب 1973 عملت دور كويس و ضربت 7 صواريخ جو سطح على سبع أهداف من سربك و أخدت نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى تعمل كده و عايز تستريح؟ وكان محمد قد قام بقصف مواقع استراتيجية خلال حرب اكتوبر (مركز القيادة والسيطرة ببئر العبد و رادار و محطة شوشرة الطاسة … و غيرها) - يا عبد المعطى بلاش الكلام ده، أنت تعرفنى من زمان و تعرف ان روحى فى القاذفات و التشكيلات، لكن والدى مريض وزوجتى تستعد لأمتحان الدراسات العليا فى طب الأسنان ومفيش حد ياخد باله من العيال (أحمد و عمر) - يا كوكو ( الأسم الحركى لمحمد كريدى) أنا بهزر معاك، هو أنت تفتكر الفريق حسنى (الفريق حسنى مبارك) هيرضى أنك تسيب التشكيلات؟ أنت عارف أنه عايز المتميزين فى التشكيلات يفضلوا فيها - لأ طبعأ اللى فى الدم فى الدم. طالب طيار بالقسم النهائى بالكلية الجوية ببلبيس على جناح الطائرة التدريبية ياك 11 مع طالب طيار على الشناوى طلعة أخيرة بقيادة بطل مازلنا في صيف 1975.. الأول من سبتمبر. الطيارون منهكون، فالتدريب بعد المعركة الحقيقية اصعب من التدريب قبلها، فكل طلعة جوية لها ظروفها. طلعة تدريبية عادية اخرى بالذخيرة الحية.. طيران نهارى.. تشكيل من قاذفتين تى يو 16 كى 11-16 .. السماء صافية بلا غيوم.. طاقم الطائرة يضم القائد مقدم طيار/ محمد عبد الوهاب كريدى، والطيار المساعد نقيب طيار/ عادل الفقى، والملاح الأول رائد ملاح/ سمير عبد الفتاح، والملاح الثان نقيب ملاح/ المنشاوى. وتقلع القاذفة من قاعدة غرب القاهرة الجوية محملة بكافة انواع الذخائر.. تمر دقائق عادية.. وفجأة يدوي صوت انفجار في القاذفة.. النقيب طيار/ عادل الفقى يصرخ: يا كابتن مدفع الملاح التانى بيفرقع، فيرد محمد المشهور بأعصابه الفولاذية: يا عادل قول للملاح الثانى يشوف أيه الحكاية وخلينا نسأل الطيارة اللى معانا فى التشكيل ايه اللى بيحصل. وبالفعل يتصل بالقاذفة الأخرى المرافقة بالتشكيل بقيادة عقيد طيار/ محمد طموم ومساعده نقيب طيار/ نور رياض، و كان الرد بأنه لا يوجد شئ بالقاذفة. لكن نفس محمد لم تهدأ فيقرر الهبوط في بني سويف الأقرب إليه . لكن أصوات الانفجارات تتعالى مجددا وتشتعل النيران في المحرك الأيسر للقاذفة… وتصبح بني سويف حلما بعيد المنال.. لابد أن محمد كريدي وهو طيار ذو أعصاب واثقة قد واجه مواقف عسيرة خلال حرب أكتوبر على الأقل، فقد أدى دوره بشكل فائق خلال المعارك ولم يكن ليتردد لحظة واحدة في الدخول بطائرته القاذفة بشكل انتحاري في أي موقع للعدو إذا كان هذا سيعني نصرا للوطن.. لقد كان بإمكانه إذا تأكد من استحالة انقاذ الطائرة ان يضغط زر الكرسي القاذف بكل بساطه ليخرج سالما من المشكلة .. لكن لم تكن هذه أبدا هي المشكلة!”
لابد أن أعصابه توترت.. وتكاثرت حبات العرق على جبينه وهو يمسك مقود الطائرة بكل إحكام محاولا الإبقاء عليها في اتزان تام ، قبل أن يصرخ في رفيقه: نزل العجل يا عادل هننزل في المنيا.. وتتعالى أصوات الأنفجارات فى القاذفة .. وتقترب الطائرة من الأرض.. وتخرج العجلات تلاحقها ألسنة اللهب تكاد تلمس الأرض على الرغم من أرتفاع القاذفة.. و تزداد الأنفجارات حدة .. لم يعد هناك مفر.. ويطلب محمد من الملاح الثانى مغادرة القاذفة لكن النقيب ملاح/ المنشاوى يشير إليه بيده فقد انقطع الأتصال بالمذياع الداخلى نتيجة للحريق لينبأه عن عدم أستطاعته القفز بالكرسى القاذف بسبب الحريق.. وفجاة تنفجر أسطوانات الأكسجين الخاصة بالطاقم بالكابينة الأمامية، وتتوقف يد النقيب ملاح/ الشناوى لتعلن خروج روحه إلى بارئها كبطل أشترك فى بطولة لا تقل عن المعركة التى أشترك بها قبل عامين. وتترنح القاذفة أكثر.. وكقائد في موقع المسئولية يطلب كريدي من مساعده النقيب طيار/ عادل الفقى القفز من الطائرة قبل أن تنفجر لكنه يرفض.. - لا يا كابتن انا معاك للأخر - يا عادل نط دلوقتى حالأ، أنا القائد وبأمرك وينظر عادل الى السماء، لا يتخيل نفسه بين احضان كرسى قاذف عبارة عن قطعة من المعدن قد لا تمنحه النجاة… لكنه برغم ذلك يشد عصا القذف، ويجد نفسه معلقا فى حركات بهلوانية بين السماء والأرض ليكتشف أن المظلة لا تعمل .. وكما تقتضي التدريبات فقد تحرك كما تعلم بحركات عشوائية وفجأة تفتح المظلة ويهبط سالما فى أحد جزر النيل القريبة من المنيا. أصبح محمد وحيدا في الطائرة.. لاتزال أعصابه أقوى من الحديد . حبات العرق المالحة تكاد تشكل غمامه أمام عينيه.. وهو يلقي نظرات خاطفة على جثمان زميله الراقد بلا حراك على مقربة منه.. وتقترب القاذفة من العمران.. أصبح المجال سانحا أمامه للقفز بالكرسى القاذف .. لكن هل يدع قاذفته تتحطم فوق القرى .. ما ذنب هؤلاء المزارعين البسطاء؟ ما ذنب الألاف كي يلقوا حتفهم نتيجة لأنفجار جسم معدنى طائر قد لا يعرفون ماهيته؟ النيران تأكل جسده وهو يتذكر أولاده لكنه يتذكر ايضا أبناء القرى الذين قد يموتون نتيجة تحطم القاذفة المحملة بالوقود والذخائر الحية. وبلا تردد يدير البطل موقد الطائرة ليضعها في وضع غطس بالنيل لتقليل حدة الأنفجار، لكن القاذفة تتهاوى وتقترب من مرحلة عدم السيطرة عليها.. محمد يركز بنظرة على النيل ويتأكد من أن القاذفة سوف تهبط فيه.. لكن الاتزان يختل فجأة .. ولم يعد هناك خيار.. ويضغط عصا الكرسى القاذف ليخرج بسرعة فائقة من القاذفة التي تهوي إلى النيل.. ويتذكر بشكل مفاجئ وهو معلق بين السماء والأرض تلك المعلومة العابرة التي تلاقها أثناء حصولة على فرقة قيادة تلك القاذفة . أنه لم ينج احد من طاقمها بالأتحاد السوفييتى أبدا في محاولات الخروج منها! ثوان ويهبط كريدي بالمظلة محدقا فى الدخان الذى أحدثته قاذفته عند أرتطامها بنهر النيل قبل أن يهبط هو الاخر في المياه لينتشله أحد الصيادين بمركبه، وتصادف أن تعرف عليه الصياد الذى خدم خلال فترة تجنيده فى أواخر الستينيات فى قاعدة بنى سويف الجوية وقد كان كريدي يشغل فى وقت ما منصب قائد مجموعة الأمن بهذه القاعدة علاوة على عمله كنقيب طيار باللواء الجوى 403. لحظات ويصل المركب الصغير إلى شاطئ النيل، ويصر محمد على السير على قدميه فيما تهبط الطائرة المروحية التابعة للقوات المسلحة لنقله للمستشفى حيث يجد كريدي رفيقه المقدم طيار/ أحمد عزت والذى يسبقه بدفعة وقائد مطار المنيا وقتئذ فى انتظاره قرب المروحية. ويتمهل محمد في السير ثم ينظر إلى رفيقه أحمد عزت ويضع يده في جيب سترته ويناوله حافظته و متعلقاته الشخصية قبل ان يستقل الطائرة المروحية ويرقد فيها على أقرب مقعد معلقا نظره بالسقف وهي ترتفع في الهواء بأقصى سرعة ممكنة متجهة إلى المستشفى.. لقد خاض غمار معارك كثيرة كان معرضا فيها للموت في كل لحظة، لكنه خرج من كل هذا سالما ليأتي هذا اليوم الذي يرى فيه رفيقه يموت أمام عينيه ويهوى هو من ارتفاع شاهق إلى مياه النيل مصابا بحروق لا يعرف قدرها ولا يعرف أيضا أنه أصيب بكسر فى عموده الفقرى .. لكنه برغم كل ذلك يبتسم لأنه انقذ الألاف كان يمكن ان يلقوا حتفهم اذا انفجرت القاذفة فوق رؤوسهم فى المناطق العامرة القريبة. ويدير كريدي عينيه المتهالكتين إلى النقيب ملاح/ ابراهيم سمن ملاح المروحية.. - احنا فين دلوقتى (يقصد بها الأحداثيات)؟ - احنا فى الأحداثى كذا و كذا - (وينظر كريدي إلى ساعة الطيران البريتلينج التى قدمت كهدية له ولبعض طيارى القوات الجوية المصرية المتميزين من الملك حسين رحمة الله عقب حرب اكتوبر) فاضلنا تسع دقائق و نوصل المنيا - تمام يا فندم مظبوط بالثانية - الطيارة حصل لها ايه يا ابراهيم؟ - يافندم الطيارة وقعت وأنفجرت فى النيل - الحمد لله انها لم تمس بشر وفجأة يغيب محمد عن الوعى ويستلقى على مقعد المروحية بلا حراك فتسود حالة من الارتباك بين الرفاق، وفور هبوط الطائرة فى المهبط المقابل للمستشفى ينقل البطل إلى وحدة العناية المركزة.. وفى غرب القاهرة تتعالى الصرخات من قبل زملاؤه فى السرب بعض هبوط القاذفة المرافقة فى التشكيل منفردة.. وخارج المستشفى يهبط المقدم طيار/ أحمد مصطفى محمد حسن، زميل محمد منذ نعومة أظفاره، من سيارته التى أنطلق بها مسرعا من قاعدة غرب القاهرة يبحث عن وحدة العناية المركزة ليجد رفيق عمره غائبا عن الوعى فيقترب منه ويضع راحه يده على جبهته فينتبه ويحدثه.. - يا أحمد أنت متاكد ان الطيارة مموتتش حد؟ - وحياة أولادى وأولادك لأ يا محمد، انت فعلا أنقذتهم - يا احمد نفسى أشوف اولادى أحمد وعمر دلوقتى، مش عارف ليه ويحتضن أحمد رفيق عمره وهو يغالب دموع عينيه فيشعر بروحه تصعد الى بارئها.. روح امتلأت حبا في جسد بطل.. كان يحمل لقبا فريدا.. لقب: بطل القاذفات”
Read more about محمد كريدي .. شهيد بلا معركة on:
http://www.almoarekh.com/2006/11/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%af%d9%8a-%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%a8%d9%84%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83%d8%a9/2/?utm_source=INK&utm_medium=copy&utm_campaign=share&